عاجل
الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

الأشقاء يختلفون أمام العالم.. الأزمة السورية حجر عثرة فى طريق العلاقات المصرية السعودية.. السياسة الضبابية تخترق التوافق الإستراتيجي.. والرياض تريد رحيل "الأسد"

 السفير جمال بيومي
السفير جمال بيومي و الدكتور حسن وجيه أستاذ التفاوض الدولي

مرت العلاقات السعودية المصرية بعد ثورة 30 يونيو مرت بأطوار عده، حيث وصلت لقمة التوافق أيام الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، الذي لا أحد ينكر دوره في دعم مصر والوقوف بجانبها ماديًا ومعناويًا؛ ولكن مؤخرًا بدأت الفجوة تتسع والعلاقة تجف بين البلدين؛ نتيجة للخلافات في الرؤى المتعلقة بقضايا إقليمية وعربية.

وكان أخرها تصويت مصر لصالح روسيا في مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية، إلى جانب الصين وفنزويلا، وأثار موقف مصر هذا في مجلس الأمن انتقادات سعودية وقطرية.

ووصف المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المُعلمي تصويت مندوب مصر لصالح مشروع القرار الروسي بـ"المؤلم".

وقال "المعلمي" بعد التصويت: "كان مؤلما أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى الموقف التوافقي العربي من موقف المندوب العربي "المصرى.. ولكن أعتقد أن السؤال يُوجه إلى مندوب مصر".

"مصر تتبع القوة السيادية"
وفي ذلك السياق يقول السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، إن هجوم السعودية على السياسات المصرية الخاصة بحل الأزمة السورية خاصة بعد تأييد الاقتراح الروسي من قبل مصر يرجع إلى اختلاف الأهداف في حل الأزمة السورية، مضيفًا أن وزارة الخارجية المصرية لا تعتبر الأمر خلاف بين الدولتين.

وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مصر والسعودية على اتفاق بوقف نزيف الدم بين السوريين مع بعضهم، موكدًا أن إرادة السعودية هى إسقاط بشار الأسد عن الحكم، وبذلك لا يصبح للعلويين مستقبل بسوريا.

وأوضح "بيومى"، أن مصر وافقت على المبادرة الروسية بعد سقوط المبادرة الفرنسية، موكدًا أن الهدف من المبادرتين كان وقف القتال فى سوريا، مشيرا إلى أن مصر تتبع القوة السيادية الدولية لتتحكم في الأوضاع السورية. 

"السعودية لا تريد بشار" 
فيما يري الدكتور محمد سعيد إدريس، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، إن الخلاف بين مصر والسعودية الخاص بالأزمة السورية يعود إلى رغبة السعودية في عزل بشار الأسد، لافتًا إلى أن المملكة السعودية تدعم النظام المعارض لبشار.

وأضاف رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن مصر دائمًا تتحذ موقف محايد فى الأزمة السورية، وتترك الأمر للشعب السوري في إتخاذ قرارتهم بشأن رئيس الدولة، موضحًا أن مصر دعمت القرارين الروسي والفرنسي المقترحين في اجتماع مجلس الأمن بالأمم المتحدة، وذلك لحل الازمة السورية والانتهاء منها.

وأكد "إدريس"، أن موقف السعودية يدل على رغبتها فى عدم حل الأزمة السورية فى ظل بقاء بشار الأسد، مشيرًا إلى أن موقف مصر من سوريا تم الإعلان عنه فى خمس مبادئ من قبل الخارجية، تتلخص فى وقف إطلاق النار ووقف نزيف الشعب السوري.


"غياب التنسيق"
ومن جهته أوضح الدكتور حسن وجيه أستاذ التفاوض الدولي، بجامعة الأزهر، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، إن موافقة مصر على المبادرة الروسيا المقترحة فى مجلس الأمن الخاصة بحل الأزمة السورية وتر العلاقات بين مصر والسعودية وزاد من نقاط الخلاق بينهم، مضيفًا أن الدولتين لاتعترض على وجود تسويات سياسية.

وأضاف أستاذ التفاوض الدولي، أن الدول العربية تدخل فى طريق مظلم حين تؤثر أرائهم في المحافل الدولية على العلاقت بينهم، لافتًا إلى أن الخلاف بين مصر والسعودية فى حل الأزمة السورية يرجع إلى عدم التنسيق بينهم وعرض أرائهم بشكل معلن وصريح.

وأشار "وجيه،" إلى أن مصر لا تملك القوة لحل الأزمة السوريا وحدها، لكنها يجب عليها أن تتحد مع باقي الدول العربية للتعبير عن إرادتهم أمام العالم وعدم إملاء أي قرار من دول آخرى لحل القضية السورية.