عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

خمس سنوات على رحيل الخلوق.. حسام تمام أول من تنبأ بنهاية "الإخوان"

حسام تمام
حسام تمام

"لقد عرفت الحركات الإسلامية نوعًا من القيادات على استعداد أن تناطح أعتى نظام وتتحدى أقوى سلطة لكنها لا تملك الجرأة أمام جماهيرها فتضعف تجاهها وتخشاها بأكثر مما تخشى السلطة بل وتتردد في مواجهتها فيما تستخف بالسلطة، ربما يمكن أن تلاقيه منها من تضييق واعتقال وسجن، فيما ندر فيها القيادات من أمثال عبد الإله بن كيران الذي يغامر بمواجهة الجماهير ويقبل أن يتصدق بعرضه في هذه المواجهة من أجل تحرير حركته من المعارك الوهمية أو الخروج بها من الأنفاق التي تؤدي بها خارج التاريخ".

لقد تأخر تطور كثير من الحركات الإسلامية بسبب أن القيادة وقعت أسيرة الجماهير فداهنتها وأنتجت لها خطابًا على قدرها فنزلت بها الجماهير بدلًا من أن تأخذ هي بيدها وتنقلها نحو الأمام، ومن هنا يجب أن نتوقف في أي قراءة للحركة الإسلامية المغربية أمام عبد الإله بن كيران صاحب نموذج القيادة من دون كاريزما".

هكذا قال حسام تمام الصحفي والباحث ذا المؤلفات والإسهامات في دراسة الحركات الإسلامية المعاصرة والذي رحل دون أن يعلم عنه الكثيرين، رغم جهوده البحثية المتعددة، ويستطلع "المواطن" بعض من سيرته الذاتية قصيرة الأمد عميقة القيمة.

"في سطور"
حسام تمام هو صحفي وباحث، له عدد من المؤلفات والإسهامات في دراسة الحركات الإسلامية المعاصرة، وتتركز اهتماماته حول حركات الإسلام السياسي وخاصة الإخوان المسلمين، والاتجاهات السلفية الحديثة، وتيارات التدين الجديد.

توفي في القاهرة بعد معاناة أليمة مع مرض السرطان، وعرف "تمام" بجهوده الفكرية في مجال دراسة فكر الحركات الإسلامية وتميز بأسلوبه البحثي الذي جمع بين المهنية والحياد.

له جهود ملموسة في دراسة الحركة الإسلامية بشكل عام تمثلت في تأسيسه لمرصد الظاهرة الإسلامية على الشبكة العنكبوتية عام 2005 ثم تأسيسه ورئاسته لتحرير موقع الإسلاميون التابع لشبكة إسلام أون لاين قبل توقفه ليعود من جديد عبر موقع الإسلاميون.

"مؤلفاته"
ألف كتاب مع الحركات الإسلامية في العالم "رموز وتجارب وأفكار" والذي اعتمد فيه على معايشة الحركات الإسلامية في العديد من البلدان مثل تركيا وموريتانيا والتنقل لأماكن تواجدها وعدم الاقتصار بما يكتب عنها وربما كانت هذه إحدى السمات التي ميزته عن غيره من الباحثين وهو الأمر الذي أكسبه مكانة علمية، فيقول: "استفدت من معايشتي للحركة الاسلامية عند قراءتي لها.. وأصبح من السهل علىَّ عند سماع معلومة ما تصديقها أو رفضها قبل توافر المعطيات اللازمة. لذلك فقد أصبح لدى الحس إلى أي مدى من الممكن أن يكون هذا الكلام صحيحًا أو خاطئًا.. وأفهم حدود الحركة وأستطيع التنبؤ بسلوكها.. وأستطيع أن أعزو القول أو الفعل إلي صاحبه دون أن أعلم من هو ابتدءً لمعرفتي السابقة بسلوك كل حركة والمعايشة المباشرة لها.. وطول الوقت كنت حريصًا على ألا انفصل عن الحركة الإسلامية.. ولم أكتب من خلال تحليل النصوص الموجودة في الصحافة أو الكتب فقط.. وقد كنت طوال الوقت حريصًا أن تظل علاقاتي على المستوى الإنساني والشخصي ومعرفة العلماء والشيوخ ومتابعة ندواتهم وكتابتهم ونقاشاتهم بشكل مباشر أو عبر منابرهم الإعلامية".

كما كتب "تمام" عدة كتب وترجمات في الحركات الإسلامية؛ أبرزها: "مع الحركات الإسلامية في العالم – رموز وتجارب وأفكار"، و"تحولات الإخوان المسلمين تفكك الأيدلوجية ونهاية التنظيم"، "الإخوان المسلمون.. سنوات ما قبل الثورة".

"المكانة العلمية"
حظى الصحفي الراحل تمام الذي نشأ إخوانيًا في بداياته بمكانة علمية راقية لدى الحركة الإسلامية بمختلف توجهاتها وربما كان ذلك بسبب ما عبر به هو عن نفسه حيث قال: "حاولت مبكرا ً تجاوز الموقف الأيدلوجي في التعامل مع الحركة الإسلامية سواء مدحًا أو قدحًا وانفتحت مبكرًا على المنهج الاجتماعي عند دراسة الحركة الإسلامية وبعدت عن التوظيف السياسي سواء مع أو ضد الحركة الإسلامية، وقررت من البداية أنه ليس لي توجه أو فرصة أو رغبة في العمل السياسي طوال الوقت حتى الخبرة والمعرفة التي عشتها في الحركة الإسلامية قررت ألا توظف إلا بحثيا".

"الرحيل"
توفي "تمام" في القاهرة بعد معاناة أليمة مع مرض السرطان في 26 أكتوبر 2011 عن عمر ناهز 37 سنة، ودفن في مسقط رأسه بالإسكندرية.

"رسالة الي الخلوق"
ومن جانبه يقول الباحث ماهر فرغلي في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، إنه اذا اراد أن يقدم رسالة الي تمام اليوم في ذكراه الخامسة، ستكون "إنك مثل للباحث الخلوق المتفرد المجتهد.. ولو كان لى حق أن أعاتبك لقلت لك: أشعر أنك قربت منك من يستغلون اسمك الآن، لكنهم أبعد ما يكونون عن تواضعك وأخلاقك، لقد رحلت قبل أن تعرفهم على حقيقتهم.. رحمك الله رحمة واسعة".