"نافخ الكير".. تحذيرات سفارة الولايات المتحدة لرعاياها بالقاهرة تشعل الاوضاع.. الحلفاء يسيرون على نهج "العم سام".. "الخارجية" تعلن إنزعاجها.. وخبراء: تضر بالسياحة والاستثمار
وجهت مؤخرًا الولايات المتحدة تحذيرات صارمة لرعاياها داخل مصر، حيث طالبتهم بتجنب التواجد وسط التجمعات الكبيرة والأماكن العامة، مثل قاعات الحفلات الموسيقية ودور السينما والمتاحف ومراكز التسوق، والملاعب الرياضية، غدًا الأحد 9 أكتوبر.
ونصحت السفارة الأمريكية لدي مصر المواطنين الأمريكيين بالحفاظ على وثائق سفر صالحة، والتسجيل من خلال وزارة الخارجية أو السفارة الأمريكية بالقاهرة من خلال موقع برنامج التسجيل الذكي للمواطن الأمريكي المسافر أو المقيم، والبقاء في حالة تأهب وحذر لمحيطهم في جميع الأوقات بمصر، وناشدتهم بمتابعة الحساب الرسمي للسفارة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وصفحة مكتب الشئون القنصلية على "فيسبوك".
وعلى غرار الولايات المتحدة سارت كندا هى الأخري، حيث حذرت سفارتها بالقاهرة، رعاياها من التجمع في الأماكن العامة، غدًا الأحد، بسبب مخاوف أمنية محتملة، الأمر نفسه اتبعته السفارة البريطانية صباح اليوم، وقامت بتحذير مواطنيها من التجمعات الكبرى في 9 أكتوبر.
"رد الخارجية المصرية"
وعلى خلفية ذلك انزعجت وزارة الخارجية المصرية، مؤكدة أن السفارة الأمريكية لم تنسق معها أو تخطر أية جهة مصرية رسمية أخرى بأسباب إصدار هذا البيان، أو طبيعة التهديدات الأمنية المشار إليها، الأمر الذى يثير علامات استفهام حول أسباب إصدار البيان بهذا الأسلوب.
واجرت "الخارجية" اتصالًا مباشرًا بالسفارة الأمريكية بالقاهرة حيث نفت السفارة وجود أية أسباب محددة أو تهديدات أمنية معينة وراء إصدار البيان، وقالت إنه "إجراء روتيني احترازى"، يتم القيام به خلال فترات العطلات الممتدة التي تزداد فيها تجمعات المواطنين فى الأماكن العامة، الأمر الذى يقتضى إصدار مثل تلك التوجيهات الاحترازية.
واستنكرت وزارة الخارجية خلال الاتصال إصدار مثل تلك البيانات غير المبررة التي يمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية، لاسيما ما قد ينتج عنها من أضرار اقتصادية، ودعت كافة السفارات الأجنبية فى مصر إلى توخى الحذر من إصدار بيانات غير مبررة أو مفهومة أسبابها.
"تصرف خبيث"
ويقول اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، لـ"العربية نيوز"، إن تحذيرات الولايات المتحدة الامريكية وكندا وانجلترا لرعاياهم بعدم الذهاب إلى مصر يهدف إلى زعزعة الإستقرار الأمني وضرب الاقتصاد المصري، واصفه بالتصرف الخبيث.
وأضاف "سالم"، أن تصريحات السفارة الأمريكية والبريطانية جاءت فى ذلك الوقت لإصابة رعاياهم بالقلق الذاتي خاصة وأن النشاط السياحي فى مصر بدأ يستعيد انفاسه، موضحًا أن تلك التحذيرات جاءت تحسبًا لأى ظرف طارئ وفى النهاية الضرر الوحيد الذي سيقع سيلحق بمصر.
وشدد "رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق"، على وجود رد فعل من قبل وزارة الخارجية والتصدى لمثل هذه التحذيرات التي لا داعٍ لها، قائلًا: "أحنا ليه ندفن راسنا فى التراب".
"مؤشر لحدوث عمليات إرهابية"
ومن جانبه قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لـ"العربية نيوز"، إن سفارة الولايات المتحدة بالقاهرة قد تكون لديها معلومات بحدوث علميات إرهابية داخل مصر يوم 9 أكتوبر، وهذا ما دفعها لتحذير رعاياها فى مصر.
