ملك الأردن: الإرهاب يهدد الجميع ويجب التعاون لمحاربته
أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ضرورة تكثيف التعاون والجهود الإقليمية والدولية لمحاربة خطر الإرهاب والتطرف، ضمن استراتيجية شاملة، مشددًا على أن الإرهاب الذي عانت منه العديد من الدول في العالم، بات يهدد الجميع دون استثناء.
جاء ذلك خلال مباحثات الملك عبدالله الثاني، اليوم الخميس، مع رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم تيرنبول، في العاصمة الأسترالية كانبرا، حسبما أفاد بيان صدر اليوم عن الديوان الملكي الهاشمي.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، شدد العاهل الأردني ورئيس الوزراء الأسترالي، على أهمية التوصل إلى حل سياسي لهذه لأزمة، يحافظ على وحدة سوريا وسلامة شعبها.
وأعرب الملك عبدالله الثاني تقديره لأستراليا على دعمها للأردن والدول المستضيفة للاجئين، لافتًا إلى الأعباء الكبيرة الناجمة عن أزمة اللجوء السوري والضغوطات التي تشكلها على موارده.
وتناولت المباحثات، التي جرت في مقر البرلمان الأسترالي، سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما مجالي التقنيات الزراعية الحديثة، والتدريب المهني والتقني.. كما ركزت على التطورات التي تشهدها أزمات الشرق الأوسط، خصوصًا الأزمة السورية وجهود محاربة الإرهاب.
وفي تصريحات صحفية مشتركة، عقب المباحثات، أكد الملك عبدالله الثاني، الحرص على الاستمرار في تعميق العلاقات بين البلدين، في ضوء جميع التحديات التي تواجه البلدين.
ودعا المجتمع الدولي لأن يواصل العمل لإيجاد السبل الكفيلة بمعالجة أزمة اللاجئين غير المسبوقة، التي تسبب بها الصراع في سوريا، معبرًا عن شكره لحكومة وشعب أستراليا على مساهمتهم ودعمهم، وعلى تعهدات بلادهم خلال مؤتمر لندن للمانحين، بالإضافة إلى استضافة 12 ألف لاجئ سوري، غالبيتهم كانوا يقيمون في الأردن.
كما دعا إلى استمرار الجهود من أجل تحقيق حل سياسي يشمل جميع مكونات الشعب السوري، مشيرًا إلى أنه ما دامت هذه الحلول لم تتحقق في المنطقة، فإن الصراع الطائفي والعنف سيتفاقمان، وستبقى الجماعات المتطرفة تشكل تهديدًا للأمن العالمي.
وأكد الملك عبدالله الثاني أن قضايا المنطقة مترابطة، وأن المتطرفين يوظفونها لحشد المتعاطفين، والصراع الفلسطيني الإسرائيلي يقع في صميم هذه القضايا، مشيرًا إلى أن عدم إحراز تقدم في عملية السلام، بعد عقود من الصراع والاستفزازات الإسرائيلية المستمرة في القدس وأماكنها المقدسة، لا يزال يشكل عنصرًا محركًا للمتطرفين في المنطقة، مشددًا على الحاجة لإحراز تقدم حقيقي على مسار السلام، وأن الأردن على استعداد لتقديم الدعم بكل السبل.
وأعرب عن ثقته بأن الأردن وأستراليا، وبحلول عام 2017، سيعملان جنبًا إلى جنب للتعامل مع شتى التحديات، ليس في المنطقة فحسب، بل في العالم أجمع..موجهًا الدعوة إلى رئيس الوزراء الأسترالي وحكومته لزيارة الأردن عندما تسنح لهم الفرصة.
من جهته، أكد رئيس الوزراء الأسترالي، مالكولم تيرنبول، أن المملكة الأردنية الهاشمية من بين أوثق شركاء بلاده في الشرق الأوسط، مقدرا الشراكة الوطيدة بين أستراليا والأردن، والقائمة على الاحترام المتبادل، ووجهات نظر ورغبة مشتركة للإسهام في إحلال الاستقرار والأمن.
وأشار إلى أن أستراليا والأردن سيعملان على تقوية شراكتهما القوية في توفير المساعدات الإنسانية لشعبي سوريا والعراق، واللذين يستضيف الأردن منهما مئات الآلاف من اللاجئين.. منوها بأن بلاده خصصت مبلغ 220 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات استجابةً للأزمة السورية، إضافة إلى 213 مليون دولار تم تقديمها على شكل مساعدات إنسانية منذ العام 2011.
وأكد أن الأردن وأستراليا، كأعضاء رئيسيين في التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، يقفان معا في رفض أؤلئك الذين يسعون لفرض وجهات نظرهم الضالة على الآخرين عبر بث التفرقة والعنف، لافتا إلى أن مذكرة التفاهم هذه هي مثال على الخطوات العملية التي تأخذها حكومتا البلدين لمواجهة آفة الإرهاب العالمي.
وشهد الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الأسترالي، توقيع بيان مشترك أردني أسترالي، ومذكرة تفاهم بين البلدين في مجال التعاون الأمني لمكافحة غسيل الأموال.
وحدد البيان المشترك ستة محاور رئيسية للتعاون الاستراتيجي بين البلدين، في المجالات السياسية، والاقتصادية، ومحاربة الإرهاب، والدفاع، والمجال الإنساني، وحماية الحدود.