"المصريون جاهزون للإنفجار".. التجار يستغلون غفلة الحكومة وينهشون جيوب البسطاء.. قدرات الدولة على المحك وأمن الوطن في خطر.. وأيادٍ خبيثة تدفع باتجاه ثورة ثالثة
تحاصر الأزمات واحدة تلو الأخرى الشعب المصرى، فبعد أن حاول المواطنون أن يتأقلموا مع غلاء الأسعار المستمر والذى ضرب جميع السلع الاستهلاكية، فوجئوا بإطلالة أزمات جديدة وهى عدم وجود السلع من الأساس، ليقع المواطن المصرى البسيط الذى لا يريد سوى العيش فى حياة كريمة ضحية لجشع التجار الذين يستغلوا "غفلة الحكومة"، لينهشوا "جيوب البسطاء".
ويرى عدد من خبراء السياسة والاقتصاد أن تلك الأزمات المتكررة من غلاء للأسعار ونقص للسلع، لم يصمت عنها الشعب كثيرا لأن المصريون أصبح جاهز للانفجار في أى لحظة نتيجة لما يتعرضوا له من ضغوطات لا يعلم سببها ولا أحد يفسرها لهم، ولا تستطيع مبادرات خفض الأسعار التى أطلقت مؤخرًا أن تسيطر على الأزمة لوقت طويل ليصبح الأمن القومي لمصر في خطر والمنقذ الوحيد هو الحكومة.
"الخطر يحاصر الوطن"
فى البداية يقول الدكتور حسن وجيه، خبير التفاوض الدولي، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، إن غلاء الأسعار المستمر ناتج عن جشع التجار وعدم الرقابة الجيده على الاسواق، لافتًا إلى أن الأزمات التى تصيب المجتمعات بالتأكيد تهدد أمنها القومي، لكن الشعب قادر على حماية أمن وسلامة مصر.
وأوضح "وجيه" أن مبادرات خفض الأسعار لها دور أساسي فى تهدئة الوضع فى الشارع المصرى، وتساعد على إيجاد حلول للأزمة، وأن تلك المبادرات قادرة أن تنهى تلك الأزمة من أساسها وفى وقت قصير.
وأضاف خبير التفاوض الدولى، أن عدم قدرة الحكومة على حل المشاكل والازمات التى تواجه المواطنين سيكون له خطوره كبيرة فى الفترة المقبلة، مطالبًا جميع أفراد الشعب والمؤسسات الحكومية بضرورة التعاون لان الجميع يعيش فى بلد واحد ولابد أن يمر بسلام من أزماته.
"ثورة ثالثة"
ومن جانبه أوضح الدكتور محمد حسين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لـ "العربية نيوز"، إن نقص السلع التموينية وزيادة الأسعار بكل تأكيد يهدد الأمن القومي للدولة، خاصة أنه لا يوجد أي محاولات من قبل المجموعة الاقتصادية لشرح الأزمة التي تمر بها مصر.
وأكد "حسين "، أن الحكومة غير مُدركة بشكل كافي للنتائج المُترتبة عن محاصرة المواطن المصري بغلاء الأسعار ونقص السلع، لافتًا إلى أنه يوجد أيادي خفية تريد أن تضع الحكومة في مأزق ولكن هذا لا ينفي خطأ الحكومة لأنها لا تحاول أن تجد حلول للأزمة.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن مبادرات خفض الأسعار قادرة أن تهدئ الشارع المصري ولكن ليس لمدة طويلة، لأن الدور الأساسي لحل هذه الأزمة هو للمسئولين والخبراء الاقتصاديين، وهذا الدور يكاد يكون معدوما.
واختتم، أن إهمال حكومة المهندس شريف إسماعيل عن حل الأزمات، ينذر باندلاع ثورة ثالثة.
"البسطاء يدفعون الثمن"
وفى سياق متصل قال حسن هيكل، الخبير الاقتصادى، لـ"العربية نيوز" إن زيادة الأزمات الاقتصادية فى الفترة الآخيرة أدت إلى حرمان بعض المواطنين من العيش حياة كريمة، لافتًا إلى أن مشاكل غلاء الأسعار ونقص السلع كان سببًا رئيسًا فى عزل الرئيس السابق محمد مرسى، مؤكدًا أن نقص السلع كالزيت والسكر والأرز أزمات مفتعلة من قبل التجار للعصف بالحكومة، لكن يجب أن تكون الجهات الحكومية على مسؤلية أكبر.
وأضاف الخبير الاقتصادى، أن المواطن المصرى البسيط هو الذى يدفع ثمن جشع التجار وإهمال الحكومة، مؤكدًا أنه يجب على الحكومة أن تفيق قبل فوات الأوان، وتتدخل للتخلص الأزمات الاقتصادية التى تواجه المواطنين بشكل يومي، وتوفر بنفسها كل مايحتاجه المواطن المصرى من سلع تموينية، لافتًا إلى أن هذه الأزمات يمكن أن تتسبب في انهيار الدولة.