عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

التأسيس الثالث لـ"الإخوان".. شعارات الجماعة لعنف مؤجل.. "عضو بجبهة كمال": الكيان الجديد يتعثر مخاضه.. "بديع" يحذر من الإنجرار للدماء.. "والبشبيشي": وعاء لإحتواء المنشقين

عزالدين دويداروطارق
عزالدين دويداروطارق البشبيشي القيادي المنشق عن جماعة الإخوان

تأسست جماعة الإخوان الإرهابية لأول مره على يد حسن البنا، ثم لحقه تأسيس آخر علي يد مرشد الجماعة فى بداية السبعينيات عمر التلمساني وإعلانه لاتفاقات وهدنة معينة مع الرئيس الراحل أنور السادات.

وجاءت ثالث تلك الدعوات خلال الايام الماضية لتدشين التأسيس الثالث علي يد عدد من شباب الجماعة، والتي قد يظن البعض في البداية أنها طريق نبيل تتبعه الجماعة للتراجع الفكري عن الأخطاء والجرائم التي ارتكبتها، فيما تدل المؤشرات علي أنها صراع داخلي علي مقاليد حكم وإدارة الجماعة من ناحية، ومن جهة أخري التسابق بين طائفة هوجاء تريد ممارسة العنف الآن وأخري من "العواجيز" يرغبون في تأجيل ممارسته لفترة تستعيد فيها الجماعة اتزانها نوعًا ما.

"ورثة الجيل الأول فى السجون"
كتب عز الدين دويدار، الإخوانى الشاب المنتمي لطائفة محمد كمال عبر صفحته على "فيس بوك" قائلًا: "قام التنظيم الإخوانى بتنظيم ثانى فى السبعينات، فى لحظة ما بعد أكتوبر والانفتاح الاقتصادى والسياسى، والتصالح مع الدولة، وحاول التنظيم الجديد تلافى بعض مشكلات ومخاوف أجهضت التنظيم الأول، ومع أنه لم يستطع الخروج من شرنقة ورثة الجيل الأول وهيمنته، إلا أنه استغرق تجربة كاملة لمدة 40 عامًا أخرى حتى تفككت تجربته عمليا فى السجون الحالية".

وأضاف القيادى الإخوانى: "نحن بصدد تأسيس ثالث للتنظيم من جديد لإعادة ربط التنظيم بجذور الفكرة بعدما لحق بها من ارتباك وتشوهات من سنوات المِحن.. تأسيس مازال يتعثر مخاضه ويقاوم ليلامس الأرض".


"المرشد يرد"
وفي وثيقة تداولها عدد من أعضاء جماعة الإخوان، تحت عنوان "كلمة إلى الصف"، تضمنت توجيهات من محمد بديع الصادر بحقه عدد من الأحكام القضائية من بينها الإعدام على ذمة اتهامه فى العديد من قضايا القتل والتحريض على العنف.

يأتى هذا فى الوقت الذى تصاعدت فيه دعوات الخروج من الجماعة، من جانب عدد من النشطاء الإخوان عبر هشتاج "التأسيس الثالث"، والذى دعا من خلاله نشطاء الجماعة من أسموهم بـ "كل صاحب تفكير إصلاحى بالانضمام إليهم، وعدم إضاعة الوقت فى محاولة إصلاح جماعة لا تتغير". 

وحملت الوثيقة توجيهات مسربة من مرشد الجماعة، طالب خلالها الصف الإخوانى بمبايعة نائبه محمود عزت كقائم بأعمال المرشد، وكذلك التأكيد على "السلمية وعدم الإنجرار للعنف"، بحسب ما جاء فى الوثيقة.

كما طالب "بديع" قيادات الجماعة خارج السجون بما سماه "استمرار التشاور مع الإسلاميين بالداخل والخارج لخدمة القضية"، مضيفًا: "علينا الأخذ بالأسباب وانتظار فرج الله".

