عاجل
السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"أم الرشراش"همزة الوصل بين الشرق والغرب.. أرض مصرية تدنسها أقدام بني صهيون.. الموقع الإستراتيجي شريان الحياة لإسرائيل.. وخبير: العدو لن يفرط فيها بسهولة

نيوز 24

"أم الرشراش" همزة الوصل بين المشرق والمغرب العربي، موقع إستراتيجي مهم تقلص المسافات بين الدول العربية، لاتقل أهميتها لإسرائيل عن أهميتها لمصر حيث إغتصبها العدو الصهيونى وظلت تحت أنيابه حتى الأن.

"موقع إستراتيجي"
تبلغ مساحة "أم الرشراش" 1500 متر مربع وتعد منطقة حدودية بين مصر وفلسطين، أما عن أهميتها الاستراتيجية، فقد سعى المحتلون من قديم الزمان لإحتلالها، وكانت أول مرة على أيدى "الصليبين"، حيث حاولوا سرقتها مرتين وتصدى لهم فى الأولى القائد صلاح الدين الأيوبى أما عن المرة الثانية طردهم منها الظاهر بيبرس.

وانتقلت "أم الرشراش" الي الحكم المصرى حتى نهاية القرن التاسع عشر، ثَم احتلتها القوى العثمانية وعادت بفرمان عثمانى بعد ذلك ملكيتها لمصر.

وبعد حرب فلسطين 1948 كان يمكث بها فيما يقرب من 350 فردًا من جنود وضباط الشرطة المصرية حتى مارس 1949 عندما هاجمتها إحدى العصابات العسكرية الصهيونية مستغلة في ذلك انسحاب الحامية الأردنية وقتلت كل من فيها واحتلتها غدرًا، وكانت القوات المصرية ملتزمة حينها بعدم إطلاق النار بحسب اتفاقية الهدنة بين مصر وإسرائيل عام 1948، ولم تطلق الشرطة المصرية طلقة واحدة، أما اليهود فقد كسروا الاتفاقية وقاموا بمذبحة قتل فيها جميع أفراد الشرطة المصرية واحتلوا أم الرشراش وحولوها إلى ميناء إيلات في 1952.

"سبب التسمية"
وتعود تسمية المنطقة "أم الرشراش" نسبة إلى إحدى القبائل العربية التي كانت تقيم بها، كما تشير دراسات مصرية إلي أن قرية أم الرشراش كانت تدعى في الماضي "قرية الحجاج" حيث كان الحجاج المصريون المتجهون إلى الجزيرة العربية يستريحون فيها.

وتعد "أم الرشراش" هي شريان الحياة لإسرائيل ولولا استيلاء الكيان الصهيوني عليها، ما كان لهذا الكيان وجود على البحر الأحمر.

"محاولات استردادها"
تأسست قبل 20 عامًا "الجبهة الشعبية المصرية لاستعادة أم الرشراش" وتضم باحثين وحقوقيين وأساتذة قانون دولي وصحفيين وجغرافيين وجميعهم يؤكدون مصرية "أم الرشراش".

كما تمنى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر استردادها، ورفض استبدالها بكوبري يمر فوق أم الرشراش ويربط بين المشرق والمغرب العربي، وبالتالي يسقط حق مصر في المطالبة بعودتها، قائلا: "كيف نستبدل أرضنا بكوبري ممكن أن تنسفه إسرائيل في أي وقت ولأي سبب".

وخلال عهد الرئيس السادات ورغم تمنيه استرداد "أم الرشراش" إلا أن استرداد طابا كانت له الأولوية، حيث أعطى الأخيرة جُل اهتمامه باعتبارها أهم وأكبر، ومع ذلك أدرجت "أم الرشراش" ضمن ملف التحكيم الدولي الذي رفعته مصر بشأن طابا.

