يا بتوع 11 ــ 11
تعلمت من خلال دراستي للعلوم السياسية إن المبدأ الأهم الذي تسعى إليه كل الأيديولوجيات والمذاهب السياسية هو "مصلحة الشعب"، فمثلا:
- إذا كان على الدولة الدخول في حرب ما فهذا من أجل مصلحة الشعب
- إذا كان على الدولة فرض الأحكام العرفية وحالة الطواريء فهذا من اجل مصلحة الشعب
- إذا كان على الدولة الدخول في حلف دولي ما فهذا من اجل مصلحة الشعب
- ايضا إذا كان على النخبة السياسية وأفراد الشعب الدعوة الى تظاهرات او ثورة ما فهذا ايضا من اجل مصلحة الشعب
ويلخص هذا معنى القيادة الحكيمة من جانب السلطة والشعب.
"الشعب يقود !؟" نعم فالشعب هو القائد في كل الاحوال لانه هو الغرض المستتر وغير المستتر من اي فعل او قرار تتخذه الدولة.
وعندما يتولي الشعب القيادة الفعلية من خلال الثورات والتظاهرات فهدفه الاسمي مصلحة بلده وعدم تغلغلها في صراعات ونزاعات لا حصر لها.
لكن لماذا كل هذه المقدمة؟
في اﻵونة الاخيرة انتشرت دعوات للتظاهر يوم 11/11 تحت مسمي ثورة الغلابة .لكن تعلمنا جميعا من كتب التاريخ ان اي فعل سياسي له غرض زائف وهو الغرض المعلن وغرض حقيقي وهو الغير معلن.
- الغرض الزائف "المعلن " من تظاهرات 11/11: المطالبة بحقوق الغلابة
- الغرض الحقيقي "الغير معلن": هدم مؤسسات الدولة ونشر الفوضي والاطاحة بقيادات البلد، وانزلاق مصر الي سيناريو كان من المفترض ان تعيشه مسبقًا لولا ستر ربنا.
اين النخب السياسية الواعية وابناء مصر من كل هذا العبث؟
اتفقنا او اختلفنا مع الدولة فإنه من المؤكد انه في حال نجاح هذه التظاهرات ان تصبح مصر خرابة وسأجد من يقول من المهللين انها خرابة بالفعل ولكن هناك مثل شعبي يلخص هذا الوضع.
"نص العمى ولا العمى كله"
اتفقنا او اختلفنا مع اركان الدولة ومؤسساتها البيروقراطية فإنه من المؤكد ان الهدم والخراب لن يجني الا الهدم والخراب ومجنون من يتخيل ان من يزرع شوك سوف يجني ورد مثلا!.
اين انصار النقد البناء من كل هذا؟.. النقد البناء الذي من شأنه اصلاح مؤسسات الدولة دون خراب وهدم.. بعد كل هذا نصل الي مبدأ مهم في العلوم السياسية الا وهو "زوال حتمية الثورة".
هذا المبدأ نتيجة وتحصيل حاصل لمبدأ سابق تحدثت عنه وهو: "من اجل مصالح الشعوب تقوم الثورات".
في النهاية اود توجيه سؤال لبتوع 11/11:
هل هناك ثورة تقوم لتطيح بمصالح الشعب؟.
حتي الفوضويين "anarchists" عندما كانوا يقومون بثورات فوضوية فكان هدفهم مصلحة شعبهم!.
عودوا الي رشدكم