عاجل
الأربعاء 25 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

سعدالدين الشاذلي.. دبلوماسي العسكرية المصرية.. مهندس العبور المغضوب عليه من السادات

الفريق سعدالدين الشاذلي
الفريق سعدالدين الشاذلي

يعتبر الفريق سعدالدين الشاذلي الرأس المفكر لهجوم الجيش الناجح على خط بارليف في 6 أكتوبر، كما وصفه البعض بمهندس حرب أكتوبر، حتى صار الجنرال الذي غضب منه الرئيس أنور السادات عقب توقيع اتفاقية كامب ديفيد.

والفريق سعد الدين محمد الحسيني الشاذلي، قائد عسكري شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 مايو 1971 وحتى 13 ديسمبر 1973، وكان مؤسس وقائد أول فرقة سلاح مظلات في مصر وأمين عام مساعد جامعة الدول العربية للشؤون العسكرية وسفير سابق لدى إنجلترا والبرتغال.

"النشأة"
ولد سعد الدين الشاذلي في أبريل 1922، بقرية ” شبراتنا” مركز بسيون بمحافظة الغربية في دلتا النيل، حظى بشهرته لأول مره في عام 1941، عندما كانت القوات المصرية والبريطانية تواجه القوات الألمانية في الصحراء الغربية، أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث ظل يهاجم الألمان مع العلم بصدور أوامر بالانسحاب.

"تصرف حكيم فى النكسة"
ظهر الفريق الشاذلي تميزًا نادرًا وقدرة كبيرة على القيادة والسيطرة والمناورة بقواته خلال نكسة 1967، عندما كان برتبة لواء ويقود مجموعة مقتطعة من وحدات وتشكيلات مختلفة، فبعد ضرب سلاح الجو المصري وتدميره على الأرض في صباح 5 يونيو، واجتاحت القوات الإسرائيلية لسيناء، واعلنت القوات المصرية انسحابها واتى هذا القرار بارباك القوات المصرية وانسحابها بشكل عشوائى بدون القوات الجوية، ما نتج عنه خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات وانقطعت الإتصالات بين القوات المتواجدة في سيناء وبين القيادة العامة المصرية في القاهرة.

وفي تلك الأثناء انقطع الإتصال بين الشاذلي وقيادة الجيش في سيناء، وكان عليه أن يفكر في طريقة للتصرف وخصوصًا بعد أن شاهد الطيران الإسرائيلي يسيطر تمامًا على سماء سيناء، فاتخذ الشاذلي قرارا جريئا حيث عبر بقواته شرقًا وتخطى الحدود الدولية قبل غروب يوم 5 يونيو، واتخذ موقعًا بين جبلين لحماية قواته من الطيران الإسرائيلي، إلى أن تمكن من تحقيق اتصال بالقيادة العامة بالقاهرة التي أصدرت إليه الأوامر بالإنسحاب فورًا.

"اختيار جمال عبدالناصر"
بعد الهجمات الاسرائيلية المتكررة على البحر الاحمر رأى الرئيس جمال عبد الناصر أن "الشاذلى" أنسب شخص لسد الهجمات المتكررة على البحر الاحمر وتأمين المنطقة فقام بتعيينه قائدًا لمنطقة البحر الأحمر العسكرية في 1970، وتمكن اللواء الشاذلي من وقف عمليات الإختطاف اليومية التى كانت تتم ضد مدنيين وموظفين الذين كانوا يؤخذون كأسرى من جانب القوات الإسرائيلية في تلك الفترة، واستطاع وقف الهجمات الإسرائيلية.

"رئيس اركان حرب القوات المسلحة"
بعد وفاه الرئيس عبد الناصر جاء تعينه رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة من قبل الرئيس أنور السادات باعتبار أنه لم يكن محسوبًا على أي من المتصارعين على الساحة السياسية المصرية، ولكفاءته وقدرته العسكرية ولخلفيته الغنية التي اكتسبها من دراسته بين الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفيتي في العلوم العسكرية إلي جانب تاريخه العسكري.

