تصفية الإخواني محمد كمال "حدث مثير للجدل".. عملية ضبط "مطلوب" تسلط الضوء على صراعات الداخل.. و"البشبيشي" لا يستبعد بيع "القتيل" لتكسيره تابوت "السمع والطاعة"
بعد إعلان وزارة الداخلية في بيان لها تكثيف جهودها على مدار الأيام الماضية ومنذ محاولة إغتيال المستشار زكريا عبدالعزيز، النائب العام المساعد، تم استهداف القيادي الإخواني محمد كمال عقب استئذان نيابة أمن الدولة العليا، إلا أنه حال مداهمة القوات الأمنية له فوجئت بإطلاق أعيرة نارية تجاهها من داخله مما دفع القوات للتعامل مع مصدرها، مما أسفر عن مصرعه، فما هي توابع المشهد علي الداخل الإخواني وكيف يرونه مؤثرًا عليهم؟
إرشاد أنصار محمود عزت
في البداية يقول طارق البشبيشي، القيادي المنشق عن
جماعة الإخوان، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، إن خبر تصفية القيادي
الإخواني محمد كمال، أصاب مسئولي التنظيم بالصدمة الشديدة فلم يتعرضوا لمثل هذه
الكارثة منذ مقتل 9 من قياداتهم كان على رأسهم ناصر الحافى فى 1 يوليو 2015، وذلك
بعد استشهاد المستشار هشام بركات بيوم واحد، مضيفًا أنه يومها أصابهم الذهول من
جرأة أجهزة الأمن على تصفية قياداتهم بهذه الطريقة التى لم يعتادوها.
وأكد "البشبيشي" أن محاولة الإغتيال
الفاشلة التى تعرض المستشار زكريا عبد العزيز، النائب العام المساعد، أعطت مؤشرًا
على أن الجناح المسلح من تنظيم الاخوان المسمى باللجان النوعية مازال يعمل بقوة
يمتلك القدرة على استهداف شخصيات كبيرة فى الدولة، مما حذا باجهزة الأمن المصرية
على تكثيف جهود بحثها عن رأس هذه اللجان الارهابية، من خلال القبض أو التصفية
لمحمد كمال كمسئول هذه اللجان.
وأضاف "القيادي المنشق عن الإخوان"، أن
توقيت مقتل محمد كمال ربما يدل على اعترافات أعضاء ما يعرف بوحدة الأزمة التى تم
القبض عليهم يوم 24 سبتمبر الماضى اثناء اجتماعهم ربما تكون قد قادت لاستهداف
قائدهم محمد كمال، مؤكدًا أنه لايستبعد أن استهداف محمد كمال جاء نتيجة بلاغ
لأجهزة الأمن عن مكانه من أحد أنصار محمود عزت وابراهيم منير اللذان تمرد عليهما
محمد كمال وسبب مشاكل كبيرة فى سيطرتهم على قواعد التنظيم.
وإختتم: "لاشك أن مقتل محمد كمال يمثل ضربة
قوية من أجهزة الأمن المصرية ضد تنظيم الإخوان الإرهابى وعناصره شديدة الخطورة،
كما أنه يبدو رسالة شديدة اللهجة من أجهزة الدولة لمَ تبقى من التنظيم بأنه لا
يوجد أى محاذير من ملاحقتهم وقد يصل الامر لتصفيتهم، متوقعًا أن ينكمش التنظيم
أكثر ويحد من حركة افراده خوفا من رد فعل اجهزة الامن.
الأخبار المغلوطة
"مجال" للشائعات
ومن جانبه قال طارق أبوالسعد القيادي المنشق عن
جماعة الإخوان، والكاتب السياسي، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، إن
ما تم تداوله من أخبار مبدئية مساء أمس بإلقاء القبض علي القيادي الإخواني محمد
كمال ثم إعلان نفس المؤسسة الإعلامية أنه تم تصفية "كمال"، إثر مواجهة
بتبادل العيار الناري بينه وبين الأمن أحدث لبسًا حقيقيًا وخللًا في تحديد حقيقة
المشهد.
وأضاف "أبوالسعد" أنه ضد أي محاولة
لإنتهاك حرمة الدماء أو المباردة بالقتل التي توقعها البعض بعد تداول خبر المؤسسة
الإعلامية التي أعلنت خبر القبض علي كمال ثم عادت بعدها بساعتين تؤكد تصفيته مما
جعل الجميع يلقي بأصابع الإتهام بأنه قتل في محبسه، وهو ما نفاه بيان الداخلية
وشهادة بعض الشهود الذي أكدوا ما أعلنته الداخلية، موضحًا أن اللبس الإعلامي
وتسريبات حدوث العمليات قد يتسبب في سوء التأويل الذي يتطلب من البعض إعادة نشر
الحقائق كاملة حتي لا تتسع الشائعات وتتبدل إلي حقائق، لأن السكوت عنها يؤكد
تفسيرات البعض.
نرجو إيضاحًا راشدًا
وفي سياق مقارب قال أحمد بان الباحث في شؤون الإسلام
السياسي، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، إن ما جاء من نشر خبر تصفية
محمد كمال القيادي بجماعة الإخوان بعد تداول خبر القبض عليه، يثير الكثير من
التساؤلات والجدل حول أمور قد تكون جد خطيرة إذا ثبت صحتها.
وأضاف "بان" أنه لا يوجد سوي إحتمالين إما أنه قد تم
تداول الخبر بشكل مغلوط ومسبق لأغراض صحفية أو أهداف أخري، أو إحتمال آخر هو قتل
محمد كمال بعد القبض عليه وهذا مايتطلب تدخلًا سريعًا راشدًا من القائمين علي
تطبيق القانون في الدولة المصرية لأنه بذلك يكون تعديًا دستوريًا، وقتل عمد، يتطلب
سرعة الإيضاح من الجميع.