سر اقبال المواطنين على مباراة اليوم.. دليل طيبة قلوب المصريين
أنتباتني حالة استغراب شديدة عندما رأيت القهاوي في الشوارع المصرية ممتلئة بالشباب والأطفال والمسنين لمشاهدة مباراة مصر والمغرب والتي ستأهل مصر الي نهائيات كأس الأمم الأفريقية اذا فازت، عندما رأيت علامات الحماس من أيام انتظارا لتلك المباراة، وعندما شاهدت الحماس بعيني متجسد في هيئة أشخاص يهتفون بأعلي الأصوات تشجعيًا لبلدهم الذين هتفوا ضدها في آن أخر، أثير بعقلي عدة أسئلة هل هذه تفاهة؟ أم احتياج شديد لشئ يبث الفرحة في نفوسنا، أم قوة بالفطرة فى داخلنا تجعلنا نسعد برغم أن حالنا ليس على مايرام؟!
كيف هؤلاء الذين رأيتهم من قبل منتظرين "كيس السكر " في الطوابير قبل شهور وعلى وجوههم علامات الأسي والخذلان هم أنفسهم الذين منتظرين فوز بلدهم بكل هذا الاصرار الذي يشع من أعينهم؟.. كيف تلك الرجل المسن الذي يعلم أنه بمجرد انتهاء تلك المباراة سوف يحمل ذات الحمل مجددا.. حمل "لقمة العيش".. قادر علي أن يرسم على وجه تلك الأبتسامة التي تصل الى قلب كل من يراه، هذا الشعب يعلم أن معاناته لم تنته بعد، يعلم أن الأزمات التي مرت ليست الأزمات الاخيرة في حياته..ومع ذلك سعيد من قلبه في أوقات السعادة.
عندما تأملت في تلك الشعب بعمق، عندما حاولت أن أرى تلك الوجوه التي أراها صباح كل يوم عابسة من كثرة الهموم التي تحملها بين أجفانها طوال الليل بعين أخري علمت أن السبب في هذا الرضي، هو أن مصر ذرعت في نفوس ابنائها قوة يغمرها الرضى، أن المصري برغم أن حاله متدهور ويعد من الأكثر تدهورًا في العالم، الا إنه حقا لن ولم يكسر.
وأن مصر ليست بتلك القسوة التي ظهرت في صورتها مؤخرًا، مصر أعطت جميع من عاش بها شئ لم تعطيه أي دولة أخري لرعايها أو ابنائها، مصر زرعت "حب الحياة " و"السعادة " في قلوبنا بالفطرة، مصر لم ولن يمس أصولها أي أزمة تحاول أن تكسر تلك الشعب، لأن بكل بساطة هذا الشعب تربى على أيدي تلك الأبية الشامخة دائمًا وأبدًا، تربي على أيدي "مصر".