35 عامًا على اغتيال "السادات".. أيادٍ خفية تحول ذكرى "نصر أكتوبر" الى يوم مشئوم.. التساهل الأمني يوسع دائرة الشبهات.. وعلامات رمادية حول حسني مبارك
منذ 35 عامًا وخلال احتفالات ذكرى انتصار السادس من أكتوبر، شهدت البلاد حادث يحزن عليه كل مصرى حتى الآن، ألا وهو اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، حيث خططت يد مجهولة حتى الآن للحادث الذى آثار الجدل، لعدم معرفة تفاصيله بوضوح حتى وقتنا الحالى، لتجعل يوم السادس من أكتوبر ليس فقط ذكرى انتصار، بل ذكرى اغتيال ورحيل أهم زعماء مصر في العصر الحديث.
"اليوم المشئوم"
فى صباح الثلاثاء السادس من أكتوبر أكتوبر عام 1981 استيقظ "السادات" من نومه بمنتهى الحيوية كعادته ليبدأ طقوسه اليومية، نظرة سريعة على صحف الصباح مع كوب من الشاي، والتمرينات الرياضية التي تعقبها جلسة تدليك وحمام دافئ، كما استقبل العديد من المكالمات التى تهنئه بانتصار اكتوبر الذى سبق اغتياله بثمانى سنوات.
في هذا الصباح كان الرئيس السادات رائق المزاج، وكانت حالتة الصحية جيدة للغاية، حسب قول طبيبه الخاص، ورفض رفضًا باتًا ارتداء القميص الواقى من الرصاص.
"السادات فى مكان الاحتفال"
وتوجه أنور السادات إلى مكان الاحتفال وجلس على مقعده بالمنصة، وجلس إلى يمينه نائبه آنذاك الرئيس السابق محمد حسني مبارك، ثم الوزير العُماني شبيب بن تيمور مبعوث السلطان قابوس، وإلى يساره المشير عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع ثم سيد مرعي، ثم عبد الرحمن بيصار، شيخ الأزهر في ذلك الوقت، وانشغل الحاضرون بمشاهدة العرض، خصوصًا طائرات "الفانتوم" وهي تمارس ألعابًا بهلوانية في السماء.
"لحظة الاغتيال"
ووسط أجواء الفرحة واسترجاع ذكريات الانتصار، وبعد انطلاق صوت المذيع الداخلى: "الآن تجيئ المدفعية"، توقفت إحدى الدّراجات بعد أن أصيبت بعطل مفاجئ، ونزل قائدها وراح يدفعها أمامه، لكن سرعان ما انزلقت قدَمه، ووقع على الأرض، والدّراجة فوقه فتدخّل جندي كان واقفًا إلى جوار المنصة، وأسعفه بقليل من الماء،
وبعدها توقفت سيارة خالد الإسلامبولي"، ولم ينتبه لها أحد ظنا انها قد تعطلت، فى تمام الثانية عشر وعشرون دقيقة ظهرًا، ووقف القناص حسين عباس وأطلق عدة طلقات استقرت فى عنق "السادات"، لينزل بعد ذلك خالد الاسلامبولى يلقى قنبلة، ثم عاد وأخذ رشاش ليوجه عدة طلقات جديدة صوب الرئيس الراحل.
سقط "السادات" على الأرض، بينما كان سكرتيره الخاص فوزي عبد الحافظ يحاول حمايته برفع كرسي ليقيه من وابل الرصاص الموجه إليه، فيما كان أقرب ضباط الحرس الجمهوري عميد يدعى أحمد سرحان، يصرخ بهستيريا "إنزل على الأرض يا سيادة الرئيس"، لكن صياحه جاء بعد فوات الأوان.
"غموض"
أثار هذا الحادث عدة تساؤلات عن كيفية وصل قاتلى أنور السادات الى أمام المنصة، بالرغم من التواجد الأمنى الكبير، ولفتت الانظار الى أن العرض العسكرى قد بدأ دون تفتيش نهائيا، على الرغم من أن ثلاثة جهات منوط بها فعل ذلك، أمن الجيش ثم أمن المخابرات الحربية وأخيرا أمن الرئاسة، وظل الغموض مستمرًا لسنوات طويلة حتى بعد الوصول لمعلومات جديدة تفيد وصول معلومات لأمن الدولة بأن يوجد ترتيب لاغتيال السادات، لتتسع دائرة الذين كانوا على علم بتلك الحادثة لتضم عدد من رجال الشرطة.
"تقرير الوفاة"
أتى التقرير الطبي لوفاة الرئيس أنور السادات بمفاجأة لم يكن لأحد أن يتخيلها فرغم إصابته بخمس رصاصات منها ثلاث في مقتل، فإن السبب الأول الذي جاء في نص تقرير الوفاة الموقّع من 11 طبيبا متخصصًا كان الوفاة نتيجة لصدمة عصبية شديدة، فكيف تعرضلصدمة عصبية برغم من أن طبيبه كان يؤكد انه بصحة جيدة جدا فى هذا اليوم بعد الكشف اليومى عليه، لتستمر دائرة الغموض حول مقتل السادات تتسع.
"تورط مبارك"
وترددت أنباء أن الرئيس الأسبق حسني مبارك وهو نائب السادات وقتها لع علاقة بالحادث.
وقالت تلك الأنباء أنه كانت توجد علاقات خفية بين مبارك وواشنطن، وأنه كان يرسل لها التقارير ويمدها بالمعلومات، وأنه حرص أن يبعث في أحاديثه ولقاءاته برسائل غير مطمئنة عن أوضاع الجيش وكانت النتيجة ان علم "السادات" بالأمر وبتحالف مبارك مع واشنطن فكان فى نيته أن يقيله من منصبه ومنح منصب النائب لمنصور حسن.