"شيخ الجاهلية" يشن حربًا على نساء مصر.. "الحويني" يرفع شعار "لا لتعليمهن أو عملهن".. أزهرى: لايمت للإسلام بصلة.. وأستاذ اجتماع: مريض نفسي
إرتبط اسم أبو إسحاق الحويني بالفتاوى الغريبة وخاصة التي تتعلق بالمرأة، حيث اشتهر منذ سنوات بفكره الغريب الذي لا يمت للدين الإسلامي بصله، ولاقى هجومًا من جميع فئات المجتمع.
فبعد فتوته التي حرم فيها تعليم المرأة وتأكيده بأنها لا يجب أن تكمل تعليمها ولا تخرج من المنزل، عاد "الحوينى" ليطالب بعدم عمل المرأة مشددًا على أن المرأة مكانها فى المنزل، وأنها ليس لها حق فى أن تعمل، والعمل من حق الرجل فقط، مما أثار غضب واستغراب وتساؤل الجميع عن هدف "الحويني" من تهميشه لدور المرأة في المجتمع وعزلها فى المنزل مثلما كان يحدث فى عصور الجاهلية.
"لا تُنسب للإسلام"
فى البداية يقول الدكتور عبد الفتاح إدريس، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، إن فتاوى أبو إسحاق الحويني حول المرأة ومنعها من التعليم والعمل ترجع لأي دين آخر غير دين الإسلام، لأن الفتاوى فى الدين الإسلامي تعتمد على القرآن والسنة النبوية وفى تلك المرجعين لا يوجد مايمنع المرأة من ممارسة حقوقها فى التعليم والعمل.
وأكد "إدريس" أن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام كان يعلم بناته وزوجاته كثيرا من الأمور، لافتًا إلى أن الرسول قال "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة"، أي لم يختص الرجال دون النساء بالعلم، فإذن العلم من حق كل إمرأة.
وأضاف أستاذ الفقه المقارن أن عمل المرأة كان موجودا فى عصر النبى بصور عديدة، منها "رفيدة الأسلمية" رضي الله عنها التى كانت تمُرض الرجال فى غزوة "الخندق" وتعتبر أول طبيبة في الإسلام، مؤكدًا أن من يفتي بمنع المرأة من التعليم والعمل فهو قد ضل طريق الصواب، وسيكون فى سبب فى ضلالة الكثيرين بسبب فتواه.
"الكيان النسائي لن يتأثر"
وأوضحت سناء السعيد، عضو البرلمان السابق وعضو الأمانة العامة للمجلس القومي للمرأة، فى تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" أن فتاوى "الحوينى" بمنع المرأة من العمل، ليست ضد المرأة فقط بل هى ضد المجتمع بأكمله، لأن المرأة نصف المجتمع ومن يحاول أن يهمشها فهو يقضي على المجتمع ككل.
وأكدت "السعيد" أنه بشكل عام غير مقبول من أي شخص مهما كانت هويته أو ديانته أن يحاول أن يقلل من شأن المرأة، لافتة إلى أن المجتمع فى الوقت الحالي يعتمد بشكل أساسي على دور المرأة فى العمل.
وأضافت أن هذه الفتاوى لا يمكن أن تعتبر إهانة للمرأة، لأن كيان المرأة لن يتأثر بهذه الفتاوى الغير معروف أساسها، ولا مراجعها ولا على أي أساس ظهرت.
"يحتاج علاج نفسى"
واستنكرت الدكتورة نبيلة سامي، أستاذة علم الاجتماع ورئيس مركز المستقبل للتأهيل الأسري، فتاوى أبو إسحاق الحويني التي تهمش دور المرأة فى المجتمع بشكل مستمر، مؤكده على أن "الحوينى" لا يحق له أن يصدر فتاوى للمجتمع، لأننا كمواطنين لا نعرف من هو "الحويني"، ولا فى أى مدرسة تعلم تلك الفتاوى الغريبة.
وأكدت "سامي"، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أنه لا يجب الاعتراف بأي فتوى إلا إذا كانت من شيخ أزهري لأننا بلد الأزهر، فليس من الطبيعي أن أي شخص يفٌتي بفتاوى خاطئة ويصدرها للمواطنين، لافتة إلى أن يجب أن نجد طريقة لمنع إنتشار هذه الأفكار لانها تتسبب فى إثارة "بلبلة" فى المجتمع.
وأضافت أستاذة علم الاجتماع أن التفسير لإستمرار محاولات "الحوينى" فى التقليل من شأن المرأة بأنه مصاب بإحدى الإسقاطات النفسية، ويجب ألا يعكس أزمته النفسية على الشعب المصري.