عاجل
الأربعاء 25 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"عيون الصقور بديار العدو".. قصص وطنية تثبت براعة الفراعنة بـ"دنيا التجسس".. إسرائيل تعترف بقدرات المصريين في تجنيد "كاوتشوك".. و"الهجان" بطل قومي رغم أنفهم

 جمعة الشوان و رأفت
جمعة الشوان و رأفت الهجان

التجسس حيلة تلجأ إليها الدول عن طريق مخابراتها لتحقيق مصالحها عن طريق جمع المعلومات الخاصة بالدول المعادية، وتهدف من خلالها إلى الحصول على أكبر قدر من المعلومات السرية التي تمكنها من اتخاذ قرارات وسياسات تحقق لها أعظم منفعة وأقل خسارة في مواجهة هذه الدول.

وهناك شخصيات مصرية حُفر وفائها لأوطنها فى التاريخ، حيث رموا أرواحهم بمرمى الخطر لا يخافون أو يهابون شيئًا سوى التلاعب بالعدو واستنزافه ومساعدة المخابرات المصرية فى تحقيق النصر.


السويسي جمعة الشوان
العميل المصري جمعة الشوان، واسمه الحقيقي أحمد محمد عبدالرحمن الهوان، ولد بمدينة السويس عام 1937، واضطر إلى الهجرة منها مع أسرته إلى القاهرة، عقب هزيمة يونيو 1967 ضمن عمليات التهجير التي شملت مدن القناة لظروف الحرب والقصف الجوي الإسرائيلي، وحاول العمل في القاهرة، ولكن وجد صعوبة، فاضطر إلى السفر لليونان.

وبتخطيط من الموساد الإسرائيلي تعرفت عليه جاسوسة إسرائيلية اسمها "جوجو" أسلمت فيما بعد، وعاشت في القاهرة أغرته بحبها وطلبته للعمل بشركة والدها إلى أن قام الموساد بتجنيده مقابل 5000 جنيه إسترليني شهريا و100 جنيه عن كل رسالة يرسلها بالحبر السري.

وعند عودة "الشوان" إلى مصر طلب مقابلة الرئيس عبدالناصر، فقابله في منزله بمنشية البكري، حيث سلمه المبالغ التي حصل عليها من "الموساد"، وأرسله الرئيس عبدالناصر إلى المخابرات المصرية، حيث تم تجنيده عميلا لمصر داخل إسرائيل، ونجح في إمداد مصر بالعديد من المعلومات المهمة التي ساعدت في تحقيق انتصار 1973.

ومن أهم أعماله البطولية حصوله لمصر على أصغر جهاز إرسال تم اختراعه في ذلك الوقت، والذي كانت إسرائيل تمتلكه وتهدف من وراء امتلاكه إلى استخدامه في نقل المعلومات السرية عن مصر لخدمة أهدافها.

رأفت الهجان.. بطل مصري رغن أنف اليهود
العميل المصري رأفت الهجان، واسمه الحقيقي رفعت علي سليمان الجمال، واسمه المقيد في السجلات الإسرائيلية "جاك بيتون".

ولد في دمياط في 1 يوليو 1927، لأب تاجر فحم، وأم ربة منزل، من أسرة مرموقة، وشقيقين هما لبيب ونزيهة، بالإضافة إلى أخ غير شقيق يُدعى سامي، ثم انتقلت أسرته للقاهرة عام 1936، بعد وفاة والده، حيث التحق بمدرسة التجارة، وأتقن الإنجليزية والفرنسية، وتخرج في عام 1946، وتنقل بين وظائف مختلفة، وسافر لأكثر من مكان.

جندته المخابرات المصرية للعمل لصالحها داخل إسرائيل عام 1956، ونجح في مد مصر بالكثير من المعلومات الحساسة طوال فترة تجنيده، ومنها موعد الحرب الإسرائيلية على مصر في يونيو عام 1967، وكذلك أمد المخابرات المصرية بأدق التفاصيل عن خط بارليف الإسرائيلي، قبيل حرب 1973، وأسس شركة سياحية داخل إسرائيل سميت" سي تورز"، ولم يستطع أن يكشفه أحد.

