ليلة بكي فيها المصريون جميعا

لم أكن على صلة بواحدة من شهيدات كنيسة البطرسية... ولكن الألم والوجع والحسرة علي أرواح لا ذنب لها يكاد يقتلني.. لست وحدي بل كل بيت مصري بداخله وجعي وحسرتي علي شهداءنا... وبداخلي أسئلة كثييرة واتهامات أكثر... أتساءل ذنب الشباب اللي معمول له غسيل مخ في رقبة مين... مين اللي أقنع الشباب اللي في أول حياته انه ينتحر ويموت ناس بريئة وهي بتصلي.... مين اللي فهمه ان اللي عمله هيدخله الجنة... مين الذي أعطاه الحق انه ينهي أرواح ناس ربنا وحده هو اللي في ايده يحييهم أو يموتهم... أرواح الستات والبنات الشهداء اللي كانوا خارجين من بيتهم فرحانين ورايحين الكنيسة يصلوا لربنا ويدعوا.. دول أرواحهم في رقبة مين ؟؟.. والولاد الصغيرين اللي بدل ما يبدأوا حياتهم بينهوها بتفجير وانتحار.. دول ذنبهم في رقبة مين؟؟... دا دور مين يا بلد؟؟.. احتواء الشباب وتوعيتهم مين المسؤل عنها... بداخلنا صراخ وعويل وألم وحسرة.. بداخلنا نار لم تهدأ ولن تهدأ بالقبض علي منفذي حادث الكنيسة البطرسية فقط مع تحياتي للأمن الذي لم يهدأ حتى توصل لهؤلاء الارهابيين منعدمي العقل والإحساس ... لأنها لن تكون الأخيرة... طالما ما زال هناك شباب مغيبين يتم اقناعهم واعتناقهم لأفكار تكفيرية تجعلهم ينتحروا لينفذوا أوامر بازهاق أرواح الأبرياء... أتساءل أين دور رجال الأزهر ورجال الأوقاف وأعضاء مجلس النواب ورؤساء الأحياء في التقرب لهؤلاء الشباب واجراء حوارات معهم لمحاربة الفكر الوهابي الارهابي المتشدد بالفكر الوسطي... أتذكر قديما كان في كل شارع أو منطقة كبير يرجع الناس في حل مشاكلهم له.. وشيخ يرجعوا له أيضا فيما يشتبهوا فيه... اختفي دور المعلم واختفى دور الشيخ واختفي دور الكبير وانشغل كل واحد بحاله... فضاع الشباب وقامت قيادات الجماعة الارهابية بسرقة عقولهم... الحل في تجديد الخطاب الديني كما طالب الرئيس السيسي أكثر من مرة ولم يستجب أحد حتي الآن وعلي الأزهر والأوقاف أن يتفقوا وينحوا خلافاتهم جانبا ويقوموا بدورهم في اجراء حوارات مع الشباب.... الدم كله حرام .. وذنب الشباب المغيبين في رقبة الأزهر والأوقاف ووزارة الشباب والرياضة التي لا تقوم بتجديد وتشغيل مراكز الشباب لاحتواءهم وتفريغ طاقتهم في الرياضة والفنون... كل هؤلاء مسؤلون عن بعض شباب مصر المغيب الذي تحول الي قنابل موقوتة تنفجر لتنهي حياة الأبرياء من النساء.. خالص تعازينا لأسر الشهداء... وعلي الأزهر أن يفيق من غفوته ويعي دوره جيدا ويقوم بتطوير مناهجه.