وأضاف "نافعة"، أن إعلان السفارات الأجنبية فى مصر هذا التحذير على مواقعها الالكترونية دون التشاور المسبق مع الخارجية المصرية قد يؤثر على الاستثمار والسياحة، نتيجة البلبة حول استقرار الوضع الأمني فى مصر.
وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن غياب الشفافية فى السياسات المصرية يؤدى الى ارتباك الحالة المصرية، موضحًا أن لا علاج وخروج من الأزمة الراهنة فى مصر إلا بمزيد من الشفافية ومواجهة الامور بمصداقية.
وشدد على مصارحة الدولة للشعب عما إذا كان هناك عمليات إرهابية بالإضافة إلى التعاون مع المجتمع الدولي فى حل الأزمة.
"مؤيدي أمريكا سيسيرون على نهجها"
وأشار الدكتور سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في تصريحات لـ"العربية نيوز، الي أن تحذير أمريكا لرعاياها فى مصر ما هو إلا لفرض حالة من الخوف علينا، مشيرًا إلى أن على الرغم من وجود علاقات استراتيجية بيننا وبين الولايات المتحدة إلا أنها تحاول إحاث عدم استقرار حتي تنتهي مدة فترة حكم اوباما باحداث قلاقل فى مصر.
وأوضح "اللاوندي"، أن هذه الدول تحاول أن تفرض علينا حروبًا وأزمات بعينها لا وجود لها على الأرض حيث أن مصر أكثر امنًا وامانًا إذا ما قُرنت بدول أخري، مضيفًا أن هناك مؤشرات لأن تسير دول أخري على غرار الولايات المتحدة الأمريكية كما فعلت كندا وبريطانيا.
وأشار "أستاذ العلاقات الدولية"، إلى أن الإعتماد الكلي فى مثل تلك الأزمات يرجع إلى وعي الشعب المصري الذي لن ينجرف وراء تلك الأكاذيب.
"الأمن مستتب"
ومن جانبه أكد اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الأسبق، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" إن رجال الداخلية الحاليين يقوموا بعملهم علي أكمل وجه من خلال الكشف والمنع، موضحا أن الفترة الأخيرة أثبتت نجاح رصد المعلومات والكمائن واللجان الإرهابية.
وأضاف "نور الدين" أن تصريحات السفارات الثلاثة، بريطانية أمريكا وكندا تعكس أهدافهم التي يمولوها، فإن كان يمتلكون معلومات لماذا لا يعلنوها علي الملأ أو لأجهزة الأمن المصرية، مؤكدًا أن هدفهم هو إثارة البلبلة وضرب مراكز الاستثمار المصري بقوة وتعطيل السياحة المصرية وتشويه صور نجاحنا في مواجهة الإرهاب.
وأكد مساعد وزير الداخلية الأسبق أن جميع إجراءات الأمن جيدة جدا للغاية وأن حالة الطواريء مرفوعة باستمرار، موضحًا أنه لا يري أي قلق يتوقع، وأن الأمن مستتب.
"مخطط
إخواني"
علق الكاتب الصحفى مصطفى بكرى على هذه التحذيرات
قائلًا: "ردا علي البيانات الصادرة من عدد من السفارات الغربية في مصر منها
سفارتي الولايات المتحده وكندا والتي تحذران فيها رعايا بلديهما من أعمال إرهابية
يوم الأحد ٩ اكتوبر، الواضح أن السفارتين تستندان إلي معلومات إخوانية عن
استعدادهما للقيام بعدد من الأعمال الإرهابية يوم ٩ اكتوبر بشرم الشيخ في ظل وجود
أكبر حشد برلماني يشارك في هذه الاحتفالية، والحيلولة دون عودة السياحة التي شهدت
بدايات مشجعة خلال الأيام الماضية".
وأضاف خلال تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي
"فيس بوك": "من الواضح أن دور هذه السفارات ليس بريئا وإنما يخدم
مخطط الإخوان بشكل مباشر، قوات الأمن يقظة وشعب مصر واع بهذه المؤامرات وسيجهضها
قبل أن ترى النور".