إحسان عبد القدوس يكتب: صرخة المانيكان
في مجلة روز اليوسف عام 1956 كتب إحسان عبد القدوس مقالا ينتقد فيه ظاهرة لجوء السيدات إلى عمليات التجميل قال فيه:
كان زوجها معجبًا بها.. لكنها لم تكن معجبة بنفسها، شكلها دائما غير راضية عنه، كانت ترى في مرآتها أن نهديها متضخمتان، وأن في بطنها بعض البروز، وكانت ترى عيون الناس ولا ترى فيها لهفة ولا صراخا، ولا نداء ولا إعجابا.. كانت لا ترى في عيون الناس إلا الاحترام.
ذهبت إلى أحد أطباء التجميل فقال لها لا بد من الاستغناء عن الزوائد، أمسك الطبيب بالسكين وقطعة من لحم نهديها الكثير، وأزال بروز بطنها.
ترك آثاره فوق جسدها.. شقوقا كالحة عميقة كأنها الشروخ.. لكنها أصبحت تبدو وهي مرتدية ثيابها جميلة مثيرة شابة رشيقة القوام.. كأنها مانيكان تصرخ عيون الناس وراءها ومن أمامها.
طلقها زوجها.. فهو الوحيد الذي كان يراها بلا ثياب.. وهذه ليست قصة.. إنها خبر».