سامح شكري: الإرهاب يهدد الأمن القومي العربي
قال سامح شكري وزير الخارجية، إن القمة العربية المقرر عقدها في الأردن، تأتي في لحظة فارقة من تاريخ أمتنا العربية، مليئة بالتحديات الجسام، التي تقتضي بذل كل الجهد لإعادة توحيد الصف العربي، واستعادة روح التضامن والتنسيق.
جاء ذلك خلال كلمته في اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الجامعة العربية، والذي يُعقد في إطار التحضير للقمة العربية الثامنة والعشرين بالمملكة الأردنية الهاشمية.
وأوضح أن اجتماع، اليوم، يأتى في ظرف دولي دقيق، مشيرًا إلى أن المنطقة العربية تواجه أخطارًا غير مسبوقة، سواء من الإرهاب والصراعات الطائفية والمذهبية، أو ارتفاع وتيرة التدخلات الخارجية في شئون الدول العربية.
ونوه إلى أنه باتت استمرارية الدولة الوطنية نفسها على المحك في أكثر من قطر عربي، مشيرًا إلى أن قضية العرب المركزية هى قضية فلسطين، التي تمر بأصعب المراحل في تاريخها، موضحًا أن كل ذلك يقتضي أن نتحرك حثيثًا، لاستعادة زمام المبادرة، واستنفار روح التضامن، والتأكيد على أولوياتنا وثوابت عملنا المشترك، وعلى رأسها تعزيز أمن واستقرار دولنا الوطنية، ومواجهة كل محاولات التدخل الخارجي في شئونها الداخلية.
وركز على أن أي نظرة جادة وصريحة لواقعنا العربي اليوم، لا يمكن إلا أن تلحظ أن حالة الاضطراب السياسي التي تعيشها المنطقة في السنوات الأخيرة، أفرزت تحديات حقيقية لاستقرار الدولة الوطنية وسلامة مؤسساتها، خاصة في منطقة المشرق العربي.
واستطرد: رأينا جميعًا خلال السنوات الماضية، أن كل انحسار للدولة الوطنية ومؤسساتها ينتج فراغًا، لا تملئه سوى التنظيمات المتطرفة، بخطابها الطائفي والمذهبي الإقصائي، وممارساتها الإرهابية.
وشدد على أن الإرهاب بات يمثل تهديدًا وجوديًا لأمننا القومي العربي، ولا يمكن مواجهته سوى عبر مقاربة شاملة تبدأ من حرب لا هوادة فيها على الإرهاب، بكل الوسائل العسكرية والأمنية المتاحة، ولكنها لا تتوقف عندها، فالمطلوب هو مواجهة شاملة لجذور مشكلة الإرهاب، ووقفة حاسمة مع كل من يقامر برعاية ودعم التنظيمات الإرهابية، تحت أي مسمى أو ذريعة.
وأشار إلى أنه يأتي أيضًا في القلب من هذه المواجهة الشاملة مع الإرهاب، الدور الذي تقوم به المؤسسات الدينية العربية، وفي مقدمتها الأزهر الشريف، للتصدي للفكر الظلامي الذي تشيعه المنظمات الإرهابية المتطرفة، وإضاءة معالم الطريق القويم لشبابنا العربي، بصحيح الفهم لمقاصد ديننا الحنيف، وقيمه السامية.
ونوه إلى أنه لا ينفصل عن ذلك دور رجال الفكر والثقافة والإعلام والتعليم، الذين تقع عليهم مسئولية كبرى تجاه أوطانهم وأمتهم، لترسيخ ثقافة المواطنة والدولة الوطنية الحديثة.