القوات البحرية المصرية.. عرين البحرين الأحمر والأبيض.. دورها تأمين المياه الأقليمية ليلاً ونهارًا.. وهدفها تحقيق الأمن والأمان للوطن والحفاظ على استقلال الدولة
تمتلك البحرية المصرية تاريخا طويلاً حافلاً بالإنتصارات بدأ منذ عهد تحتمس في الأسرة الثانية عشر وأمتد حتى الأسرة التاسعة عشر في عهد رمسيس الثاني حيث تمكنت البحرية المصرية في ذلك الوقت من فرض نفوذ الدولة المصرية على سواحل أسيا وأفريقيا ، وفي التاريخ الحديث الذي شهد ميلاد جديد للبحرية المصرية قام محمد علي ببناء ترسانة بحرية بالإسكندرية كما تم بناء العديد من سفن القتال المجهزة بالمدافع بالإضافة لسفن النقل وتمكنت البحرية المصرية من خوض العديد من المعارك في البحرين الأبيض والأحمر.
الكلية البحرية
وتعد الكلية البحرية أحد اقدم الصروح الرئيسية في منظومة العسكرية المصرية، والتي يعود تاريخ إنشاؤها إلى عام 1946م مع إعادة تنظيم القوات البحرية المصرية واتخذت من رأس التين مقرا لها حيث التحق بها أول دفعة من الطلبة وكان عددهم 50 طالباً وفي عام 1965 انتقلت الكلية البحرية إلى مقرها الحالي بابي قير.
وكان للكلية البحرية دورها في تخريج أجيال من الضباط البحريين في مختلف التخصصات خلال فترة الإعداد لحرب أكتوبر سجلوا العديد من الانتصارات وتستكمل القوات البحرية دورها الحاسم في تحقيق نصر اكتوبر المجيد.
وشهدت الكلية البحرية تطورا هائلاً في نظم الدراسة وتطوير مناهج التدريب في مختلف افرع العلوم البحرية وحضور طلبة الكلية للمناورات والتدريبات التي تشترك فيها القوات البحرية وهو ما يساهم في تأهيل أجيال من القادة قادرين علي استيعاب متغيرات العصر وملاحقة التطور السريع في العلوم العسكرية الحديثة.
ونظرا لأن المهام الرئيسية للقوات البحرية هى تأمين المياه الأقليمية في البحرين المتوسط والأحمر على امتداد أكثر من ألفي كيلو متر محققه أمن وأمان الوطن ودرء أى اعتداء على استقلال الدولة وحرية مياهها الاقليمية كان الاهتمام بتطوير العملية التعليمية بالكلية لتخريج ضباط بحريين قادرين علي تنفيذ المهام وامتد التطوير ليشمل المعامل الدراسية والمقلدات ومساعدات التدريب الحديثة للتدريب علي الطبوغرافيا والملاحة والفنون البحرية المختلفة بالاستعانة بنخبة منتقاة من اعضاء هيئة التدريس المؤهلة داخليا وخارجيا وصولا لأعلي المستويات ، مع الاهتمام بالتدريب الواقعي للطلبة علي القطع البحرية التابعة للكلية إلى جانب الرحلات البحرية الطويلة وزيارة المواني المصرية والعالمية.
ويحصل طلبة الكلية علي فرق الغطس والصاعقة البحرية باعتبارها العنصر الرئيسي لعمليات الإبرار البحري ضد الأهداف الإستراتيجية المعادية واقتحام السفن المشبوهة وتحرير الرهائن والمساهمة في الأعمال الانسانية والخاصة بالانقاذ في عمق المياة الاقليمية والقريبة والمساهمه في إزاله الكوارث البحرية المفاجئة لتتكامل منظومة الاعداد لضابط المستقبل القادر علي حماية مصرنا الغالية وتأمين مياهها الاقليمية.
وهو ما جعل الكلية البحرية المصرية تتمتع بسمعة طيبة بين نظائرها في البحريات العالمية التي تحرص علي ايفاد مبعوثين لها للدراسة داخل الكلية وتنفيذ تدريبات مشتركة مع القوات البحرية تساهم في تنمية خبرات القادة والضباط والتعرف على كل ما هو جديد من اساليب القتال البحرى وأحدث ما يتم انتاجه من الأسلحة والمعدات في الترسانة العالمية، ويتم اختيار طالب الكلية البحرية، ضمن شروط القبول بالكليات العسكرية المتعارف عليها، وبعد فترة تقارب الـ45 يوما، داخل الكلية الحربية، يسافر الطالب إلى مقر الكلية البحرية بالإسكندرية، ليبدأ رحلة عمل وتعليم متكامل، تحرص فيه القيادات المعنية، على التطوير والتحديث منها خلال كل عام وعقب دخول الطلاب للكلية البحرية، يبدأون فى الحصول على تدريبات ثابتة للوصول الى اللياقة البدنية الثابتة وكذلك تمارين الرماية، ويكون هناك طابور لياقة صباحى يوميا لمدة ساعتين، ويختلف كل يوم عن الاخر، منها أيام ركوب دراجات وسباحة وموانع وتقوية عضلات وضاحية، وتمارين أحماء يومية، بالإضافة إلى تمارين ضاحية مجمعة كل أسبوع، لاختبار قدرات الطلاب مجتمعين.
