الدكتور جمال فرويز فى حواره لـ"العربية نيوز": الحالة الاقتصادية سبب تدهور الصحة النفسية للمواطنين.. المجتمع المصري اتخذ الغرب إله الأرض.. وانسياق الشباب وراء المكالمات الجنسية نتيجة الفراغ الثقافي
المجتمع المصري يتخذ الغرب إلاهًا للأرض
تناول الشباب لقضية "برادبيت وانجلينا" يدل على تفاهة الثقافة
إرتفاع الأسعار يهدد الصحة النفسية للإنسان
الزوج له أسبابه للخيانة والزوجة شريك فى ذلك
مشاهد تعذيب الأضاحي بالأعياد انحدار ثقافي
رفض الفتاة للزواج بعد فشل الحب الأول يعود لسببين
انتشار المخدرات فى الأفراح تعرف بظاهرة القطيع
أكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي وأمراض المخ والاعصاب، وزميل أبحاث في الطب النفسي من جامعة ليدز بانجلترا، خلال حواره لـ"العربية نيوز" على أهمية ربط الحالة الاقتصادية للبلاد بالصحة النفسة للمواطنين، كما علق على بعض العادات والتقاليد التي اكتسبها المجتمع المصري من الغرب، وأوضح دوافع الخيانة عند الرجل.
وإليكم نص الحوار:- بداية.. ما تعليقك على موضة الفتيات من البناطيل المقطعة؟
من المعروف عن المجتمع المصري أنه يتخذ من الغرب إلاهًا للأرض، ويعمل على نقل ثقافاته فى الموضة منذ السبعينات، دون النظر لإختلاف العقائد المجتمعية والعادات والتقاليد.
ما تفسيرك لصدمة الشباب عند معرفتهم بخبر انفصال انجلينا وبراد بيت؟
كل هذا يوضح مدي التفاهة الثقافية لدي البعض، كما أن هناك فراغ ثقافي لدي العديد لانعدام الرؤية لديهم، وهو ما يجعلهم ينتظرون أي خبر ليهربوا من الواقع، وهو ما حدث فى قضية انفصال انجلينا جولي عن برادبيت.
ذلك الانشغال المبالغ فيه بتلك القضية يبرز حجم الحالة الاكتئابية التي وصل لها الشباب، وصدمة الشباب فى فشل تلك العلاقة بين الثنائي تدل على أنهم توقعوا فشل علاقاتهم بعد ذلك الخبر، لأنهم كانوا يأخذون علاقة انجلينا جولي وبراد بيت مثال لنجاح أي إرتباط.
هل خيانة الزوج دليل على وجود خلافات بينه وبين زوجته؟
لا ليس بالضرورة.. فالخيانة لها أسبابها عند الرجل، السبب الأول أن بعض الرجال تلجأ إلى الخيانة لتعويض عقدة النقص لديهم نتيجة زواجهم من سيدات تفوقهم فى المستوي الاجتماعي أو الثقافي.
أما السبب الثاني فالزوجة شريكة فيه بإهمالها لزوجها واهتماها بنفسها بعد الزواج وانشغالها بتربية الأطفال فقط، كما أن بعضهن يمتنعن عن ممارسة العلاقة الحميمة مع أزواجهن، ما يصيب الزوج بالإحباط الذي يدفعه لخيانة زوجتة.
هل زواج الفتاة من شاب يصغرها فى السن يؤثر على حياتهم فى المستقبل؟ وما فرق سن الزواج المسموح بين الرجل والمرأة؟
من الطبيعي أن النضوج الهرموني والفكري للفتاة يكون أسرع من النضوج بالنسبة للشاب، ولذلك يُفضل أن تكون البنت تكبر الولد بفارق 3 أو 5 سنوات عند الزواج، تجنبًا للخلل الفكري وعدم التوافق.
أما من جهة تأثير فارق السن على الحياة المستقبلية فيمكن للزيجة أن تتأثر إذا كان زواج صالونات تقليديًا لم يبني على أساس الحب والتفاهم، وعلى النقيض الزواج عن حب لم يجعل الزيجة تتأثر بفارق السن بين الزوجين حيث أنه تم من البداية على تفهم الوضع.
بماذا تفسر إعراض الفتيات عن الزواج بعد فشل الحب الأول بعد أن استمر لسنوات؟هناك حالتان من الرفض، الحالة الأولى قد تكون تلك العلاقة فشلت لظروف خارجة عن إرادة الطرفين ومازالت الفتاة متمسكة بذلك الحب ولذلك فهي ترفض أن يحل محل الحب الأول شخص آخر، كما أن العشرة والتعود عامل مساعد على التمسك بالذكريات.