أما عن الرئيس الأسبق حسني مبارك فلم يتطرق إلى قضية "أم الرشراش" كثيرًا، نظرا لطبيعة العلاقات والمصالح مع أمريكا التي كانت تحاول وأد أي محاولات لفتح هذا الملف الشائك عن طريق سفارتها في القاهرة، ومع ذلك ذكرت "أم الرشراش" في عدة مناسبات، ولكن على استحياء من الرئيس الأسبق عندما أعلن - كما ورد بجريدة العربي - في عام 1996 أن "أم الرشراش" مصرية، كما جاء على لسانه في برنامج "صباح الخير يا مصر" بمناسبة أعياد تحرير سيناء عام 1997.

ويؤكد الكثير من السياسيين والخبراء العسكريين والاستراتيجيين أن "أم الرشراش" هي أرض مصرية، ومن هؤلاء اللواء صلاح سليم، أحد أبطال حرب أكتوبر ومدير أحد مراكز الأبحاث القومية الاستراتيجية في مصر، حيث قال في إحدى الندوات: "إن هناك أرضا مصرية ما زالت محتلة وهى منطقة أو قرية تسمى "أم الرشراش"، والتي أصبح اسمها فيما بعد وفى غفلة منا أو من الزمان" إيلات".

وذكر "سليم" عددًا من الأدلة التاريخية التي تؤكد على أن إيلات مصرية منها وجود استراحة للملك فاروق بها وقلعة السلطان الغور.

"أبو الغيط باع الارض"
لا يمكن أن ننسى عندما أعلن وزير الخارجية الأسبق احمد أبو الغيط، في عام 2008، أن قرية "أم الرشراش" ليست أرضًا مصرية، وفقًا لاتفاقيتي عامي 1906 و1922، مشيرًا إلى أنها كانت ضمن الأراضي المعطاة للدولة الفلسطينية، وفقًا لقرار الأمم المتحدة 181 في نوفمبر عام 1947.

وأوضح "أبو الغيط" أن إسرائيل دخلت إلى هذه القرية بالعدوان على حقوق الفلسطينيين وكل ما يثار من مطالب مصرية في هذا الشأن هدفها إثارة المشاكل بين مصر وإسرائيل.

"مصرية"
ومن جانبه نوه اللواء عبدالرافع درويش، الخبير اﻻستراتيجي والعسكري، بأن فى الذكرى الـ43 لحرب أكتوبر لا يمكن أن نطوى من ذاكرتنا أو ننسى أن هناك أراضى مصرية لا تزال تحت الاحتلال الإسرائيلى وتدعى مدينة "أم رشاش".

وأكد "درويش"، في تصريحات لـ"العربية نيوز"، أن الحل الأسلم لنسترد حقنا فى الأرض هو اللجوء للتحكيم الدولى، لافتًا إلى أن مصر تنازعت مع اسرائيل على طابا ونجحت فى استردادها من أفواههم.

وتابع: "أرض الرشاش أرض مصرية وتواطئ القيادة المصرية فى استردادها مُعيب"، مؤكدًا أن السعودية استعادت ذات مرة جزيرتين تابعتين لها بعد أكثر من 106 سنة.

"الصهاينة لن يفرطوا فيها بسهولة"
كما قال الدكتور نبيل مصطفى خليل، أستاذ القانون الدولى، بأن الحديث حول مصرية "أم رشاش" حقيقى، مؤكدًا إنها لا زالت تحت انياب الإحتلال وأطلق عليها الإسرائليون "إيلات".

وأكد "خليل" لـ"العربية نيوز"، أن الدولة أخطأت عندما تساهلت وتناست استردادها، وذلك بعد أن أعلن وزير الخارجية الأسبق احمد أبو الغيط، في عام 2008، أن قرية "أم الرشراش" ليست أرضًا مصرية، وفقًا لاتفاقيتي عامي 1906 و1922، مشيرًا إلى أنها كانت ضمن الأراضي المعطاة للدولة الفلسطينية، وفقًا لقرار الأمم المتحدة 181 في نوفمبر عام 1947.

وأوضح "أستاذ القانون الدولي" أنه يجب اللجوء إلى التحكيم الدولى، مثلما فعلنا فى طابا ويجب الاستعداد الجيد والكامل لهذه القضية لأن العدو الإسرائيلى شرس جدًا ولن يفرط فى إيلات بهذه السهولة.