كما ضمت الوثيقة توجيهات من القائم بأعمال المرشد محمود عزت دعا فيها الإخوان إلى الاهتمام على جميع المستويات بالمتابعة التربوية.

"رفع معدلات العنف"
ومن جانبه قال طارق البشبيشي، القيادي المنشق عن جماعة الإخوان، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، إن أصحاب دعاوى التأسيس الثالث أشخاص تابعون لجبهة محمد كمال التى تعانى من الضعف والتراجع، موضحًا أن هذه الدعوة وهمية وشئ يتمناه هذا التيار الذى تم اضعافه كثيرًا داخل التنظيم.

وأضاف "البشبيشي" أن الدعوة ليست نبيلة أو شيء من هذا القبيل، إنما جزء من حرب تكسير العظام التى تدور رحاها الآن داخل ما تبقى من التنظيم الإخوانى بين تيار لندن الذى يقوده ابراهيم منير ومعه محمود عزت وبين تيار محمد كمال المسمى لجنة الإدارة، والدعوة لم يسمى التأسيس الثالث هى قراءة خاطئة للتاريخ.

وأوضح القيادي المنشق عن جماعة الإخوان أن التأسيس الثانى على يد عمر التلمسانى فى سبعينيات القرن الماضى لم يكن قرار الإخوان بل كان قرار أنور السادات، الذى أراد توظيف الإسلام السياسى لضرب اليسار المصرى والتيار الناصرى، إذن فعودة التنظيم فى السبيعينيات كان قرار الدولة ولم تكن دعوات إخوانية وهذا الأمر غير مرشح حدوثه فى المستوى القريب ولا توجد أى حاجة إليه بعدما خان الإخوان مصر وتآمروا عليها وتحولوا إلي أشد الأعداء لها.

وأكد أنه يطالب الجمبيع بالتروي وألا ينخدعوا فى مثل هذه الدعوات ويعتقدوا أن هناك تيار شباب غاضب من قيادات تقليدية كبيرة فى السن، فهذا غير حقيقى، وهؤلاء المنادون بالتأسيس الثالث تابعين لتيار محمد كمال الجناح المسلح للتنظيم وهذه هى مليشياته الألكترونية، والفرق بينهم وبين تيار لندن هو فى طريقة وأسلوب الحرب على مصر. فى حين يرى تيار محمد كمال بوجوب رفع السلاح الآن وتبنى أعمال ارهابية صريحة.



"الإخوان 2"
كما يري ماهر فرغلي، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، إن تولي محمد كمال القيادي في جماعة الإخوان الإرهابية والذي تم تصفيته إثر اشتباك مسلح مع الأمن حسب ما رواه بيان وزارة الداخلية، القيادة داخل مصر، موضحًا أنه أعلن منذ البداية أنه لا بديل سوي التخلص من هذه الدولة بشخوصها ومؤسساتها وقيمها العتيقة،كما انه أكد على عدم امكانية إصلاح الدولة من الداخل، فكانت هذا مقدمة ما يسمي بالتأسيس الثالث.

وأضاف "فرغلي" أن "كمال" ورجاله من المنادين بالتأسيس الثالث استهدفوا من البداية تفكيكها علي أسس جديدة بعيدًا عن منطق المساومات، وأن إدارة الصراع يجب تنطلق من مبدأ المقاومة الايجابية أو النوعية واعتماد المبدأ الفقهي "حق الدفاع عن النفس"، وأن الرد يجب أن يكون مفتوحًا اتحت شعارات الثورة المبدعة وأن السلمية كل ما دون القتل.

وأوضح "الباحث في شؤون الحركات الإسلامية" أن فشل محمد كمال وتياره في استغلال المساحة المتروكة لهم، أدي إلي عودة اسم محمود عزت ورجاله محمود حسين ومحمود غزلان إلي الصورة، ونداءاتهم بتأجيل طرح كمال للعنف.

واختتم بأن التأسيس الثالث خطوة قد تظهر علي الساحة جماعة "الإخوان 2"، كوعاء احتوائي للمنشقين عن القيادة الحالية للصف.