نكشف كواليس تجهيزات النصر.. حرب أكتوبر بعيون أبطالها.. اللواء متقاعد عبدالمنعم سعيد يروي لـ"العربية نيوز": النكسة وحرب الاستنزاف سبب تطوير تكتيكات الجيش المصري
قال اللواء أركان حرب متقاعد عبد المنعم سعيد، رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق ومحافظ جنوب سيناء سابقًا، لـ"العربية نيوز" إنه بعد الهزيمة بحرب67، تغيرت قيادة القوات المسلحة فتغير أسلوبها ونهجها القديم، وصاحب ذلك تطوير شامل للجيش ككل.
وأضاف "سعيد" أن أبرز سمات تلك المرحلة دخولنا بمنتصف مدتها حرب الاستنزاف التي كانت تهدف بالأساس، رسالة إلي الجانب الإسرائيلي بأننا لن نسمح لأي مخلوق إغتصاب الأرض المصرية والاحتفاظ بها تحت سيطرته بأي شكل من الأشكال، وأن الأمر لن يستمر طويلًا دون المواجهة.
وتابع بأن الأمر الآخر أن حرب الاستنزاف هي حرب وجدت لاستنزاف الخصم واستهداف قوته، بصورة تعتبر بالأساس تدريب وتجهيز لمعركة كبري تستعد لها القوات المسلحة المصرية.
والأمر الثالث هو رسالة إلي العالم أجمع بأننا لن نتخاذل أمام العدو الإسرائيلي المغتصب، فنحن نكافح بقدر الإمكانيات الحالية لنا لاستراداد أراضنا.
"حرب الاستنزاف"
واشار أن هدفنا من خلال حرب الاستنزاف والتي بالفعل كانت خطوة جيدة قامت بها القوات المسلحة المصرية حتي تحقق وقف لإطلاق النيران حسب ما أتفق عليه من خلال الأمم المتحدة، الأمر الذي استغلناه في تدريب القوات وإعداد نقاط حصينة علي خط غرب النيل كالتي يعدها العدو الإسرائيلي، لتدريب الجنود علي كيفية مهاجمة هذه النقاط، فنعد الجيش ككل من نواحي التدريب والتسليح والإعداد المعنوي والعسكري وكيفية إعداد العمليات الحربية، مما وفر للجيش المصري الجاهزية الكاملة والاستعداد لموعد الحرب، واستعادة سيناء بالقوة العسكرية والسلاح، وهذا ما تحقق في فترة ماقبل 1973م.
"محطات الـ6 العجاف"
وعن فتة مابين الحربين قال "سعيد"، إن حرب 67 مثال لتشتت الجيش المصري باليمن، أما حرب 73 فمرورها بالمراحل وحرب الاستنزاف وقرار وقف إطلاق النار وتهدئة الأمور، وتدريب الجيش علي المواجهة والإعداد للحرب علي المدفعيات والدبابات وسلاح الجو ومهاجمة نقاط العدو الحصينة، واستغلال وقف اطلاق النيران في سحب الجي وتدريبه علي كيف يخترق قناة السويس ومهاجمة العدو خي هجوم بالترتيب كجيش ثالث وثاني منح التمير بأكتوبر 1973م.
وأوضح أنه منذ بدأنا باستعداد كامل من التدريب فبدأنا نخطط للحرب التي أعطت محطات الـ6العجاف التدريجية للجيش المصري بها جاهزية لخوضها، وذلك منذ أواخر عام 1972م، فأعطي الرئيس السادات الأمر للمشير أحمد اسماعيل الذي عين وزيرا للدفاع وقتها ليجهز قراره بالوقت الأنسب للجيش بخوض الحرب، فاستعدت القوات وبدأت تفكر في متي نحارب، وأعدت دراسة جيدة جدًا بنهايات العمليات مع اللواء عبدالغني الجمسي في هذا الوقت كرئيس لهيئة أركان حرب بالقوات المسلحة، واستقر الوضع علي أن أنسب التوقيتات هو 6 أكتوبر عام 1973م،وأنسب توقيت للهجوم هو الساعة "1405" أي الثانية ظهرا.
"عدم توقع تحرير سيناء"
واشار اللواء عبد المنعم سعيد، إنه إذا كان الحسبان قبل خوض الحرب بهل القوات المسلحة في ذلك الوقت قادرة علي تحرير سيناء من عدمه حتي الخط الحدودي بالعمل العسكري، فالإجابة بلا لن يتحقق ذلك.
وأوضح أن العملية كانت تصعب علي الجيش المصري بذاك الوقت، ولكن الممكن والذي أقره الرئيس السادات حين سأل المشير أحمد اسماعيل عن ما الذي تستطيعون تحقيقه، والذي أجاب بدوره أننا نقدر علي تدمير الخط الدفاعي للعدو علي القناة وندخل شرقًا مسافة حوالي 20 -25 كيلو، وإذا أتيحت لنا الفرصة نستطيع الوصول إلي خط المضايق، كان ما أقره السادات وأخبر علي إثره المشير بأن يخطط علي هذا الأساس، فكانت إذن الحرب التي لم تكن لتحرير سيناء بالكامل ولكنها لتحرير جزء من سيناء وهو الجزء القابع علي الضفة الشرقية للقناة.
"الضربة الجوية"
كما أوضح أن الضربة الجوية حققت هدفها بنسبة كبيرة جدًا، فنسبة 94% من أهداف دمرت من خلالها، حوالي220 طائرة، والمدفعيات حوالي 2000 وحدة علي امتداد الجبهة، واستمر ضربها حوالي 53 دقيقة، ضرب متصل علي خط بارليف وعمقه في قصفات وضربات متعددة، أربعة قصفات تقريبا.
وأضاف "سعيد" أننا تمكنا من الاقتحام بالساعات الأولي من الساعة الثانية والخمس دقائق حتي السادسة فقط، فكان لنا 80 ألف مقاتل في الضفة الشرقية للقناة، عبروا من خلال القوارب المطاطية والخشبية بعرض القناة، وتمكنوا من اجتياز الحاجز الترابي ومهاجمة 20 نقطة قوية حصينة علي الخط هناك، فبدأوا يستولوا علي النقط القوية علي الساتر، فكانت المعركة قوية درجة أنه بآخر النهار كان 75% من نقاط العدو الحصينة سقطت بأيدينا.