مفأجاة.. الكيان الصهيوني يستعد لدعم الاقتصاد المصري.. هل ستقبل الحكومة؟.. سياسيين: إسرائيل تعمل لمصلحتها ومصر لن توافق.. وخبير اقتصادي: الله الغنى عن مساعدتهم
مخاوف دول الجوار من عدم إستقرار الأوضاع الداخلية بمصر، دفعت إسرائيل أن تستعد لتنفيذ سلسلة من المشاريع واسعة النطاق مع مصر لدعم إقتصادها المتعثر، وفقًا لما نشرته جريدة "يديعوت أحرونوت".
كما ذكرت الجريدة الإسرائيلية أن بعد محادثات أجريت مؤخرًا بين مسؤليين إسرائيلين وأمريكين، وبعد أن توصل الحليفين أن الوضع بمصر في تدهور ولا يوجد أي تحسن جوهري في أحوالها، تم الإتفاق على أن إسرائيل تقدم يد المساعدة لمصر فى صورة مشاريع إقتصادية بإعتبارها دولة جوار.
ليبقي التساؤل حول سر تلك المخاوف على الأحوال الإقتصادية المصرية وأوضاعها الداخلية من قبل إسرائيل،وهل سيقبل الشعب المصري بتلك المساعدات، وهل ستآمن الحكومة المصرية ليد المساعدة الإسرائيلية أملًا فى أن تخرجها من أزمتها بسلام ؟.
مصر لن تقبل
فى البداية يقول الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز، إن العلاقات بين مصر وإسرائيل علاقات طبيعية جدًا كأي علاقة بين دولتين متجاورين، مؤكدًا أن سعي إسرائيل للمساعدة في الأزمة الاقتصادية فى مصر طبيعى لأنها دولة جوار لمصر.
وأضاف "اللاوندي" أن إسرائيل عرضت المساعدة كما ينبغي عليها كدولة مجاورة، ولكن شعب مصر وحكوماتها لن يقبلوا من إسرائيل أى مساعدات بأي شكل من الأشكال، لأن الوضع الاقتصادي ليس فى حالة سيئة كما يروج لها داخل وخارج مصر.
وأكد أستاذ العلاقات الدولية أن إسرائيل بكل تأكيد تسعي إلى أن يكون الوضع فى مصر مستقرا لأن أي ضرر يسيب الوضع الداخلي بمصر، سيلحق بها لأنها مجاورة لها.
إسرائيل تعمل لمصلحتها
وأوضح الدكتور محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، فى تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن مصر ترحب بأي نوع من أنواع الاستثمار التي تنهض بالاقتصاد من أي دولة، لافتًا إلى أن العلاقات الدولية الخارجية ليس لمشاعر الشعب وعواطفه علاقة بها، لأنها تعمل فى المقام الأول على مصلحة الدولة.
وأكد "حسين" أن دولة إسرائيل دولة مجاورة وقريبة من مصر، فإذا سقطت مصر وتدهور اقتصادها سيؤثر على امن إسرائيل، ولهذا السبب تسعى تل أبيب لتحسين الأوضاع الاقتصادية بمصر.
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية أن يجب إذا تم الإتفاق على أي مساعدات من إسرائيل، يجب ألا تكون تلك الاتفاقيات مشروطة، أي لا تضع إسرائيل شروط تعجز مصر عن تنفيذها.
مصر فى غني عن مساعدتهم
ومن جانبه قال الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، إن مصر لا تحتاج مساعدات من إسرائيل وأن برغم من إتفاقية السلام بين البلدين ولكن ستظل دولة إسرائيل كيان لا يهمه مصلحة أحد إلا نفسه، لافتًا إلى أن تفكير إسرائيل في إقامة مشاريع واسعة النطاق مع مصر لدعم اقتصادها ماهو إلا تفكير في مصلحتها فقط.
وأضاف "عبده " أن مصر حالتها ليست متدنيه للغاية، ولم نصل إلى حد المجاعة ومشكلات مصر جميعها تنحصر فى سوء الإدارة، فمصر في غنى عن مساعدات دولة إسرائيل مؤكدًا أن الحكومة المصرية لن توافق على التوسع فى المشاريع مع إسرائيل حفاظًا على كرامة الدولة.
وأكد الخبير الاقتصادي، أن "إسرائيل" تريد أن تثبت لدول الجوار أنها تساعد الجميع وأنها تريد مصر فى أفضل حال ولكن هذا غير حقيقي فهى تفكر فى سلامة أراضيها، ثم بوضعها بين دول العالم فقط.