مستودعات السلاح.. ننشر خريطة تهريب الأسلحة من إفريقيا لمصر.. عصابات دولية تخفي الشحنات القادمة من السوادن في مغارات جبلية قبل توزيعها.. وقرية دراو "همزة الوصل" بين التجار والمهربين بأسوان
سلطت واقعة ضبط الأجهزة الأمنية بمحافظة
قنا مؤخرا، لشحنة أسلحة ضخمة وذخائر كانت قادمة من السودان لإذكاء نيران الثأر وتسليح
العناصر الإرهابية، الضوء من جديد حول طرق تهريب الأسلحة عبر الدروب الصحراوية.
مضاد للطيران
في الأول من شهر أكتوبر الجاري، تمكنت قوات
الأمن في محافظة قنا، من ضبط سلاح مضاد للطيران بقرية أبو حزام، التابعة لمركز نجع
حمادي، وذلك عقب ورود اتصالا من أحد العناصر الإجرامية التى لم تتمكن قوات الأمن تحديد
هويته حتي الآن، يفيد تخلى عائلته عن سلاح مضاد للطيران 14.5 والقائه فى أحد الأماكن
بالقرية، خشية قيام قوات الأمن بضبطه بحوزتهم، ومع انتقال القوات ت ضبط السلاح بالفعل.
92 بندقية آلية و43 ألف طلقة
فى سيارة
في أواخر شهر سبتمبر لعام 2016 الماضي،
نجحت قوات أمن قنا، في إحباط محاولة تهريب سيارة محملة بالأسلحة النارية والطلقات المتعددة
كانت قادمة من دولة السودان، وذلك بعد تبادل لإطلاق النار مع الأمن استمر لمدة ساعتين
عبر المدقات الجبلية وتمكنت من ضبط 90 بندقية آلية و43 ألف طلقة.
إحباط تهريب 106 قطعة سلاح
في الساعات الأولي من صباح الإثنين الماضي،
تمكنت قوات الأمن في المحافظة، من إلقاء القبض على 3 أشقاء اثناء قيادتهم سيارتين محملتين
بـ99 بندقية آلية، 5 رشاشات جرينوف، بندقية قناصة، 16 ألف، 500 طلقة آلي، و4 آلاف طلقة
خرطوش.
وكشفت التحريات الأولية أن تلك الأسلحة
قادمة من السودان ومهربة إلى محافظة قنا والمحافظات المجاورة من أجل بيعها لتجار الأسلحة
النارية.
بورصة السلاح
بحسب مصادر شعبية في محافظة قنا، فإن أسعار
الرشاش الألي وصلت إلى 60 ألف جنيهًا، وسعر البندقية الآلي، وصلت إلى 24 ألف جنيه،
بينما بلغ سعر البندقية الآلى الروسية 28 ألف جنيهًا، ووصل سعر البندقية الصيني 16
ألف.
وأوضح المصدر أن سعر الطبنجة المحلية بلغ
11 ألف جنيه، فيما وصل سعر رشاش المضاد للطيران إلى 120 ألف جنيهًا.
ليبيا والسودان مصدر السلاح المهرب
بحسب مصادر أمنية، فإن دولتي ليبيا والسودان،
هما المصدر الرئيسي للأسلحة المهربة لمحافظة قنا وباقي محافظات الصعيد، بل وامتد الأمر
لتكون الدولتين هما مصادر تهريب الأسلحة إلى مختلف محافظات الجمهورية، خاصةً عقب الإنفلات
الأمني الذي أغقب ثورة الخامس والعشرين من يناير.
مهربين دوليين
أضاف المصدر أن هناك مهربين دوليين متخصصين
في تهريب الأسلحة من دول أفريقيا إلى مصر، لافتا أن هناك عديد من الشبكات الإجرامية
والتى تخصصت في تهريب السلاح في دول ليبيا والسودان وإريتريا.
وتابع أن المهربين يمارسون تجارة تهريب
السلاح من السلوم حتى أبوقير فى الإسكندرية، ومن الحدود الغربية لمصر مع ليبيا، وجنوبًا
حتى إقليم دارفور فى السودان.
