مصر تحتفل بـ 150 عام برلمان .."السيسي": مجلس النواب يعكس روح الحياة الحزبية .. "عبدالعال" يطالب بإعادة النظر في تعريف الإرهاب .. "الجروان": القاهرة علمت العالم الاستقرار الأمني
شهدت مدينة شرم الشيخ مراسم احتفال مرور 150 عاما على إنشاء البرلمان المصري، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس البرلمان الدكتور علي عبدالعال.
كما شارك في الاحتفالية 19 رئيس برلمان ومنظمة برلمانية دولية، بالإضافة إلى 15 وفدًا برلمانيًا، وعدد من كبار الشخصيات البرلمانية على مستوى العالم.
* مرآة الدولة
ألقى الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمة بهذه المناسبة، استهلها بتقديم العزاء في النائبة أميرة رفعت، التي وافتها المنية صباح اليوم إثر حادث أليم، مؤكدًا على أن تاريخ الحياة النيابية في مصر عبر العقود الماضية مرآة للوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد، مؤكدًا أن البرلمان المصري مر بتحولات كبيرة منذ نشأته في منتصف القرن التاسع عشر حتى وقتنا الحاضر، فبينما بدأ "مجلس شورى النواب" بـ 76 عضوًا للمداولة فقط في المنافع الداخلية والتصورات التي تراها الحكومة وعرضها على الخديوي، مشيرًا إلى أن مجلس النواب الحالي يتكون من 596 عضوًا، وكفل له دستور 2014 سلطات وصلاحيات واسعة وغير مسبوقة، حيث يقوم بأربع وظائف رئيسية تتمثل في ممارسة سلطة التشريع، وإقرار السياسة العامة للدولة، وإقرار الخطة العامة للتنمية، والرقابة على أعمال السلطة التنفيذية، وهي أمور تجعلنا كلنا نفخر بما أنجزه الشعب المصري خلال قرن ونصف من الزمان.
كما أن الحياة النيابية في مصر، شأنها شأن كافة بلدان العالم، تعكس روح الحياة الحزبية فيها بصورة توضح بجلاء مدى تطور ونضج تجربتها السياسية، فعندما بدأ "مجلس شورى النواب" عام 1866 بتمثيل العُمد والأعيان فقط، وكان تنظيمه الداخلي يتكون من خمسة أقلام، أي لجان، نجد الآن أن مجلس النواب يضم ممثلين عن تسعة عشر حزبًا سياسيًا إلى جانب أعضائه المستقلين، ويتكون تنظيمه الداخلي من خمسة وعشرين لجنة، وهو ما يعكس التطور الذي شهدته الحياة النيابية في مصر، بالإضافة إلى حجم المسؤوليات الملقاة على مجلس النواب الموقر.
* حياة برلمانية جديدة
وأضاف الرئيس أن مصر سطرت مصر في العام الماضي مرحلة جديدة هامة في حياتها النيابية بانتخاب البرلمان الأوسع تمثيلًا في تاريخها سواء من حيث العدد أو تمثيل مختلف فئات الشعب وأطيافه، إذ وصلت نسبة تمثيل الشباب في مجلس النواب الحالي إلى ما يزيد عن 40%، كما يتم تمثيل المرأة بـ 90 نائبة، فضلًا عن تمثيل المصريين في الخارج وذوى الاحتياجات الخاصة لأول مرة في تاريخ الحياة النيابية في مصر، ويأتي ذلك كله بهدف ضمان مشاركة جميع أطياف وفئات المجتمع المصري في عملية صنع القرار تحقيقًا لتطلعاتهم نحو ترسيخ مرحلة جديدة في الحياة السياسية المصرية.
* مصر لم تغفل
من جانبه، أكد الدكتور علي عبدالعال رئيس البرلمان، أن مصر أعادت بناء الدولة المدنية الحديثة وبالرغم من تعرضها لتحديات خارجية كان من الممكن أن تشيع الفوضى في البلاد، لافتًا إلى أن هذا لم يدفع مصر إلى اتخاذ أي تدابير استثنائية، ولن يجعلها غافله عن الدور الدولي والإقليمي.
وأكد "عبد العال" في فعاليات الاحتفال بمرور 150 عاما على البرلمان المصري، أن الاستقرار هو ثمرة التنمية فعلينا تنفيذها وضمان تنفيذ التشريعات التي تضمن تحقيق هذا، مشيرًا إلى أن الإرهاب أكبر ظاهرة تواجه التنمية المستدامة فأصبح خطر يهدد أمن واستقرار الجميع، فلابد أن نعيد النظر في تعريف الإرهاب وتوحيد الأساليب القانونية لمواجهته بما يحفظ ضرورة المواجه ومتطلبات الدولة القانونية.
وأضاف رئيس البرلمان، أن مجلس النواب المصري يجب أن يكون دومًا حاميا للدستور والقانون مفعلا لصلاحياته التشريعية والرقابية، كما يجب أن يكون داعيا للحريات والحقوق، متعهدا برفض كل أشكال التمييز الديني، بجانب الفصل بين السلطات الثلاثة، القضائية والتشريعية والتنفيذية.
وطالب "عبد العال" بحل مشكلة الديون التي تضعف الدول النامية وتعطل أملها في الحياة الكريمة، رافضّا السماح لدول بعينها امتلاك إصدار قرارات تتحكم في حرية الشعوب والدول، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول والتوقف عن سياسة التحريض.
* مصر علمت العالم
ومن جهته، قال أحمد بن محمد الجروان، رئيس البرلمان العربي، إن مصر ضربت أروع الأمثلة في التفاني والعمل الجاد خلال الفترة الماضية، لافتًا إلى أن التجربة المصرية يقتضى بها في تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي.
وأضاف "الجروان" خلال احتفالية النواب بمرور 150 عاما، أن البرلمان العربي يشهد بالتجربة المصرية العربية، مشيدا بدور القوات المسلحة والشرطة في تحقيق الأمن والاستقرار.
* الحياة النيابية المصرية ملك القارة السمراء
كما أكد روجيه انكودو دانج رئيس البرلمان الإفريقي، إن مرور 150 عاما على الحياة النيابية فى مصر ليس ملك المصريين فقط بل ملك القارة الإفريقية كلها، وكل الشعوب والأديان التي طردت من أرضها لجأت إلى مصر.
وأضاف رئيس البرلمان الأفريقي، خلال احتفالية مصر بمرور 150 عاما على بدء الحياة النيابية في مصر، أن الإنجيل يحكى مشاهد من مصر تؤكد أنها أرض الله، فمصر هي أرض تحقيق المستحيل وخير دليل اجتماعانا اليوم.