مصر فى مفترق الطرق بين التقارب الروسي والتودد السعودي.. إختلاف التوجهات حول الأزمة السورية يحرج القاهرة.. ومندوب المملكة لدى مجلس الأمن: الموقف المصري مؤلمًا
منذ اندلاع الثورة في سوريا وتحويلها إلى ثورة مسلحة في مواجهة النظام، وتسعى مصر أن يكون موقفها متوازن يهدف إلى حل الصراع في سوريا ووقف نزيف الشعب السوري، لكن الوضع في سوريا خلال السنوات الماضية والمستمر حتى الآن لا يدل على أن الأزمة ستُحل بطرق سلميه توافقيه، فكثيرًا ما فشل المفاوضات والمبادرت التى دعت لحل الأزمة السورية ووقف إطلاق النار.
ويقف الخلاف بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا عائق وسد منيع لحل القضية السورية، حتى باتت مصر علاقتها الخارجية مشتته ومهدده فى بعض الاحيان نتيجة التشعب فى العلاقات بسبب الحرب فى سوريا، وتعقيد الامور فى الشرق الأوسط، فالقوى الدوليه تنقسم الى فريقين لحل الخلاف السوري ويجب على مصر أن تتحسس موقفها خطوه بعد الآخرى.
اجتمع مجلس الأمن الآخير
فى اجتماع مجلس الأمن الأخير لمناقشة بعض القرارات الخاصة بسوريا، كان من ضمنهم المقترح الروسي، وآخر فرنسي، لكن هذا الاجتماع انتهى بدون أي جدوى حيث تم رفض الاقتراحين، لكن طرق هذين الاقتراحين بعض الخلافات الدولية خاصة مع مصر نتيجه موقفها من الاقتراح الروسي.
وكان الاقتراح الروسي يدعو إلى الاسترشاد بالاتفاق الأمريكي الروسي لإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، ويحث على وقف إطلاق النار والأعال الإجرامية، بجانب فصل قوات العارض السورية المعتدله عن الجماعات الإرهابية ومن بينهم "جبهة فتح الشام".
حق الفيتو
لكن المشروع الروسي تم رفضه بعد موافقة "روسيا والصين ومصر وفنزويلا" عليه، فحين تم رفضه من قبل 9 أعضاء من مجلس الأمن، فرفض المشروع بشكل كامل سبب عدم حصوله على العدد المطلوب من الأصوات.
وعلي الجانب الآخر، استخدمت روسيا حق النقض "الفيتو" ضد مشروع القرار الفرنسي الذي طالب بنهاية فورية للضربات الجوية وطلعات الطائرات الحربية فوق مدينة حلب السورية، ومن جانبها قامت مصر أيضًا بالتصويت لصالح هذا القرار مع 10 دول أخري.
رفضنا التلاعب بمصير العرب
ومن جانبه أكد مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة عمرو عبداللطيف أبوالعطا أن تصويت مصر على مشروعى قرارى روسيا وفرنسا حول سوريا، ليس به أى تناقض، فتصويتنا لصالحهما لم يكن يستهدف سوى التعبير عن موقف مصر التى ضاقت ذرعًا من التلاعب بمصير الشعوب العربية بين القوى المؤثرة فى الصراعات بالمنطقة.
وأوضح أبوالعطا أن مصر صوتت بناء على محتوى القرارات وليس من منطق المزايدات السياسية التى أصبحت تعوق مجلس الأمن، وأشار إلى أن السبب الرئيسى فى فشل المشروعين يعود للخلافات بين الدول دائمة العضوية فى المجلس، لافتًا إلى أن مصر صوتت لصالح تلك العناصر التى تتلخص فى وقف استهداف المدنيين السوريين، وإعطاء الأولوية لوقف العدائيات فى حلب، والحث على استئناف العملية السياسية والمفاوضات حول المرحلة الانتقالية.
النقض السعوي
لكن السعودية انتقضت مصر بشده بعد موافقتها على المشروع الروسي، نظرًا كون السعودية تقف ضد كل قرارات الرئيس السوري بشار الأسد وتوجهات روسيا فى المنطقة العربية، وكانت تريد أن يكون موقف مصر مماثلا لموقفها.
فأكد عبد الله المُعلمي المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة، ان موقف مصر من الاقتراح الروسي كان مؤلمًا، خاصه وأن الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى الموقف التوافقي العربي من موقف المندوب العربي المصري.
تناقد الدبلوماسية المصرية
بيتما قال الكاتب السعودي المقرب من القيادة الحاكمة في المملكة السعودية، جمال خاشقجي، عبر حسابه الشخصي على تويتر إن "الدبلوماسية المصرية غريبة، صوتت مع مشروع قرار فرنسي بمجلس الأمن يفرض حظر طيران فوق حلب ثم صوتت لمشروع روسي يناقضه خلال أقل من ساعة".
وأضاف في تغريدة ثانية: "مصر تحتاج لمَن يذكرها أنها تمثل العرب في مجلس الأمن".