والحالة الثانية، أن يكون ذلك الشخص استطاع أن يُعقدها من جنس الرجال اجمع، ومن ثم ترفض أن تخوض التجربة مرة آخرى، وفي تلك الحالة فإن الفتاة تحتاج لعلاج نفسي لفترة حتي تكون لها القدرة على التعايش مع المجتمع بشكل طبيعي.
ما تفسيرك للشخصيات التى تشبه أحمد التباع وتنساق خلف المكالمات الجنسية؟
كل هذا نتيجية الفراغ الثقافي، حيث إنه يجعل الانسان ينساق وراء الأفعال العشوائة دون فهم أو وعي فهم أو وعي.
تعليقك على مشاهد تعذيب الأضاحي التي رأيناها فى عيد الأضحى؟
تلك المشاهد تدل على مدى الانحدار الثقافي بالمجتمع، حيث أن المسلمين والمسيحيين بالمجتمع المصري متعصبين دينيًا شكليًا فقط، أما واقعيًا لم يتبعوا الأسس الدينية الصحيحة.
مثلما نري بعض الأشخاص فى بيت الله الحرام التي تنشغل بأخذ الصور التذكارية فبعض خلال آداء فريضة الحج، وهذا الذي يحدث بأعياد الأضحي حيث يقوم الناس باتباع سنة الأضحية من باب المنظرة دون اتباع سنة الذبح وإكرام الذبيحة.
لماذا نخاف من طبيب الاسنان؟هذا النوع من الخوف معروف بإسم "الدونتوفوبيا"، وهذه شخصيات مصابه بالوسواس القهري، نتيجة التأثر بقصص وتجارب سيئة سمعها المريض من أشخاص آخرين، أو نقلها من خلال وسائل الإعلام، فالنوع الأول منهم لديه "فوبيا" من الإبر، وضجيج أدوات الحفر داخل فمها، والخوف من بلع أجسام غريبة، أما النوع الثاني لديه وسواس من نظافة الأدوات وانتشار العدوي.
ماهى المخدرات الرقمية؟ وكيفية العلاج منها؟
هي عبارة عن مقاطع نغمات يتم سماعها عبر سماعات بكل من الأذنين، بحيث يتم بث ترددات معينة في الأذن اليمني على سبيل المثال وترددات أقل إلى الاذن اليسرى، وتعد تلك السماعات كارثة جديدة من كوارث هذا العصر الحديث، تستهدف الشباب في كل مكان، وتسعي إلي تدميره مقابل حفنة من الدولارات القليلة، يتم دفعها من خلال شبكة الإنترنت، حيث لم يعد مطلوبا سوي جهاز كمبيوتر شخصي متصلا بسماعات، وينعزل الشباب في غرفته إلي عالم الإدمان لهذه الملفات الموسيقية، وتأثيرها يصل مباشرة إلى المخ، حيث تلغي "الانتروفين" الحبوب المخدرة الطبيعية بالمخ، ويترتب علي ذلك دخول المريض في موجات تشنجية، ونوبات صرع تسيطر على جسده بالكامل، فضلًا عن التبول اللاإرادي، والصداع الشديد، كما تبدأ الأعراض النفسية بقلة التركيز والانفصال عن الواقع، ومن ثم انخفاض الأداء فى العمل والإخفاق في الدراسة.
ومدة العلاج من هذا النوع من المخدرات يستغرق ثلاثة أشهر تقريبًا، ويمكن أن تكون في المنزل أو المصحة النفسية، وتكون العشرة أيام الأولي من أعراض الانسحاب، تماثل علاج إدمان الهيروين، مثل تكسير في العظام والجسد، والصداع الشديد الذي ينتاب المريض، ثم تبدأ مرحلة جديدة من شعور المدمن أو المريض بالهلوسة السمعية والبصرية والاضطهاد من الآخرين، وأن أحدا يريد إيذاءه أو ضربه أو قتله، وتكون هذه الهلوسة مصاحبة بمزيد من النوبات التشنجية الشديدة، محذرا من أنه دون إعطائه مهدئات لتخفضيها وتحجيمها، قد تؤدي إلي الوفاة للمدمن.
