في الذكرى الـ26 لاغتياله.. من قتل رفعت المحجوب؟.. رفض خصخصة الدولة واستبدال الاشتراكية بالرأسمالية.. وطريقة موته جعلته بطلًا سياسيًا.. ورئاسة مجلس الشعب قادته لطريق بلا عودة
بالقرب من فندق سميراميس بالقاهرة، بدأت السيارة فى خفض سرعتها، لكن سرعان ما خرج أربعة شبان ملسمين لا احد يعرفهم حاملين بنادق أليه وبدأوا فى اطلاق النار على السيارة بلا رحمة، حتى استقرت رصاصتهم داخل جسد الدكتور رفعت محجوب رئيس مجلس الشعب الأسبق ومن معه فى السيارة،
ففي مثل هذا اليوم، في الثاني عشر من شهر أكتوبر لعام 1990، تم اغتيال الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب، خلال عملية نفذها مسلحون أعلى كوبري قصر النيل، ونفذت العملية بدرجة عالية من الاحتراف والاتقان، وهرب الجناة على الدراجات البخارية، ولن تستطع الشرطة القبض عليهم.
العمل السياسي
ولد رفعت المحجوب، بمدينة الزرقا في محافظة دمياط، في 23 إبريل 1926، وتلقى تعليمه هناك، ثم حاز علي ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة عام 1948، لكن يعتبر العمل السيسي للدكتور رفعت محجوب بدأ عام 1971 حين تم تعيينه عميدًا لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، حتى اختاره الرئيس الراحل أنور السادات وزير برئاسة الجمهورية عام 1972، كما عين محجوب نائبًا لرئيس الوزراء برئاسة الجمهورية في عام 1975،
رئيس البرلمان
تولى الدكتور رفعت المحجوب رئاسة البرلمان المصري في 23 يوليو عام 1984، حتى 12 أكتوبر عام 1990، وخلال هذه الفترة شهدت مصر العديد من الصراعات السياسية خاصة بين انصار الزعيم جمال عبد الناصر والرئيس أنور السادات، وخلال هذه الفترة كان محجوب رئيس السلطة التشريعية حتى قتل وتم اتهام جماعة الجهاد وحُكم على بعض افرادها بالإعدام فى مرافعة عرفت وقتها بمرافعة القرن، لكن سرعان ما تم تقدبم نقض على الحكم وتراجعت الاحكام لتتراوح من عشر سنوات إلى البراءة، ليظل سؤال من قتل رفعت المحجوب؟ بدون إجابة.
دواعي الاغتيال
اثناء فترة رئاسته لمجلس الشعب، كان الدكتور رفعت المحجوب معاديا لفكر الخصخصة، وكان يناهض الفكر الرأس مالي، والمصالحة مع العدو الصهيوني، فكان ضرورة على من لا يريد مصلحة مصر المواطنين أن يغتاله، فاغتيال المحجوب كان ضروره، ولم تكن هذه الأسباب فحسب بل كان له تأثير على الرئيس السادات وحسني مبارم فكان ذو شخصية مؤثرة وقوية في مجالة وتخصصه، ويصعب إزاحته من منصبه، فلم يكن هناك طريق إلا القتل، وتم اغتياله يوم إعلان الاستفتاء علي حل مجلس الشعب، والتمهيد لانتخابات جديدة، لكن الاتخابات الجديدة كانت ستأتي به رئيسا للمجلس للمرة الثالثة.
وتشير الاتهامات إلى أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، كان له نصيب كبير فى إغتيال محجوب بمساعدة رئيس البرلمان الاسبق الدكتور فتحي سرور، لكن فى النهاية تم اتهام جاعة الجهاد بقتله والحكم على بعض افراد هذه الجماعة بالسجن عشرة سنوات.