عاجل
الأربعاء 13 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

مراجعات ما بعد "30 يونيو".. "الداخلية" تقرر زيادة أعداد علماء الدين بالسجون.. "الهلباوي": الحوار سيأتي بنتيجة.. "حمزة": تنجح بشروط.. و"فرغلي": شكليات لها أغراض سياسية

الدكتوركمال الهلباوي
الدكتوركمال الهلباوي وماهرفرغلي الباحث في الجماعات الإسلامية

في خطوة منها لمواجهة الفكر المتطرف والإرهابي أعلنت وزارة الداخلية عن زيادة أعداد علماء الدين الذين يزورون السجون باستمرار لإلقاء الدروس، ولقاء بعض المتشددين دينيًا وتقديم النصح لهم، وتقويم أفكارهم وإجراء مراجعات لهم، حيث تكون للمراجعات الفكرية تأثير قوي على أصحاب الفكر المتطرف.

فهل نحن بحاجة إلي مراجعات فقهية وفكرية جديدة للتصدي لفتاوى القتل باسم الدين ودعاوي الجهاد دفاعا عن الإسلام؟،‏ وهل باتت الحركات الإسلامية بحاجة مراجعات فكرية ومبادرة جديدة لنبذ العنف كتلك التي سبق أن أطلقها القادة التاريخيين للجماعة الإسلامية في السجون المصرية وكانت سببا في وقف نزيف الدماء؟.

"مراجعة ما قبل السجن ضرورية"
فى البداية يقول الدكتور كمال الهلباوي، القيادي الإخواني المنشق، في تصريحات خاصة لـ "العربية نيوز"، إن قيام وزارة الداخلية بزيادة عدد علماء الدين بمصلحة السجون لإجراء مراجعات فكرية للسجناء أصحاب الفكر التكفيرى، خطوة فى الطريق الصحيح، وأن الحوار مع السجناء سيأتى بنتيجة جيدة وسوف تساعد الشباب أن يرتد عن الأفكار المتشددة والمتطرفة.

وأوضح "الهلباوى" أن الأهم هو اختيار من سيقوم بالمراجعة الفكرية، مؤكدًا أنه يجب التأنى فى اختيار من يقوم بتلك المهمة، حتى نصل فى النهاية لاختيار أفراد صالحة، يثق فى فكرها أفراد الشعب حتى يستطيعوا أن يصلوا للفكر المتشدد وتغييره لفكر وسطى أساسه الدين الاسلامى الصحيح.

وأضاف القيادى الإخواني المنشق أن الوقاية خير من العلاج ويجب على الحكومة أن تراجع فكر من هم خارج السجون، فتكون مهمة معالجة فكرهم المتشدد أسهل من محاولة معالجتها وتغييرها بعد الوقوع فى الخطأ.

"التأخر فى المواجهة خطأ"
كما أوضح مصطفى حمزة، مدير مركز دراسات الإسلام السياسي، أن مراجعة فكر النزلاء فى السجون من قبل رجال الدين الوسطين، تجربة إذا نفذت بشكل صحيح، وارد أن يكون سبب لتراجع المتشددين عن أفكارهم المتطرفة.

وأضاف "حمزة " أن عندما حدثت تجربة مراجعة النزلاء أصحاب الفكر المتشدد فى عهد "حبيب العادلى "، لم يتقبلوا المتشددين النقاش مع رجال الدين الوسطين بسهولة بالرغم من إختيار أشخاص يثق بها الشعب كالشيخ الشعراوي، مؤكدًا أنهم كانوا يرونه مرتدًا عن الدين الصحيح.

وأكد مدير مركز دراسات الإسلام السياسي أن أكبر خطأ تقع فيه الدولة هو الإنتظار حتى يقع تلك الشباب فى مصيدة الفكر المتشدد، ثم يبدأوا فى المعالجة ويكون محاولات إرجاعهم عن تلك الفكر المتشدد أصعب.

"غير مجدية"
بينما يرى ماهر فرغلي الباحث في الجماعات الإسلامية، إن قرار الداخلية بزيادة عدد رجال الدين داخل مصلحة السجون لمحاورة السجناء الداعشين والتكفيريين بغرض تنوير عقولهم، أمر شكلي هدفه إضفاء الشرعية على الإفراج على بعض السجناء الأيام القادمة بحُجة إستجابتهم لعلماء الدين.

وقال الباحث في الجماعات الإسلامية لـ"العربية نيوز"، إن أول فكر تتبناه تلك الجماعات هو إسقاط المجتمع والأهل وعلماء الدين وغيرهم، ولن يقتنعوا إلا بفتاوي شيخ الجماعة، بالتالي فإنهم لن يستجيبوا لرجال الدين وهم في نظرهم رجال السلطة والسيسي ومرتدين، موضحا أن هذه محولات إنما لإثارة الجدل وقضايا تطرح لطاولة النقاشات، ولن يتغير شئ في الواقع حتى لو أحدثت تغيرًا طفيفًا.

وأضاف " فرغلي"، أنه لا توجد لغة حوار داخل السجون، لأنها بيئة مُحبطة ومغلقة وغير صحية، منوهًا أن استراتيجية مواجهة الفكر التكفيري، لن تفلح وقد إعتمدتها الدولة في التسعينات وأظهر بعض هؤلاء إقتناعهم التام ووقعوا على إقرار التوبة وخرجوا لتحدث أكبر عملية إرهابية بنجح حمادي.

وتابع: "من الطبيعي أن يبدي هؤلاء التكفيريين مظاهر العدول عن أفكارهم والإستجابة لدعوات التنوير بهدف الإفراج عنهم فقط"، موضحًا أن قرار الإفراج بيد الظابط المسئول عن الملف الأمني وتقريرة، فسواء إستجابوا أم لا.