فى بعض المدارس التابعة للإخوان والسلفيين يعلمون الأطفال أن المحجبات بالجنة والغير محجبات بالنار.. ما تأثير ذلك على الأجيال القادمة؟
في الحقيقة تلك المدارس لها تأثير سلبي على عقول هؤلاء الأطفال، حيث أنها تعمل على أسس تعليمية متطرفة وترسخ داخل عقول الأطفال أفكار متطرفة، كما أن هناك خطورة على مرحلة الطفولة حيث أنها الفيصل فى نشأة الطفل، وأن تلك المدارس تعمل على خلق مجتمع ذات عقول داعشية من الصغر، وبالتالي يصبح من الصعب تغييره فى المستقبل حيث أنه أصبح متطرف لا شعوريًا.
وعلى المدارس أن تلتزم بلأصول الإسلامية، والثقافية، ولا ترسخ داخل عقول الأطفال فكرة الأخذ بظواهر الأمور.
هل لارتفاع الأسعار والظروف المعيشية الصعبة التى نعاني منها تأثير على الصحة النفسية والسلوك؟بالتأكيد هناك ربط بين الظروف الاقتصادية والحالة النفسية للمواطنين، فهى تمثل ضغوطات على الشعب، ولا شك أن تلك الضغوطات كانت سببً فى انتشار حالات الانتحار والاكتئاب والإحباط لدى معظم فئات المجتمع ومنهم الشباب بصفة خاصة بسبب ما تعانيه الدولة من حالة اقتصادية سيئة، بسبب سياسات وأخطاء فادحة للنظام الحالي.
وينبغي تفعيل دور مركز "دعم واتخاذ قرار" في استطلاع الرأى العام حول القرارات الاقتصادية قبل اتخاذها، لقياس مدى تأثير تلك القرارات على المواطنين ودراسة آرائهم فيها، لأن لها تغيرات ستؤثر عليهم.
ماهو الاضطراب الموسمي؟
هو اضطراب وجداني ثنائي القطبين يصاب المريض فيه بنوبة من الهوس أو الإكتئاب، ويحدث فى أوقات تغيرات الفصول، وغالبًا ما تحدث فى فصل الشتاء، وما غير تلك الأوقات فهو شخص عادى ومعافي 100%.
ويحدث للشخصيات المزاجية، كما أنه يمكن أن يتحول عند بعض الشخصيات من اضطراب شخصية إلى مرض.
ما تفسيرك لانتشار المخدرات بالافراح وبعض العادات الأخرى التى تظهر فى زفة العرسين؟
هذه الظاهرة تسمي بظاهرة القطيع، بحيث أن الشباب ينساقون خلفها كالعميان، ويرجع انتشار تلك الظواهر المجتمعية الفاسدة إلى انعدام الثقافة، حيث كان هناك نشر للثقافة من خلال الأدباء والكتاب مثل "يوسف السباعي" توفيق الحكيم العقاد وإحسان عبد القدوس"، ومن ثم بعد اغتيال "السباعي" خرج علينا الرئيس محمد أنور السادات بقرار إلغاء الدور الفعال لوزارة الثقافة بإعتبارها عبء على الدولة.
كما أن في آواخر السبعينات بدأ بعض المصريين ينقلوا إلى مجتمعنا الفكر الوهابي وثقافة الجزيرة العربية من خلال سفرهم إلى دول الخليج، ومن ثم حدث تلجلج فى الثقافة المصرية، عن طريق خلط من بعض الأفكار الدينية مع الوسطية، حتي أصبحنا حطام دولة.
والحل هو إعادة تفعيل دور وزارة الثقافة للقضاء على تلك الظواهر حتى لا نتحول إلى دولة بلا أعمدة، بدأ الكثير من الأشخاص يعانون من النسيان المتكرر فى الفترة الراهنة.. ما تفسيرك لذلك؟ الكثير من الأشخاص يربط بين النسيان وقلة التركيز، فالنسيان هو مرض الزهايمر بمعني أن الشخص تصيبه حالة من النسيان الكلي لأسماء الأشخاص المرتبط بهم كأسرته وأصدقاءه وعناوين سكنه.
أما نسيان الشخص لشئ قام بوضعه فى مكان معين أو نسيانه لبعض الأعمال التى من المفترض أنه يقوم بها فهذا يطلق عليه قلة تركيز، و90% من الأشخاص مصابون به نتيجة الأكتآب والضغوطات الحياتية.
كيف يكون الانسان طيب وفي نفس الوقت ليس ساذج؟
المجتمع ينظر إلى الطيبة على أنها سذاجة، حيث أن صورة الفعل نفسه لن تصل إلى الأشخاص الآخرين كاملة، فينبغي أن نتعامل مع الأمور بما يتناسب مع الله سبحانه وتعالي فقط.