ويخضع طلاب الكلية البحرية لدورة مركزة فى الرماية وبناء الشخصية للطالب المقاتل و يتخلل ذلك عدة أنشطة ، منها لقاءات توعية دنية وتوعية شاملة وتوعية فى الامن وتوعية بالإطلاع الخارجًى، لإعادة بناء وعيه فى شتى المجالات ومنها فن القياده والتقاليد العسكرية.
وتتعاون الكلية البحرية مع جامعة الاسكندرية، فى امداد الثانية للكلية بأعضاء هيئات التدريس، للعمل على تعليم الطلاب كافة التطورات فى الحياة العامة.
وتضم الكلية البحرية عدة أقسام منها ملاحة ومدفعية وصواريخ وإشارة وأسلحة تحت الماء، ويدرس كل العلوم البحرية، وبدرجاته العالية يمكنه ان يختار ان يكون ملاح وهى أهم وظيفة فى السفينة، لأنها تتحكم فى القيادة.
الضابط البحرى، معظم دراسته عملية، ولذلك تحرص القيادة العامة على تعليم الطلاب كافة الأسلحة الحديثة، ويسافر الطلاب فى أول سنة إلى كل الموانئ الداخلية من السلوم حتى آخر نقطة فى الجنوب، ويمر بالبحر الأحمر وحتى الغردقة وسفاجا وحلايب وأبو رماد وشرم و تسمى رحلة داخلية تستمر لمدة أسبوعين تقريبا.
وفى السنة الثانية يزور الطلاب موانئ البحر المتوسط ، مثل إيطاليا وفرنسا واليونان وقبرص، ويدرس فى الكلية البحرية كل دول حوض البحر المتوسط، وذلك لمعرفة كافة التفاصيل والتقاليد البحرية المعمول بها بين الدول، كما أن هناك طلبة يدرسون فى الخارج مثل إنجلترا واليونان.
فى السنة الثالثة لطلاب الكلية البحرية، يجرون رحلة الجنوب، ويزور فيها باب المندب والسعودية والخليج العربى حتى الكويت،ـ بالإضافة إلى ذلك فهناك مكتبة الكلية مرتبطة بالانترنت، ومحدَّثة بشكل كامل والقراء مهمة لطالب الكلية البحرية، وتفتح ١٤ ساعة يوميا، وتم تنسيق دخول الطلاب على مدار اليوم.
وتهتم الكلية البحرية بتأهيل هيئة التدريس على أعلى مستوى، ولابد أن يختلف المدرس فى شرحه وطريقة عرضة للمعلومة حتى يواكب العصر،ويملك وسائل التعليم الحديثة، ومساعدات التدريب.
وفيما يخص المناهج التى يدرسها طلاب الكلية البحرية، فيتم تطويرها بشكل مستمر، وهى متطابقة مع المنظمة البحرية الدولية، حيث الكلية البحرية مصنفة عالميا، وهناك طلبة وافدين للكلية من معظم الدول العربية، ولمواكبة العصر تجرى الكلية منهج تعايش مع كليات أخرى، فى دول خارجية، للوقوف على طبيعة عمل مختلفة ، وقياس مدى العمل به فى مصر، ويحضر طلاب الكلية البحرية تدريبات العملية المشتركة مع الدول الأخرى، ويسافر الطلاب إلى الكليات الخارجية للدراسة والعودة بعلم حديث، ينقلونه لزملائهم من طلبة الكلية البحرية.
"الميسترال" نقطة تحول
من جهته أكد أحد أعضاء هيئة التدريس أنه نظراً للتطور التكنولوجى المستمر كان لزاماً مواكبة هذا التطور وتحديث المواد والبرامج التعليمية بصورة مستمرة لتخريج ضباط قادرين على التعامل مع الأجهزة والأسلحة الحديثة مشيراً إلى أن امتلاك القوات البحرية المصرية للميسترال يعد نقطة تحول كبيرة بأن تمتلك دولة فى الشرق الأوسط أسلحة ردع وهو ما تحتم معه تطوير مناهج الكلية البحرية لتتواكب مع ذلك التحول.