إلا أن الجانب الإسرائيلي أشاع أنه كان "عميلًا مزدوجًا" جنده جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك"، بعد أن اكتشف أمره، وأن قصته كانت إحدى قصص الخداع الإسرائيلي لمصر خلال فترة ما قبل حرب يونيو.

وتوفي في 30 يناير 1982.

"تصفية مصطفى حافظ" 
ولد مصطفى حافظ في قرية كفرة أبوالنجا التابعة لبندر طنطا محافظة الغربية عام 1920، تخرج من الكلية الحربية، وكان من المتفوقين فى 1940، ثم انتقل للعيش في مدينة الإسكندرية التي تحمل أحد ميادينها اسمه حاليًا، وكان مسؤولًا عن تدريب الفدائيين وإرسالهم داخل إسرائيل، وكذلك عن تجنيد العملاء لمعرفة ما يجري بين صفوف العدو ووراء خطوطه، وأصبح الرجل الأقوى في غزة، التي كانت تابعة للإدارة المصرية، بعد تقسيم فلسطين في عام 1947.

وفي أكتوبر 1948 عين مصطفى حافظ حاكمًا لرفح، ثم سافر إلى غزة في أواخر عام 1951 حيث تولى بنفسه عملية تدريب الفدائيين الذين دخلوا إلى قلب إسرائيل، ورغم السنوات الطويلة التي قضاها في محاربة الإسرائيليين فإنه لم يستطع أحد في أجهزة المخابرات الإسرائيلية أن يلتقط له صورة. 

واغتيل عام 1956 على يد المخابرات الإسرائيلية عن طريق إرسال طرد مفخخ نقله عميل مزدوج.


"أخطر جاسوس"
إسحق كاوتشوك هو مصري من أصل أرميني، ولد أوائل الأربعينيات، حصل على الابتدائية بتفوق، ثم البكالوريا، وبات على أبواب الجامعة.

وفى عيد ميلاده العشرين، توفى والده، وتحمل عبء إعالة أمه الفقيرة، فقرر الشاب الوسيم "كابورك" تحويل هوايته إلى مهنة واحتراف، فاحتضن كاميرته وتجول فى الحدائق يلتقط الصور للعشاق، وأبناء الطبقة الوسطى، كان العمل شاقًا، والرزق شحيحًا، عانى ماديًا، فتورط فى عمليات نصب ووجد نفسه يقضى عقوبة ثلاثة أشهر حبسا فى أحد السجون المصرية.

وفى ديسمبر 1959، وبعد مُضى ثلاثين يوما فى السجن، طرق باب زنزانته الانفرادية رجل أربعينى، يعرض عليه صفقة أن يأمنوا مستقبل أسرته مقابل العمل لصالح المخابرات العامة المصرية حيث وافق فورا، وبلا تردد.

واستغرق إعداد "كاوتشوك" عامًا كاملًا، فى منزل آمن بالقاهرة، حيث دربه الخبراء على أساليب العمل السرى، والتخلص من المراقبة، واستعمال الحبر السرى، وتصغير الصور، وجمع المعلومات.

تعامل مع المخابرات المصرية ومدهم بالمعلومات، إلا أنه سقط في شباك أجهزة الأمن الاسرائيلية التي تحكمها الهواجس وضباط الشاباك والموساد.

وتمت محاكمة "كاوتشوك" فى المحكمة المركزية بالقدس. 

وأشار النائب العام الإسرائيلى خلال المحاكمة، إلى الأسلوب المتطور الذى اتبعه المصريون فى تشغيل وزرع "كاوتشوك"، وأضاف أن الأضرار التى ألحقها يعقوبيان بإسرائيل تنطوى على خطورة بالغة جدًا، ولذلك طالب بتوقيع أقصى عقوبة ممكنة، وحكم عليه بـ18 عامًا ولكنه لم يبق فى السجن طويلًا تم تسليمه للسلطات المصرية وفى المقابل تسلمت "إسرائيل" ثلاثة من اليهود اجتازوا الحدود المصرية عن طريق الخطأ.