"زي النهاردة".. 25 عاما على رحيل أرملة عبد الناصر
في كتابها «ذكريات معه» تروي السيدة تحية كاظم التي رحلت في 25 مارس عام 1992، كيف تعرفت وتزوجت من الرئيس جمال عبد الناصر قائلة:
كانت عائلتى على صداقة قديمة مع عائلته، وكان يحضر مع عمه وزوجته التي كانت صديقة لوالدتى، وكان يجلس مع شقيقى الثانى وأحيانا كان يرانى ويسلم على.
وعندما أرسل عمه وزوجته ليخطبانى كان وقتها برتبة يوزباشى، قال أخى ــ وكان ولى أمرى بعد وفاة أبى ـــ إن شقيقتى الكبرى لم تتزوج بعد، وإن شاء الله يتم زواجى بعد زواج أختى.
وبعد عام تزوجت شقيقتى، بعدها رفض أخى زواجى من جمال، ومرت شهور توفيت بعدها والدتى وبقيت مع أخى الذي كان يعمل في تجارة والدى وجها لوجه، وذات يوم حضرت شقيقتى وقالت لأخى إن عم جمال وزوجته عادا وطلبانى من جديد فوافق على الفور وحدد يوم 14 يناير 1944 لمقابلته مع أهله.
اتفق معه أخى على أن عقد القران يكون يوم الزفاف، وأن زيارته لنا مرة أسبوعيا بحضور شقيقتى الكبرى، ووافق جمال، وطلب أن نخرج في نزهة برفقة شقيقتى وزوجها ووافق أخى.
كان جمال يفضل السينما وأحيانا المسرح، وكان الخروج بالتاكسى والجلوس في بنوار أو لوج، وكنا نتناول العشاء في البيت بعد رجوعنا.
بعد خمسة أشهر ونصف تم الزفاف وكان أول خروجى معه وحدى إلى المصور "أرمان" وعند عودتنا وانصراف المدعوين قال أخى لتبقوا معى حتى الثانية، فقال جمال إحنا معاك لحد ما تقول روحوا، فبكى أخى وقبلنى وقال فلتذهبا.
وأذكر أنه بعد زواجنا وكنا مع أولادنا على الغداء وجاءت ذكرى أخى قال جمال: الوحيد في العالم الذي أملى على شروطا وقبلتها هو عبد الحميد كاظم.
في منزل الزوجية يوم الزفاف كانت شقتنا في الدور الثالث صعدت دورين ثم حملنى جمال حتى الثالث، وكان مكونا من خمس غرف، مسك جمال بيدى لأتفرج على الحجرات وقد أعجبنى البيت كثيرا.. فقد دفعت في جهازى ما ورثته من أبى.
كنا نعيش عيشة بسيطة بمرتب جمال وكان يعمل مدرسا في الكلية الحربية، وسافرنا لقضاء أسبوعين إلى الإسكندرية وكانت مظلمة تكثر بها غارات الحرب، وعدنا إلى القاهرة، وكان المشير عبد الحكيم عامر في إجازة زواجه بالمنيا، وبعد الإجازة حضر لزيارتنا، كان لا يستقبل في منزلنا الضباط إلا مع زوجاتهم، وكنت غالبا لا أسلم على الضيف ولكن أجلس مع زوجته في الصالة، وكنت لا أرى الضيف فقد كان يخرج من باب الصالون الموجود على السلم.