"حرب 73"
أصدر "الشاذلي" 41 توجيهه تبين طريقة أداء الجنود لمهمامهم القتالية فى الحرب، وشن الجيشان المصري والسوري فى يوم 6 أكتوبر هجوما كاسحا على القوات الإسرائيلية بطول الجبهتين، ونفذ الجيش المصري "خطة المآذن العالية" التي وضعها الشاذلي بنجاح غير متوقع.

وفى اثناء الحرب أرسلت القيادة العسكرية السورية مندوبًا للقيادة الموحدة للجبهتين تطلب زيادة الضغط على القوات الإسرائيلية على جبهة قناة السويس لتخفيف الضغط على جبهة الجولان، عارض "الشاذلي" الفكرة بشدة بسبب أن أي تطوير خارج نطاق الـ12 كيلو التي تقف القوات فيها بحماية مظلة الدفاع الجوي، وأي تقدم خارج المظلة معناه أننا نقدم قواتنا هدية للطيران الإسرائيلي.

واتخذت الادارة العسكرية قرار التطوير فى الحرب، ووضع "الشاذلي" تحت ضغط من الادارة لذلك عمل على تنفيذ الخطة، ولكن الخطة فشلت كما توقع وخسرت القوات المصرية عدد 250 دبابة من قوتها الضاربة الرئيسية في ساعات معدودة من بدء التطوير للتفوق الجوي الإسرائيلي.

"سفير بلندن"
استدعى المشير أحمد إسماعيل الفريق الشاذلي في 12 ديسمبر 1973 ليبلغه بأن الرئيس أنور السادات قرر إنهاء خدمته كرئيس لهيئة أركان القوات المسلحة وذلك اعتبارًا من 13 ديسمبر 1973، وأصدر قرارا آخر بتعيينه سفيرًا بالدرجة الممتازة في وزارة الخارجية.

رفض سعدالدين الشاذلي القرار، ولكن السادات اقنعه بالسفر إلى لندن، وتفاجأ الجميع من "الشاذلى" وبارعته وحكمته فى قيادة الامور، حيث تبوأ مكانة رفيعة فى المجمتع الاوروبى.

"كامب ديفيد"
بعد توقيع الرئيس أنور السادات لمعاهدة كامب ديفيد عام 1978، انتقد الفريق الشاذلي بشدة تلك المعاهدة وعارضها علانية وهاجم الرئيس أنور السادات واتهمه بالديكتاتورية واتخذ القرار بترك منصبه سفيرًا لدى البرتغال والذهاب إلى الجزائر كلاجئ سياسي، رغم عرض عليه العديد من الرؤساء والملوك الإقامة عندهم، لكنه اختار الجزائر، وبرر اختياره أنها دولة تقوم على مبدأ الحكم الجماعي وليس الحكم الفردي.

"حياه ما بعد المنفى"
عاد الفريق الشاذلي إلى مصر بعد أن قضى 14 سنة منفيًا في الجزائر منها سنتان في عهد الرئيس أنور السادات، و12 سنة في عهد الرئيس حسني مبارك، وتم القبض عليه فور وصوله مطار القاهرة وصودرت منه جميع الأوسمة والنياشين وأجبر على قضاء مدة الحكم عليه بالسجن الحربي التابع للجيش الثالث الميداني، وذلك لأن الأحكام العسكرية ليس بها استئناف ولا نقض ولا تسقط بالتقادم، وجهت للشاذلى تهمتان هما: "نشر كتاب بدون موافقة مسبقة عليه، واعترف الفريق الشاذلي بإرتكابها"، و"التهمة الثانية" هي إفشاء أسرار عسكرية في كتابه، وأنكر الشاذلي صحة هذه التهمة الأخيرة بشدة.