كما أشار إلى أن الدراسة بالكلية البحرية بها مواد خاصة بالعمل البحرى كمادة الملاحة ومواد أخرى علمية كالرياضيات والفيزياء وهى دراسات مساعدة للضابط البحرى فى عمله وأنه تم الاستعانة بأساتذة جامعيين لتدريس تلك المواد العلمية وكان لهم بصمة كبيرة فى ذلك خاصة بعد تطوير المناهج كلياً لتتواكب مع التطور التكنولوجى والمتغيرات الجديدة فى نظم التسليح، كما تم إعادة نظام التخصص فى عدة شعب منها الملاحة والإشارة والتسليح لتخريج ضابط بحرى متخصص جاهز للعمل فور تخرجه.
وأوضح أن يوم الطالب بالكلية البحرية يبدأ فى الخامسة صباحاً حيث يعقب الاستيقاظ طابور لياقة بدنية لمدة ساعتين وبعد ذلك الإفطار ليبدأ اليوم الدراسى من الثامنة صباحاً وحتى الثانية ظهراً ويعقب ذلك أنشطة مختلفة ما بين اللياقة البدنية والرماية وندوات متنوعة " دينية، ثقافية، سياسية وعلمية " لنقل الخبرات والتجارب وتخريج ضابط بحرى واع ومثقف.
وأضاف أن الطالب يتلقى فى الكلية منهجاً دراسياً عاماً يمكنه من العمل كضابط بحرى وأن إعداده يتم من الناحيتين العلمية والعملية أيضاً حيث تشمل فترة الدراسة رحلات تدريبية للموانئ داخل وخارج مصر ودورات تدريبية عملية داخل القوات البحرية للتعرف على كل ما هو جديد والتعامل مع كافة الأجهزة أثناء الإبحار بالإضافة إلى حصول الطالب على فرق فى الرماية والصاعقة تحسباً لوضعه فى ظروف برية وفرق غطس.
فى سياق متصل يقول عضو هيئة تدريس مادة الأرصاد الجو مائية من ضمن المواد الملاحية، حيث يعلم الطلاب كيفية العمل فى بيئات مختلفة وتنفيذ المهمة بنجاح فى أقصر مسافة دون التعرض للمصاعب ودون الدخول فى منطقة تقلبات، مشيرا الي أن الطالب البحرى، فى أول عام مثله مثل أى كلية مدنية، حيث تبدأ هيئة التدريس إعطاءه مفاتيح للعمل والتحرك، وتوصيل المنهج بشكل سهل، كما أنه يقوم برحلات بحرية داخلية وخارجية.
ويضيف أن هيئة التدريس، تستوعب التكنولوجيا وتتابعها بشكل كامل،قائلا: "لابد من مواكبة التطور، مفيش كلام اسمه متستخدمش الفيس بوك ووسائل التواصل الاجتماعى لمعرفة كل ما هو جديد".
وأكد أحد ضباط الكلية أن هناك مكتبة كبيرة بالكلية البحرية ، وكل دفعة لها وقت للدخول على مدار اليوم، كما أن جميع طلبة الكلية البحرية، يبدؤون فى العمل والتقارب مع زملائهم حتى يتحولون تدريجيا من مدنيين لعسكريين، ويقوم الطلاب بعد فترة بتنفيذ المهام فى الضغوط المختلفة، لأن وظيفتهم هى حماية سواحل مصر وحدودها البحرية، لذلك عليه أن يكون لديه اليقظة التامة والفطنة، لأن مهمته الأولى هى حماية سواحل بلده.
وعن أداء الطلاب، اكد احد اعضاء هيئة التدريس، أن الطالب المصرى مميز، ولديه ذكاء عملى، ومتى توفرت له الظروف فإنه يقدم أفضل مالديه، بالإضافة إلى أن الكلية البحرية تحرص على ايفاد طلاب على مدار العام لعدد من الدول، للوقوف على حجم التطور، والاحتكاك بالثقافات المختلفة ونقل ذلك إلى مصر.
وأوضح مسئول الامتحانات بالكلية، أن الطالب المميز يحصل على أنواط وسفر للخارج، باعتباره واجهة مشرفة لمصر، كما أنه يمثل نفسه قبل أن يمثل بلده، لذلك فهناك حرص كبير على اختيار أفضل العناصر.
مؤكدا أن طالب البحرية يكون سنه ما بين 18 و 21 سنة وتلك مرحلة سنية دقيقة وحرجة وهو ما يوجب على المُعلم أن قريباً من الطالب وقادراً على استيعاب واحتواء تفكيره ويتبع معه أسلوب الثواب والعقاب حيث توجد لائحة انضباط وأى خطأ يوجد عليه عقاب يتدرج ما بين التوجيه والإنذار المنفرد والإنذار العلنى والمنع من الأجازات ونقص الدرجات، أما الثواب فهناك تمييز معنوى ومادى وامتداد للأجازة طبقاً للوائح وهناك شهادات تقدير وأنواط.
