عاجل
الجمعة 20 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

بروفايل| محمد نجيب.. قائد القاعدة العسكرية المصرية بمطروح

محمد نجيب
محمد نجيب

ثلاثون عاما قضيتها بين جدران المعتقل، لا أعرف بماذا أصفها؟.. كلمات من مذكرات أول مصري يعتلي كرسي رئاسة الجمهورية بعد ثورة 23 يوليو 1952 ميلادية، التي أطاحت بعصر الملكية بغير رجعة، ثلاثة عقود قضاها الجنرال المصري مسلوب الإرادة بين جدران منزل يقبع تحت حراسة مشددة، لإبعاده عن الحياة السياسية بقرار من مجلس قيادة الثورة.

اللواء محمد نجيب من مواليد الخرطوم بالسودان في 19 فبراير 1901 ميلادية لأب مصري وأم مصرية سودانية، تلقى محمد نجيب تعليمه بمدينة "ود مدني" عام 1905 ميلادية.. وحفظ القرآن الكريم، والتحق بالكلية الحربية في القاهرة عام 1917 ميلادية وتخرج فيها في 23 يناير 1918 ميلادية. عندما شكل جمال عبدالناصر تنظيم الضباط الأحرار.. أراد أن يقود التنظيم أحد الضباط الكبار لكي يحصل على تأييد باقي الضباط، وبالفعل عرض الأمر على محمد نجيب فوافق على الفور، وكان اختيار تنظيم الضباط الأحرار لنجيب سر نجاحه داخل الجيش، ولعب اللواء نجيب دورا مهما ساعة الحسم في ليلة 23 يوليو.

حيث قُدم للعالم والشعب المصري كقائد للحركة العسكرية التي استولت على الحكم في البلاد وتحمل المسؤولية العسكرية والسياسية أمام الجميع. "يحزنني أن أعلن لأسباب لا يمكنني أن أذكرها الآن أنني لا يمكن أن أتحمل من الآن مسؤوليتي في الحكم بالصورة المناسبة التي ترتضيها المصالح القومية. ولذلك فإني أطلب قبول استقالتي من المهام التي أشغلها".. هذا النص تضمنته استقالة أول رئيس جمهورية لمصر في فبراير 1954 ميلادية، وبعدها حدثت أزمة مارس 1954 ميلادية والتي فاز فيها نجيب في البداية، لكن الانتصار الأخير كان لباقي أعضاء مجلس قيادة الثورة ضده، وفي 14 نوفمبر 1954 ميلادية أبلغ عبد الحكيم عامر الرئيس نجيب بقرار مجلس قيادة الثورة بإعفائه من منصب الرئاسة، فكان رده "أنا لا أستقيل الآن لأني بذلك سأصبح مسؤولا عن ضياع السودان أما إذا كان الأمر إقالة فمرحبا"، و مكث نجيب محدد الإقامة وسط حراسة مشددة في فيلا المرج.. حتى تم إطلاق سراحه عام 1971 ميلادية، وتوفي نجيب في 28 أغسطس 1984 ميلادية.

كان الرئيس محمد نجيب متزوجا من زينب أحمد، وأنجب منها ابنته سميحه، وبعد طلاقه منها تزوج من عائشة محمد لبيب عام 1934 وأنجب منها ثلاثة أبناء: هم؛ فاروق وعلي ويوسف، ومن مؤلفات ته التي تركها إرثا للتاريخ: كتاب رسالة عن السودان عام 1943ميلادية، ومصير مصر (بالإنجليزية) 1955 ميلادية، كلمتي للتاريخ عام 1975 ميلادية، وكنت رئيسا لمصر (مذكرات محمد نجيب) عام 1984 ميلادية. مخاطبات عديدة كتبها الرئيس الأسبق نجيب منها رسالته الشهيرة إلى جمال عبد الناصر في 5 نوفمبر 1956 ميلادية- بعد العودان الثلاثي، قال فيها نجيب "أريد منك أن تسمح لى بأعز أمنية لي وهى المشاركة في أقدس واجب وأشرفه وهو الدفاع عن مصر فاسمح لي بالتطوع جنديا عاديا في جبهة القتال باسم مستعار وتحت أية رقابة شئت دون أن يعلم أحد بذلك غير المختصين وإني أعدك بأثمن ما أملك أعدك بشرفي أن أعود إلى معتقلي إذا بقيت حيا بعد انتهاء القتال.

اختلف الرئيس محمد نجيب مع أعضاء من مجلس قيادة الثورة، وعلى رأسهم جمال عبد الناصر، بسبب عدة توجهات، منها مثلا أن نجيب كان يرغب في عودة الجيش إلى ثكناته للقيام بالدور المقدس المنوط به في حماية الوطن، وتسليم السلطة لقيادات سياسية منتخبة من الشعب، وهو الأمر الذي لم يتوافق مع رغبة الضباط الأحرار، وتسببت استقالة نجيب من مناصبه في 22 فبراير 1954، في انفجار عدة مظاهرات شعبية في كل أرجاء القطر المصري تهتف "نجيب أو الثورة"، وفي السودان "لا وحدة بلا نجيب".

وفي شهر ديسمبر من عام 2013، منح الرئيس المؤقت عدلي منصور قلادة النيل لاسم الرئيس الراحل محمد نجيب تسلمها حفيده محمد يوسف محمد نجيب.