عاجل
الجمعة 15 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

بالصور.. "تعذيب مستقبل مصر".. الضرب والإهانة وسيلتا "رُسل العلم" لتخريج الأجيال.. جزمة "عديلة" فوق رقبة محمد حمدي.. وإستياء من واقعة جلد طفلة "المحمودية"

تعذيب مستقبل مصر
تعذيب مستقبل مصر

"قُــمْ لـلمعلّمِ وَفِّـهِ الـتبجيلا كـادَ الـمعلّمُ أن يـكونَ رسولا"، تلك الكلمات التي تتردد على مسامعنا من الصِغر حتى ترسخت بأذهاننا صورة المعلم الذي يُربي أجيالًا تقود المجتمع إلى الأمام، وغاب عن عقولنا أن يأتي يومًا ونري فيه المعلم الفاضل الذي من المفترض أن يحثنا على مكارم الأخلاق، وهو ينتهك حقوق الطلاب ويرتكب معه شتي طرق العقاب.

"مدرسة تقف على رقبة طالب"
تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك"، صورة لمعلمة تربية نفسية بمدرسة محمد عبده الإعدادية بعين شمس وتدعي "عديلة"، حيث ابتكرت نوع جديد من طرق العقاب لتلميذ فى الصف الثاني الإعدادي ويدعي محمد حمدي، ظنًا منها أنه أطلق صفارة أثناء الحصة، فقامت بجذبه من قميصه وإلقاءه أرضًا ويده فوق رقبته، ثم وضعت قدمها فوق رقبته.

وما كان للطالب إلا أن يستغيث بها لعلها تكف عن ذلك العقاب، وكلما حاول التملص من تحت قدميها قامت بضربة بالعصا، ومن ثم رفض الذهاب إلي المدرسة مرة أخرى، بعد أن عايره زملاءه في الفصل بأنه كان "عامل زي الصرصار" تحت قدم المدرسة.

"تعذيب بنت الـ 3 سنوات"
وفى مشهد مثير للسخط أيضًا، تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" صورة لجسد طفلة متورم من آثار الضرب، حينما قام مدرس بحضانة "أطفالنا" بالمحمودية ويدعي عبد الفتاح قاسم، بضربها ضربًا مبرحًا، وذلك على الرغم من أنها دون الـ3 سنوات، كنوع من أنواع العقاب لها، إثر وضعها الرمل على رأسها كنوع من لهو الأطفال بالمدرسة.

واثارت تلك الصور نوع من الاستنكار بين "النشطاء"، ما جعلهم يصفون "المدرس" بالسادي البلطجي الذي لديه مجموعة مشاكل نفسية ويعكسها على الأطفال.

"واقعة البصق"
ومن التعذيب إلى الإهانة حيث استغاث ولى أمر طالب بمدرسة الوسام الرسمية لغات التابعة لإدارة الجيزة التعليمية، بالدكتور الهلالى الشربيني وزير التربية والتعليم، للتدخل بشأن واقعة بصق أحد الطلاب على زميله بأمر من المُعلمة

وقال ولي الأمر، حينها إنّ المعلمة "ف.ص" مُدرسة اللغة العربية بالمدرسة، أمرت طلاب فصلها بالبصق على طالب لديها في الصف الثاني الابتدائي، وذلك لمعاقبته على سوء خطه، وقالت المعلمة للطلاب: "تفوا عليه وعلى كراسته"، ما تسبب له من آثار نفسية منعته من الذهاب إلى المدرسة مرة أخري.

"شخصيات سادية"
وفى هذا السياق يقول الدكتور أحمد فخرى استشارى علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، لـ"العربية نيوز"، إن هناك 3 اساليب للتربية أولهما التربية بالقدوة، حيث أن يكون الأب أو الأم قدوة للأبناء فى تعاملاتهما مع الآخريين ورعايتهما للبيئة من حولهما، موضحًا أن كل هذا يعطي قيم عليا للطفل يستطيع أن يحاكي بها من هو أكبر منه.

وأضاف "فخري"، أن العقاب هو النوع الثاني من اساليب التربية والمقصود هنا بالعقاب ليس الضرب المبرح ولكن العقباب بالحرمان من الأشياء المحببه لدى الطفل كالحرمان من المصروف أو خروجة معينة، مشددًا على أن يكون هذا العقاب بمدة معينة على حسب نوع الخطأ الذي ارتكبه الطفل.

وأشار استشارى علم النفس وتعديل السلوك، إلى أن النوع الثالث هو عن طريق الثواب ومكافأته بكلمة طيبة أو حضن دافئ، ويعد هذا النوع ايجابيًا لتدعيم الطفل على ما يقوم به من سلوك ايجابي.

وتابع: "العقاب الانتقامى ناتج عن شخصيات معدومة الرحمة وغير رحمية سواء بالبشر او الحيوانات، ونجدهم كانوا يعانوا من الحرمان أو قسوة شديدة فى طفولتهم وبالتالى يمارسونه على ما هو أضعف، وهو ناتج عن خلل فى تكوين هؤلاء الشخصيات التى تعرف بالسادية التى تتلذذ بتعذيب الأخرين وهو ماحدث فى واقعة وقوف المدرسة بقدميها على رقبة طالب بمدرسة محمد عبده".

اما عن الآثار النفسية للطالب او الطفل فأوضح "فخري"، أنه يتسبب للطفل صدمة نفسية عبارة عن اضرابات جسمانية مثل ذيادة اضطرابات القلب ارتجاع وآلام فى المعدة مصاحبة للقلق وبعض الأعراض الأخري كالانطوائية والإكتئاب.

وقال استشاري الصحة النفسية وتعديل السلوك، إن الطالب يحتاج إلى علاج "السايكودراما" لكى يستعيد محاكاة الموقف من جديد ويستطيع الرد عليه وسط مجموعة من اصدقائة، بجانب جلسات فردية يناقش فيها الطفل أو الطالب مسرح الأحداث ويسترجعها بشكل تقنى على يد مثقفين للتنفيث عن الحدث الذي تسبب له فى صراع نفسي.

كما أوصي الدكتور أحمد فخري، على أهمية وقوع الكشف النفسي على من يتعاملون مع البشر للتعرف على مدى قواهم العقلية والنفسية وتوجههم المهنى، لمعرفة ما إذا كانوا يصلحون لهذه المهنة أم لا.

"حالات فردية"
أما من الناحية الاجتماعية فتقول الدكتورة نبيلة سامي خبيرة علم الاجتماع التربوى، لـ"العربية نيوز"، إن هؤلاء الشخصيات التي تقوم بأسوأ أنواع العقاب فى المدارس حالات فردية، مشيرة إلى أن هذا السلوك ناتج من غياب الرقابة والتسيب المنتشر بجميع المنظومات الحكومية.

وأضافت "سامي"، أن غياب الرقابة سبب فى انتشار التحرش والمخدرات بالمدارس، مطالبة بتشديد الرقابة على المدارس لإصلاح المنظومة التعليمية والحد من تلك الأفعال الإجرامية، بالإضافة إلى تفعيل طرق الثواب والعقاب على كل مدرس أو مسؤول يرتكب خطأ، قائلة:"لو بنرقاب وبناخد رد فعل أكيد الناس هتخاف".