الكلية البحرية تضخ كل عام دماء جديدة الي تشكيلات ووحدات القوات البحرية المصرية بضباط على قدر عالى من الثقافة والجاهزية بالإضافة إلى ما يتلقاه الضابط فور تخرجه والتحاقه بالعمل من دورات وفرق تدريبية تثقل مهاراته وخبراته، والتي تتضح بمجرد انضمامة لوحدتة والمشاركة في تدريبات مشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة وأن تلك الدول دائماً ما تشيد بالمقاتل البحرى المصرى وقدرته على التعامل مع المواقف الصعبة والمفاجئة وجميع الأسلحة بكفاءة عالية.
والبرنامج التدريبى لطلاب الكلية البحرية يوجد به ثوابث ومتغيرات تتمثل الثوابت فى طابور اللياقة البدنية والضاحية والدفاع عن النفس والكاراتيه والرماية والسباحة وأن الكلية بها فرق رياضية للاشتراك فى دورى الكليات العسكرية فى كافة الرياضات وكذلك المسابقات الدولية مع نظرائنا من الكليات وأن فرق الكلية حققت العديد من البطولات فى هذا الشأن، وهناك تدريبات أخرى كفرق الصاعقة والغطس بحيث تقوم الكلية بتخريج ضابط بحرى مقاتل على درجة كبيرة من الجاهزية للعمل فور تخرجه.
"طالب بحري مقاتل" يا فندم
"طالب بحرى مقاتل بالفرقة الرابعة بالكلية البحرية، قسم ملاحة يافندم".. بتلك الكلمات الثابتة بدأ معنا الطالب عمر حديثه ليخبرنا عن يوميات الطلاب داخل الكلية البحرية بالإسكندرية.
ويضيف أنه تعلم الكثير داخل أروقة الكلية البحرية حيث تغيرت الكثير من صفاته وسماته الشخصية، فأصبح أكثر إلتزاماً، وقادر على تحمل المسئولية أكثر من أقرانه خارج الكلية، بالإضافة إلى أن حياته أصبحت أكثر تنظيماً.
وأشار إلى أن الكلية تقوم بين الحين والأخر بعقد ندوات دينية للتوعية وتصحيح المفاهيم الخاطئة التى يتعرض لها الطلاب، ويحاضر فيها أساتذة كبار من جامعة الأزهر، للرد على كافة استفسارات الطلاب.. بالإضافة إلى عقد ندوات للتوعية بمخاطر حروب الجيل الرابع، وأخطار وسائل التواصل الاجتماعى التى فى نظرى، هى أكثر ميادين الحروب انفتاحاً وأخطرها فى الوقت الحالى.
وأضاف أنه أثناء الدراسة بإنجلترا كان الجميع هناك بالكلية البحرية الملكية يعلم ويحترم البحرية المصرية، فالكلية البحرية المصرية مصنفة عالمياً، مشيراً إلى أنه يتمنى الالتحاق للعمل بالفرقاطة "فريم" "تحيا مصر" فور تخرجه من الكلية البحرية.
ومن جانبه قال طالب مقاتل بالسنة الدراسية الثانية بالكلية البحرية ، إن أكثر شيء تعلمه وسعيد بتعلمه هو تعلم التقاليد العسكرية , فقد أصبحت أكثر التزاماً بالمواعيد، بالإضافة إلى التفانى والإخلاص فى العمل، والعمل والتدريب الجيد لأحقق دائماً نسبة نجاح الـ 100%، فضلاً عن تعلم القيادة، فالآن أستطيع حل أى مشكلة أتعرض لها بالتحليل السليم لها، وطرح حلول وتوقع نتائجها، لاختيار أفضل الحلول وفقاً لأسلوب علمى وتحليل منهجي لها.
وحول العلاقة بين الدارسين والمدرسين داخل الكلية قال عمرو إنها قائمة على الاحترام المتبادل والجميع هنا يريد التعلم، والمعلمين لا يبخلو بمعلومة، أو بشرح إضافى للطلاب، ونقوم بالذهاب للمكتبة فى أوقات كثيرة للحصول على معلومة دقيقة.. مضيفاً "الروح الموجودة داخل الكلية، أن الجميع يتعامل كأسرة واحدة".
وأوضح أن حماية حدود مصر مسئولية كبيرة، وأنهم قادرون عليها بإذن الله، مشيراً إلى أن رجال الجيش لا يعرفون الخوف، فجميع الأخطار التى تواجه مصر تدربنا جيداً على مواجهتها، والتغلب عليها.
وبذلك تشكل الكلية البحرية احد الروافد التي تمد القوات المسلحة بأجيال جديدة مسلحين بالتكنولوجيا المتطورة والعلوم العسكرية المتقدمة يمثلون البنية الجديدة لقادة المستقبل التي تمنح قواتنا المسلحة القوة والمنعة لتبقي قادرة علي تحقيق مهامها سلما وحربا.