"السيادة خط أحمر" ولتذهب روسيا الى الجحيم.. خريف سياسي يهب على علاقات القاهرة بموسكو.. مصر ترفض طلبًا بإقامة قاعدة بـ"براني".. و"الدب" يريد كيان بـ"المتوسط"
عرفت العلاقات بين روسيا ومصر بأنها قوية وتربطها الكثير من المصالح المشتركة، ولكن ترددت أنباء مؤخرًا نقلتها عن الوكالات الإخبارية الروسية المختلفة، عن طلب روسيا من مصر تأجير منشآت عسكرية مصرية، من ضمنها القاعدة الجوية في مدينة "سيدي براني" شمال غرب مصر في مطروح، ومما لا شك فيه فإن القيادة المصرية ترفض هذا الأمر رفضًا باتًا، نظرا لما تفرضه سيادة الدولة من منع إقامة أى منشآت أجنبية على أرض مصر.
وأثارت هذه الأنباء عدد من التساؤلات، حول الهدف وراء إصرار روسيا على إقامة منشآت عسكرية على أراضى مصر، ومدى تأثر تلك العلاقات برفض مصر المستمر لإقامة منشآت عسكرية روسية على أراضيها.
"محاولات فاشلة"
ويقول اللواء أحمد رجائى، الخبير العسكري ومؤسس فرقة 777 بالقوات المسلحة، فى تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، إن مطالبات روسيا المستمرة لمصر بتأجير منشآت عسكرية في منطقة "سيدي براني" بمرسى مطروح، محاولات فاشلة لم تأتى بثمار أبدا فى صالح روسيا، لافتًا إلى أن روسيا أو أي دولة آخرى من حقها أن تطالب بما تريد ومن حق من مصر أن ترفض.
وأضاف "رجائى" أن مصر من الطبيعى أن ترفض إنشاء أى منشآت عسكرية أجنبية على أراضيها، لذا لا يمكننا أن نعتبر الأمر "بلونة إختبار" للعلاقات الروسية المصرية، لأن الرفض من قبل مصر شئ طبيعى وبديهى.
وأكد الخبير العسكري، أنه يمكن ان يكون هناك علاقات عسكرية كبيرة بين مصر ووروسيا، لكن دون وجود أي قوه عسكرية لها على أرض الوطن.
"مصر لن تقبل"
ومن جانبه أشار اللواء عبد الرافع درويش، الخبير الإستراتيجي والعسكري، وأحد الأبطال المُشاركين في حرب أكتوبر، لـ"العربية نيوز"، الي ان مطالبات روسيا المستمرة باستئجار قواعد عسكرية على داخل الأراضي المصرية كي تنشأ لها كيان على البحر الأبيض المتوسط، أمرًا لم يتم إلا عن طريق بموافقة قيادات الدولة المصرية.
وأكد "درويش" أن الرئيس عبد الفتاح السيسى والمجلس الأعلى للقوات المسلحة لم يقبلوا بإقامة تلك المنشآت نهائيا، لأن الدولة تمنع منعًا باتًا إقامة أي منشئات أجنبية على أرض الوطن.
وأضاف الخبير الإستراتيجي والعسكري، أن العلاقات لم تتوتر بسبب عدم قبول مصر إقامة منشآت لأن المصالح الروسية المصرية مازالت مستمرة، وأن سياسة الدول تعتمد في المقام الأول على المصالح.
"سيادة
الدولة"
واوضح اللواء نبيل أبو النجا، الخبير العسكري، في
تصريحات لـ"العربية نيوز"، أن مطالبة روسيا مصر بإقامة منشأت عسكرية
بأراضى مرسى مطروح محاولات لم ولن تنجح نهائيًا.
وأكد "أبو النجا"، أن فى حال ثبوت صحة
الأنباء التى تتردد حول مطالبة روسيا المستمرة لإقامة منشأت عسكرية على أراضٍ
مصرية، فمصر لم تقبل ولا توافق على إقامة منشآت أجنبية على أراضيها.
وأضاف الخبير العسكرى، أن العلاقات لم تتوتر ولا
تتأثر بسبب رفض مصر المستمر لمطالبات حول هذا الشأن، موضحًا أن المصالح التى تربط
بين البلدين تجبرهم على أن تكون علاقاتهم.
وتابع: "سيادة الدولة هى الحاكم الأساسى فى هذا
الأمر وهى التى جعلت مصر متعنتة فى رفضها إقامة أى منشأة عسكرىة أجنبية على أرضها".