أحمد أبو الغيط: العرب في خطر والمنطقة تتعرض لزلزال يقتلع جذورها
قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، إنه لا يخفى على أحدٍ منا حالة القلق التي تعتري المواطن العربي الغيور على مصير أمته وهو قلق مشروع في ظل ما تشهده المنطقة من اضطرابات مُزلزلة، وتغيرات متسارعة تقتلع حتى ثوابت الجغرافيا والديموغرافيا.
وأوضح أن المواطن العربي، في كل دولنا من المُحيط إلى الخليج، يستشعر جراح إخوانه الذين يعيشون في مناطق الأزمات رهائن للخوف والذعر، وعرضة للقتل والتشريد.
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة الدورة العادية(28) بالمملكة الأردنية الهاشمية.
وأكد على أن القلب العربي ما زال حيًا نابضًا وليس هناك من ملجأ للعرب سوى العرب ومن علامات صحة الكيان العربي، في وسط هذه العتمة، أن من نزحوا وأُخرجوا من ديارهم بالملايين وجدوا الملاذ الآمن والاستضافة الكريمة لدى إخوانهم في الدول العربية، التي فتحت أبوابها بكرم ومحبة يعكسان مشاعر عروبية صادقة.
وأضاف: يتعين علينا جميعًا أن نُقدم كل دعم ممكن، وكل مساعدة ضرورية لهذه الدول التي ينوء كاهلها بأعباء استضافة مئات الآلاف من اللاجئين، وفي مقدمتها الأردن التي تستضيف قمتنا، ولبنان التي تحملت فوق طاقتها.
واستطرد: لا يصحُ أن يبقى النظام العربي بعيدًا عن التعامل مع أكبر أزمة تشهدها المنطقة في تاريخها الحديث، وأعني بذلك المأساة السورية، لا يصح أن تُرَحل هذه الأزمة الخطيرة إلى الأطراف الدولية والإقليمية يديرونها كيف شاءوا ويتحكمون بخيوطها وفق مصالحهم.. على النظام أن يجد السبيل للتدخل الناجع من أجل إيقاف نزيف الدم في سوريا وإنهاء الحرب والتوصل إلى تسوية للأزمة على أساس بيان جنيف1 والقرار 2254، وبما يحفظ لسوريا وحدتها وتكاملها الإقليمي، ويضمن للشعب السوري تحقيق تطلعاته المشروعة.
وناشد أبو الغيط مجلس الجامعة العربية العمل بكل سبيل ممكن من أجل تفعيل الحضور العربي الجماعي في الأزمات الكبرى، سواء في سوريا أو في البؤر الأخرى للصراعات في اليمن وليبيا.
وأوضح أن الأزمات العربية الحالية تُشكل تهديدات خطيرة للأمن القومي العربي، بصورة لم نعهدها منذ احتلال إسرائيل للأراضي العربية في عام 1967.. ولا قِبل لدولنا بمواجهة هذه التحديات الأمنية والعسكرية فُرادى، خاصة وأنها تُمثل حزمة مُركبة ومتداخلة من المُشكلات السياسية الداخلية، والتدخلات الإقليمية في الشئون العربية، وهذه كلها تهديدات عابرة للحدود تواجه دولنا كافة، وتهدد الكيان العربي في مجموعة كما تضرب الأساس الذي يقوم عليه وهو الدولة الوطنية المُستقلة ذات السيادة، ولن يكون مُمكنًا مُجابهة هذه التهديدات إلا بالعمل الجماعي والجهد المُشترك المتضافر.