"عربية النواب": الموقف المصري من الأزمة السورية "ثابت"
أكدت لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن الأزمة السورية تعد في الوقت الراهن، أكثر الأزمات الدولية تعقيدًا، موضحة أن أعداد القوى والمنظمات والتنظيمات المتنازعة على أرض سوريا غير مسبوق ومعضلة الأزمة تتمثل في أن جميع الأطراف مسلحة مع تباين الأهداف والمآرب، فأصبح دوي الانفجارات والمدافع وسيل الدماء هو الوقود اليومي الذي يغذي هذا القتال.
وكشفت اللجنة في بيانها، أنه في ظل الأحداث الأخيرة المتسارعة من غارات خان شيخون بالأسلحة الكيماوية والغازات السامة إلى الغارة الأمريكية وقصف قاعدة الشعيرات العسكرية، انقعد مؤتمر أستانة (4) في العاصمة الكازاخستانية بحضور وفود الحكومة السورية وفصائل المعارضة والأطراف الضامنة روسيا وتركيا وإيران والمبعوث الأممي وانتهى - رغم تحفظات المعارضة - إلى الاتفاق على عدد من المناطق الآمنة في مواقع مختلفة من سوريا، ويتم على حد التعبير المستخدم تخفيف التوتر ووقف التصعيد بهدف وصول المساعدات الإنسانية للمحاصرين في تلك المناطق.
جاء ذلك خلال اجتماعها اليوم الأحد لبحث الأزمة السورية وتطوراتها حيث أكد المشاركون في الاجتماع أن الموقف المصري ثابت من ضرورة التوصل لحل سياسي بين جميع الأطراف مع ضمان سلامة ووحدة الوطن السوري ووقف جميع الأعمال العدائية.
وأضافت أن تأييد مصر لإعلان أستانة (4) بتحديد مناطق آمنة يأتي من منطلق الحرص على سلامة أرواح الشعب السوري وإمكانية وصول المساعدات الإنسانية للمضارين والمحاصرين في مناطق القتال ووقف النزوح القسري للأهالي من تلك المناطق.
وأكدت اللجنة إن الموافقة أو التأييد لعمل تلك المناطق لا يعني أبدًأ أن يكون ذلك تمهيدًا لأي عمليات تقسيم تهدد كيان الدولة الوطنية أو مؤسساتها.
وتابعت أن خطر الإرهاب في سوريا لايزال قائما ومتفشيًا مع استمرار وجود وتمدد تنظيم داعش وحلفائه سواء في مناطق النزاع أو في التفجيرات التي تقع في مناطق مختلفة ومنها العاصمة دمشق وتحصد أروح الأبرياء والنساء والأطفال.
وأشارت إلى أن وجود المقاتلين الأجانب من مختلف الجنسيات سواء التابعين لدول بعينها أو تنظيمات وأحزاب أو حتى من المرتزقة يزيد من تعقيد الأزمة وتصعيدها ولابد من الاتفاق على خروجهم جميعًا وأن تكون الحلول سورية خالصة.
وقالت إن استمرار الغياب العربي لاسيما الجامعة العربية عن سائر المؤتمرات الدولية المتعلقة بسوريا أمرًا غير مقبول لاسيما في ظل المواقف العربية المتباينة من الأزمة السورية مشيرة إلى أن الأمل ما زال معقودًا على مؤتمر جنيف القادم الذي ينعقد برعاية أممية لتقريب وجهات النظر واحتواء الخلافات بين الأطراف المتنازعة.
وطالبت اللجنة بضرورة الاستمرار في متابعة أحوال اللاجئين السوريين لاسيما في الدول العربية ودول الجوار السوري وتقديم كافة أوجه الدعم الإنساني لهم.
وثمنت لجنة الشئون العربية الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي سلمى للأزمة السورية وتثبيت وقف إطلاق النار ورفع المعاناة عن كأهل الشعب السورى الذي يعانى من الوضع المأساوى قرابة الـ 6 سنوات منذ بدء الأزمة.
ورحبت بنتائج مؤتمر أستانة-4 لاسيما تلك التي تم الاتفاق عليها بشأن إقامة مناطق آمنة في سوريا لوقف التصعيد وللحيلولة دون مواجهة عسكرية مباشرة وتثبيت وقف إطلاق النار وضمان إيصال المساعدات للمحاصرين من أبناء الشعب السورى.
وأوصت بضورة البناء على مخرجات مؤتمر الأستانة-4 واعتباره تمهيدًا لعملية المفاوضات السياسية السورية _مسار جنيف_ وهو المسار المدعوم عربيًا ودوليًا.