11ــ11 كمين فى طريق "حكومة إسماعيل".. المصريون يصرخون من قسوة الغلاء.. دعوات التظاهر اختبار لقدرة الدولة على احتواء شعبها.. والاعلاميون يروجون لسياسة "شد الأحزمة"
يئن المصريين صراخًا هذه الايام من لهيب غلاء الاسعار ومعاناتهم نتيجة التدهور الذي يعاني منه الاقتصاد، والذي زادت حدته بقسوه خلال الفترة الأخيرة.
ومع تلك الألآم والأوجاع يطل مقدمي برامج التوك شو يوميًا عبر الشاشة الصغيرة يدعون بني وطنهم الي التحمل وشد الاحزمة والصبر، فى ظل الدعوات التى تتزايد بصورة يومية عن النزول للتظاهر والاحتجاج يوم 11 نوفمبر المقبل.. فهل تستطيع الحكومة التعامل مع الجماهير وإجهاض ذلك المخطط وإحتواء الشارع قبل الانفجار؟
سياسات الرأسمالية سببًا
ويرى أمين إسكندر، القيادي بحزب الكرامة، وعضو مجلس النواب السابق، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، إن الحكومة هى المسؤلة عن ما وصل إليه الشعب المصري من إحتقان وغضب، نتيجة إتباع وتطبيق سياسة النمو الرأسمالي منذ ثمانينات القرن الماضي، لافتًا إلى أن سياسة مصر منذ عهد الانفتاح هي تبعية امريكا وصندوق النقد الدولي، مشيرا الى أن مصر اختارت الانحياز للنظام الرأسمالي.
وأضاف القيادي بحزب الكرامة، أن سياسة حشد المواطنين للرضا والصبر على الغلاء وشد الحزام، أو من خلال الترويع لن تجدي نفعًا أمام هذا الغضب الذي يجتاح الشارع المصري، لافتًا إلى أن مواجهة هذا الغضب يكون بمذيد من الاصلاحات السياسية والاقتصادية.
دعوات 11 نوفمبر لن تنجح
ومن جانبه قال سعيد اللاوندي الخبير السياسي لـ "العربية نيوز"، إن الحالة الإقتصادية التي تعاني منها مصر هى حالة مؤقتة والشعب يدرك ذلك تماما، فهو شعب واعٍ وسيتحمل هذة الفترة الصعبة.
وأضاف "اللاوندي"، أن دعوات النزول يوم 11 نوفمبر لن تؤت ثمارها، ولن يستجيب لها أحد من المواطنين، وما أشيع عن حادثة الإنتحار الأخيرة وأرجعه البعض إلى أن سببها هو الغلاء، فتلك شائعات والشعب مُدرك تماما أن أجهزة الدولة تعمل على الخروج من هذة الأزمة.
وأكد الخبير السياسي، أن الغلاء يتمكن من بعض السلع، ولكن القوات المسلحة تبيع بعض السلع الغذائية في منافذ بيع تابعة لها بثمن أقل لكي تحارب غلاء التجار، فالصحيح أن السوق به الغالي والرخيص وعلى الشعب أن يصبر حتى نعبر هذة الأزمة.
أداء حكومي فاقد الوعي
كما يري رفعت لقوشة الخبير في الاقتصاد السياسي، من
خلال تصريحاته لـ"العربية نيوز"، أن الأداء الحكومي يشوبة عدم
الاحترافية وغياب الرؤية، وفسر ذلك بإن ثقافة إدارة السوق غائبة عن وعي الحكومة
وهذا يؤثر على تعاملاتها مع الأزمات الاقتصادية، فبات هناك مشكلات تحت أقدام
الحكومة لم تحل.
وأكد خبير الاقتصاد السياسي، على أن ثقافة إدارة
السوق مهمة جدا في إدارة الأزمات الاقتصادية، تتيح للحكومة وضع الأولويات بصورة
معلنة وشفافة وما تنوي أن تتخذه الدولة من إجراءات في مائدة النقاش مع أطراف
العلاقات السوقية، على ألا تعطي الدولة وعود لن تنفذ، مضيفًا أن الدولة لن تستطيع
مواجهة الأزمات في غياب الشفافية وهى الالتزام بالحقيقة وبالوعد.
وأضاف "لقوشة"، أن غياب الإحترافية يأجج
الأزمة، ويجعل الحكومة عاجزه عن التعامل وإحتواء المشكلات، وبالتالي تزيد الأزمات،
لافتًا إلى أن الفساد في مصر تجاوز الخطوط الحمراء وبات خطرًا على الدولة ذاتها
ومؤسساتها، ويقتضي درجات عاليه من الجهد واليقظة والإحترافية لمواجهته.