هل ينتهي "داعش"؟.. معركة "الموصل" تحالف دولي للقضاء على التنظيم.. وخبراء: سيتمدد إلى سوريا.. وينوه لحرب إقليمية.. ومرصد الإفتاء: ستحدد مصير مقاتليه
بعد استعدادات كثيرة من قبل القوات العسكرية العراقية، وبعد عامين من سيطرة داعش على مدينة الموصل، أعلن القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادي عن إنطلاق عمليات تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم "داعش".
وبدأت قوة من حوالى 30 ألف جندى من الجيش العراقى مع المشمركة الكردية ومقاتلين من عشائر سنية والحشد الشعبي الهجوم لإخراجهم منها، بجانب مشاركة بعض القوات من قوى التحالف الدولي، وقصفت القوات العراقية معاقل التنظيم فى المدينة التي سيطر عليها التنظيم عام 2014، بالمدافع الثقيلة والقذائف مدعومة بغطاء جوية من قبل طائرات التحالف الدولي.
وأعلنت هيئة الحشد الشعبي، أن تنظيم "داعش" أخلى جميع مقراته فى الجانب الأيسر من مدينة الموصل وانسحب إلى الجانب الأيمن، وحققت القوات الأمنية العراقية المشاركين فى معركة الموصل، تقدما فى أكثر من محور من عملية تحرير المدينة.
ينوة لمعركة إقليمية
حيث رأى خالد الزعفراني، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، أن معركة فى الموصل ستسمر كثيرًا لتطهيرها من عناصر تنظيم داعش، مؤكدًا أن هناك ثلاث أطراف يتنازعون على الموصل وهم تركيا وأمريكا والقوى الشيعية وخاصة أن الشيعة تريد أن تثأر من أهل السنة.
وأكد الزعفرانى لـ"العربية نيوز" أن التدخل الأمريكي ليس من أجل تطهيرها من داعش فقط بل لتحقيق أطماعها فى الاستيلاء على أراضي الموصل، منوهًا بأن هناك اتفاقات دولية وتعاون دولي لخروج داعش من المنطقة.
وأضاف القيادى المنشق أن بعض الاطراف بالعراق لا تريد وجود تركيا داخل المعادلة، مؤكدًا أن تركيا ليس برغبتها طرد عناصر داعش نحو سوريا، وتحاول جاهدة التنسيق مع التحالف الدولي، مشيرًا إلى أن العراق طلبت من الجانب التركي عدم التدخل في الشأن العراقي، وهذا ينوه بقيام حرب إقليمية.
لن تُنهى قوى داعش
وأكد طارق أبو السعد، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، وخبير حركات الإسلام السياسي، بإن معركة الموصل التي تقوم بها قوات التحالف الدولي على التنظيم الإرهابي "داعش" تأتي للحفاظ على المصالح الأمريكية في العراق، مؤكدًا أن الولايات المتحدة الأمريكية لها دور كبير في التخطيط والتنظيم للقتال في معركة الموصل، فالجيش الأمريكيي لا زالت بأراضي العراق يقاتل داعش حفاظا على مصالحة فقط.
وأضاف خبير حركات الإسلام السياسي، أن أمريكا تقوم بشن ضربات بعيدة من أجل فرار داعش من الموصل إلى الجانب الغربى والتوجه إلى سوريا، لافتًا إلى أن هذه المحاولات لن تقضي على "داعش".
وتابع" الولايات المتحدة تحاول إرسال قوات جديد من "قوى داعش" لنشرها بأراضي حلب من أجل تحقيق انتصار على الجيش السوري وبالتالى إضعاف قوى بشار الأسد.
بدايه أستئصاله
وأوضح مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية أن معركة الموصل تمثل تحولًا جذريًّا في مستقبل تنظيم داعش الإرهابي وتحدد مصير مقاتليه، لافتًا إلى أن لهذه المعركة أهمية قصوى لما لها من تداعيات بعد انتهائها، ورغم التقدم الذي أحرزته القوات العراقية التي عزمت على تحرير المدينة من تنظيم داعش، إلا أن هذا يصاحبه مخاوف متزايدة لدى الدول الغربية من احتمالية عودة عناصر التنظيم الهاربة من المدينة خاصة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم.
وأضاف مرصد الإفتاء في تقرير جديد له أن محاور المعركة للهجوم على المدينة لم تغطِ مناطق غرب الموصل مما يعطي التنظيم فرصة الانسحاب نحو الحدود السورية، وهو ما يثير عدة مخاوف على جميع القوى الفاعلة الإقليمية والعالمية، خاصة وأن سقوط داعش في هذه المعركة سيدفع بجميع مقاتلي داعش إلى سوريا ويحشدهم فيها، وهذا السيناريو مشابه لما حدث في مدينة الفلوجة عندما استعادها الجيش العراقي في شهر يونيو الماضي، وهذا يعني أن هزيمة تنظيم داعش في الموصل ستشجع مقاتليه على التوجه غربًا في محاولة للم شتاتهم ومحاولة تضميد جراحهم في سوريا، تمهيدًا للمواجهات مع النظام السوري.