تعذيب الحيوان بداية طريق الإرهاب.. برلماني يطرح رؤية جديدة لحماية "خلق الله" من ظلم بني البشر.. وخبير: سوء معاملتهم دليل وجود مجرمين بالمستقبل
كثيرًا ما تنادي جمعيات الرفق بالحيوان بسن تشريعات جديدة تحمي روح الحيوان وتعمل على الحد من مشاهد التعذيب والقتل بدم بارد والتي أصبحت أمرًا معتادًا فى المجتمع، وخاصة من قبل الأطفال دون الأخذ بخطورة العنف البشري ضد الحيوانات على سلوك الأطفال فيما بعد.
وعلى خلفية ذلك اطلقت الإعلامية غادة عبدالسلام أمين، مبادرة بعنوان "تعذيب الحيوان هو بداية الإرهاب"، تحت شعار: "إنضم للمبادرة ولا تكن شريكا في المؤامرة"، واستجاب لتلك المبادرة النائب عاطف مخاليف عضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، مطالبًا بسن تشريع جديد يطبق الشريعة وحكم الإسلام في معاملة الحيوان، حماية للمجتمع والإنسان.
"بذرة الإجرام"
وبدورها أعلنت مؤسسة حماية الحيوان تضامنها مع حملة الإعلامية غادة عبدالسلام أمين، والتي تتوافق مع أهداف المؤسسة فيما يخص الحد من ظاهرة العنف المتفشى فى المجتمع المصري وخاصة بين الأطفال، مناديةً بسن قوانين تحمى الحيوان فى مصر، والذي بدوره سينعكس على تحقيق التوازن النفسي السلمي على الأطفال، خاصة وأن الأديان السماوية حثت على الرفق بالحيوان.
وأشارت "المؤسسة"، إلى أن العديد من الدراسات العلمية أثبتت أن بذرة المجرم والإرهابي تنمو أولا بممارسة العنف على حيوان بريء لا يستطيع الدفاع عن نفسه، مع عدم قيام المجتمع والدولة بعقابه على ذلك، محذرة من تنامي العنف ضد الحيوان في مصر، لما له من خطورة كبيرة على المجتمع، مضيفةً "فإن كنا نحارب الارهاب على الحدود فاننا نزرعه بأيدينا داخل كل “حي” عندما نغض أبصارنا عن مثل هذه الأفعال المشينة والتى تضعنا فى مصاف الدول المتخلفة".
"احتقار البشر"
ومن جانبه قال الدكتور أحمد فخري، استشاري علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، لـ"العربية نيوز"، إن "العنف البشري ضد الحيوانات دليل على اضطرابات شخصية أشبه بالسادية"، مشيرًا إلى أن هذه الشخصية لها جذور نفسية من بداية 4 إلى 6 سنوات.
وأوضح "فخري"، أن العنف في العقد الأول من العمر يؤثر بالتراكم على الأشخاص، ويظهر عليهم في سن 25 كأعراض نفسية، نظرًا إلى المعتقدات التى ترسخت فى وجدان الأطفال بهذا السن الصغير.
وأضاف استشاري الطب النفسي، أن اضطراب الشخصية السادية يظهر بعد سن الـ18 حتى يصل إلى حد السلوك الإجرامي، نتيجة التنشئة الاجتماعية الخاطئة التى تشوبها وسائل العقاب البدني، مشيرًا إلى أن تفشي ظاهرة تعذيب الحيوانات بين المراهقين، ترجع إلى الأسر منزوعة الرحمة من قلوبهم.
وشدد على أن مصير الحيوان مرتبط بمصير الإنسان فى المستقبل، موضحًا أن قيام بعض المراهقين بتعذيب وقتل الحيوانات يدل على كثرة جرائم القتل والاغتصاب مستقبليًا، مؤكدًا أن الاستهانة بتعذيب الحيوان تعكس احتقار البشر.
"مؤشر غير مطمئن"
وفى ذات السياق أكد الدكتور طه أبو الحسن، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية في القاهرة، لـ"العربية نيوز"، إن "الإنسان الذي يتعامل مع الحيوانات بعنف، مصاب بحالة من الجبن، بالإضافة إلى عدم قدرته في الحصول على حقوقه من البشر الآخرين".
وأضاف "أبو حسين"، أن تعذيب الحيوانات والاعتداء عليها من قبل الأطفال يرجع إلى مرجعية سلوكية مكتسبة من البيئة المحيطة وسلوكيات التربية الأولية التى تسمى بخيالات الكهف عند الأطفال، لافتًا إلى أن الإنسان ابن البيئة حيث إنها أهم العوامل التي تعتمد عليها التربية، في تشكيل شخصية الطفل، وإكسابه الغرائز والعادات.
وأشار أستاذ علم الاجتماع، إلى أن الاعتداء على الحيوانات هو مؤشر على وجود قاتل ومغتصب مستقبليًا، مؤكدًا أن قتل وتعذيب الحيوان لا يفرق عن تعذيب البشر فكل منهما جريمة فى حق المجتمع.
وأكد أن طرق التوعية تتم فى نطاق أسري عن طريق تربية خالية من العنف والضرب المبرح خاصة من سن 10 إلى 11 سنة، حيث إن مخاطر الضرب في الأعمار الأولية للأطفال تفقدهم 38% من قدراتهم الإبداعية أو مايسمى خطأ بـ"الذكاء"، ويأتي ذلك حسب إحصائيات حديثة، فضلًا عن تحويل الطفل إلى كيان مستجيب للخشونة والعنف