خريطة التهريب
أفاد مصدر أمني رفيع المستوي، أن هناك عديد
من الطرق المخصصة لتهريب الأسلحة النارية من الدول الإفريقية إلى مصر، ويستخدمها المهربين
والعناصر الإجرامية في تجارتهم.
السودان
أردف المصدر، أن الأسلحة يتم تهريبها عبر
الطريق الأول من الجبال والأودية والدروب الصحراوية، بدًا من وادي حلفا بالسودان، ووصولًا
إلى قرية دراو في أسوان، وذلك عن طريق نقلها علي ظهور الجمال في طرق وكهوف جبلية متعددة
ووعرة، ويتم تشوينها في مخازن خصصها المجرمين والمهربين داخل الجبال لتخزين السلاح
لوقت قصير، حتي يتم بعد ذلك نقلها داخل سيارات ذات الدفع الرباعي ودخولها الي المحافظات
الصعيدية.
ليبيا
أكد المصدر، أن هناك طريق آخر يتم تهريب
الأسلحة القادمة من دولة ليبيا عن طريقه، وذلك عن طريق محافظتي سيناء ومرسي مطروح،
حيث تمر الأسلحة محملة على الجمال وعدد من سيارات الدفع الرباعي التى يمكنها الدخول
في الجبال الصحراوية، وذلك وصولًا إلى محافظات الصعيد، إذ تمتد الجبال حتى محافظة قنا.
البحر وسيلة نقل الطلقات
وأوردت المعلومات، أن الطلقات النارية لا
يتم تهريبها في الجبال مثل الأسلحة النارية، لكن يتم تهريبها داخل البحر عن طريق أبو
قير حيث يتم تخزينها داخل صناديق ويتسلمها التجار في المياه بعيدًا عن أعين الأمن.
كيف يتم تهريب الأسلحة ؟
التقارير الأمنية أشارت إلى أن الأسلحة
تبدأ رحلة تهريبها قادمة من السودان وأريتريا داخل البحر الأحمر، وذلك من خلال السفن،
ثم يتم نقلها إلى حلايب وشلاتين ويتم تخزينها في كهوف جبلية بالقرب من مياه البحر.
وأكدت التحريات أن الأسلحة تصل إلى محافظات
الصعيد عن طريق الدروب والمدقات الجبلية في وادي اللقيطة التابع لمحافظة البحر الأحمر،
وأيضا منطة وادي المشاش، الواقعة بين محافظتي قنا والبحر الأحمر.
سيارات الفاكهة سبيل التهريب
التقارير أوضحت أنه عقب وصول الأسلحة إلى
منطقة وادي اللقيطة في البحر الأحمر، يتم تخزينها وتشوينها داخل سيارات محملة بالفواكهة
والخضروات، وتبدأ عملية النقل بعد ذلك إلى المحافظات المختلفة.
طريق التهريب من ليبيا
وبحسب مصادر رفيعة فإنه يتم تهريب الأسلحة
من ليبيا بالقرب من معبر السلوم، وذلك بالتنسيق مع يعض البدو في تلك المنطقة، وتصل
إلى الشحنات إلى محافظة مرسي مطروح، ثم تتجه إلى دروب صحراوية تربط مرسي مطروح ومحافظة
أسيوط عن طريق أحد الدروب الجبلية الذي يسمي درب الأربعين ومنها تصل إلى محافظات قنا
والوادي الجديد وبعض من محافظات الصعيد المختلفة.
جبال قنا المخصصة للتهريب
توجد عدة جبال في محافظة قنا، والمشهورة
بتخزين وتهريب الأسلحة، والتى من أهمها جبال قرية الشيخ عيسي، والدروب الجبلية بقرية
حجازة في مركز قوص، وجبال قرية كلاحين الحاجر وجبال قرية القناوية ومحاجر الفوسفات
الواقعة بين مركز قفط الذي يتبع قنا ومركز القصير الذي يتبع البحر الأحمر، فضلًا عن
المناطق الجبلية المتأخمة لقري حمرة دوم وأبو خزام والسمطا والحجيرات.