عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

تأشيرة عبدالعال بختم الرئيس


في ظل الأزمات المُتلاحقة التي تنهك رأس المُواطن المصري البسيط من وقت لآخر، بغلاء الأسعار ونقص الدواء وتردي التعليم وتدهور الاقتصاد ورفع الدعم، أصبحت أمنياته لا تطمح في أن يعيش حياة تصون كرامته وعرضه مثل باقي دول العالم.

ووسط الحاضر الأليم تاهت الأجيال النشئ من مجهول المستقبل، ولم يعد للمُواطن مقدرة في أن يُكذب الواقع إلا بمُعاصرته، وأصبح صبره صمته، وغضبه خامد بحجة الاستقرار.

وعلى الرغم من تواجد حكومة بها 34 حقيبة وزارية مُختلفة، ألا أن رئيسها يستهدف هتك عرض كل من هو شريف في دولة القرارات، قرارات مُشتتة وعشوائية شديدة وقاسية على البسطاء ومُرتعشة في مواجهة الفاسدين ورجال الأعمال، ولكننا في الحقيقة التي لا يغفلها أحد، نحن تعودنا وعلى مر العصور أن هناك فئة من فئات المصريين دائمًا تتحمل نتائج أخطاء المسئولين، وبالرغم من تجدد الحكومات وتعاقبهم ألا أن المُبررات مُوحدة من الجميع للهروب من نظرة المُواطنين الصادمة، فالوزراء يدعو الشعب بالتقشف وهم سكارى بأفعالهم، نادوا بالعدالة الاجتماعية وإستراتيجية تفكيرهم قسمت المجتمع ما بين الغني فالأغنى ولا حياة لمن تنادي للبسطاء.

وبعد سنوات من غياب الدور التشريعي والرقابي في مصر، تم انتخاب مجلس النواب وفرح الشعب من تلك الخطوة لأنه يعتبر آخر آماله في إنقاذه، وبعد إقرار اللائحة الداخلية وتشكيل اللجان النوعية ومناقشة ما لا يقل عن 300 قانون صدروا في غياب المجلس في عهد الرئيس السابق عدلي منصور، تفاجأ الشعب من بطش القرارات التي تلزم المواطنين بدفع الضرائب بحجة أن مثل تلك القوانين تطبق في كافة دول العالم ومُباح تشريعها، ولكنهم تناسوا أن المواطنين في نفس الدول الذين يتحدثون عنهم حياتهم مُصونة وكريمة بتوفير احتياجاتهم المعيشية، أي لا يجوز المُقارنة بين مواطن مصري ومواطن آخر في أساليب المعيشة.

وفي صدمة أخرى للشعب من مجلس النواب تم تجديد الثقة في حكومة المهندس شريف إسماعيل التي تثبت فشلها في كافة الأزمات التي تلاحق الدولة، وبعد غضب الشعب من النواب سخط النواب من الحكومة، ولكوني صحفيا أمارس مُهنتي ففي كل حديث يجمعني مع النواب يؤكدون لي أن تجديد الثقة في الحكومة كانت باضطرار، ومن هنا أوجه سؤالي إليهم لماذا منحتوا الثقة في حكومة مُرتعشة.

وفي مفاجأة من العيار الثقيل التي تفاجأت بها منذ أيام، قمت بالاتصال بأحد النواب لآخذ تصريح منه عن قضية ما، وفي وسط الحديث أكد لي أن هناك مُوجة غضب عارمة من البرلمانيين تجاه الحكومة، ووجه رسالة لهم قائلًا: "منهم لله، وحسبي الله ونعم الوكيل"، وحين سألته ولما لم يتم اتخاذ قرار بسحب الثقة من الحكومة رد قائلًا:"مستنين تأشيرة الدكتور علي عبدالعال، أو أن يصدر قرار حل الحكومة من الرئاسة"، أي أن النواب ما هم إلا مُوظفين لدى الائتلاف الحاكم، وليس لهم أي دور رقابي في سحب الثقة من الحكومة الفاشلة، ومُنتظرين إنقاذ حياة الشعب بتأشيرة الرئيس".