الإمام الأكبر قائد حكماء الشرق والغرب.. جولات "الطيب" تدعم مفهوم التعددية المذهبية.. الأزهر يحارب الإرهاب في كل مكان.. ووقف سباق التسلح ضروي لحماية البشرية
وضع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بصمة لا يمكن تجاهلها فى العمل علي التقريب بين الشرق والغرب، وتصحيح صورة الإسلام لمن وصلتهم معلومات مغلوطة عن دين الله بسبب الجماعات الإرهابية، ففي شهور قليلة زار شيخ الأزهر العديد من البلاد شرقا وغربا، آخرها كانت للعاصمة البحرينية المنامة، ثم انتقل الى سويسرا لحضور الملتقى الحواري الثالث بين حكماء الشرق والغرب.
فكرة حكماء الشرق والغرب
ويواصل شيخ الأزهر دوره في دعم الحوار بين الأديان، فيقود حملة تصحيح صورة الاسلام والتقارب بين مسلمي العالم وبعضهم البعض، وكذلك توضيح صورة الإسلام لمن لا يعرف قية هذا الدين، ومن هذا المنطلق أطلق "الطيب" العام الماضي بالمشاركة مع بعض المؤسسات الدينية الأوروبية ملتقى حوار حكماء الشرق والغرب، بهدف مد جسور التعاون بين كل أفراد العالم، وبالفعل تم عقد ملتقى الحوار بين حكماء الشرق والغرب للمرة الثالثة ولكن هذه المرة من سويسرا.
"رسائل"
ومع نهاية الحوار بين الشرق والغرب خرج الحوار بعد من الرسائل الموجهة إلى كل أفراد العالم، في بدايتها رفضهم كل أشكال التعصب والتمييز العنصرى بسبب الدين أو العرق أو الجنس أو الأصل، وتشجيع القادة الدينيين على العمل مع الهيئات والسلطات المحلية ذات الصلة من أجل إبراز صورة الأديان بمفهومها السليم.
كما دعى الحوار إلى وقف سباق التسلح الذي يهدد أمن الشعوب كافة، والدعوة إلى توجيه هذه الموارد لمحاربة الفقر والجهل والمرض التي تواجه الشعوب الفقيرة والغنية على حد سواء، ودعوة جميع القادة الدينيين للعمل على تحقيق العدل والسلام للبشرية جمعاء.
وأكد الحوار على أن محاولات إفراد الإسلام بتهمة الإرهاب جعل المسلمين بين مطرقة الإرهاب وسندان الإسلاموفوبيا، وأن الإسلام دين السلام، وأن يجب على مؤسسات الأديان وقادتها أن يعملوا يدًا بيد من أجل السلام للبشرية جمعاء.
الأزهر يحترام التعددية
وفي هذا السياق يقول الدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن التحديات التي يمر بها العالم الآن تتطلب نوعًا من المسؤولية العالمية في عملية المجابهة، وقد أدرك الأزهر الشريف أهمية التصدي للعنف والإرهاب والقتل وغير ذلك من الممارسات اللإنسانية التي تمارسها جماعات العنف والتكفير والإرهاب، مما يتطلب التواصل والتعاون والحوار مع العالم والمؤسسات الدينية لإيجاد حل عملي لمواجهة الخطر الكبير الذي يهدد الإنسانية؛ ولذا جاءت الجولات الخارجية للإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في عدد من الدول الأوروبية في إيطاليا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والفاتيكان وإندونيسيا والشيشان ونيجيريا، والجولة الأخيرة في البحرين وسويسرا للتأكيد على أهمية التعايش المشترك واحترام التعددية المذهبية والفكرية.
وأضاف "الأمين العام"، فى تصريحات صحفية، أن الإمام الأكبر قد حرص على أن يكون انعقاد اجتماع مجلس حكماء المسلمين في مملكة البحرين لدعم التعايش السلمي وقبول الآخر؛ حيث تعد مملكة البحرين أنموذجًا للتجمع والائتلاف والوعي بأهمية الوحدة ونبذ الفرقة والشقاق.
وذكر "عفيفي" أن تلك الزيارة تبلور رؤية الأزهر الشريف في أهمية احترام التعددية التي تتطلب مزيدًا من الحوار لأجل التفاهم وإدراك الرؤية الوسطية للإسلام بعيدًا عن المفاهيم المغلوطة التي تروج لها الجماعات التكفيرية التي تستغل الشباب وعواطفهم وضعف ثقافة من يتم استقطابهم للانخراط في دروب الإرهاب.
وأوضح أن اللقاء الثاني للإمام خلال الجولة الأخيرة والذي يترأس فيه مجلس حكماء المسلمين في سويسرا مع مجلس الكنائس العالمي في الجولة الثالثة من لقاءات حكماء الشرق والغرب، جاء تجسيدًا للزمالة الإنسانية وتطبيقًا لرؤية الأزهر الشريف في أهمية التعاون بين الرموز الدينية لأجل الحوار وإقرار السلام وترسيخ ثقافة الاختلاف وقبول الآخر.
ضرورة تعاون قادة الأديان
وتابع "الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية" قائلًا: "لذا كانت جولة الإمام الأكبر شيخ الأزهر إلى سويسرا وترأسه للقاء الثالث للحوار بين حكماء الشرق والغرب لتشجيع الجهود الداعمة للسلام في ظل الظروف الحرجة التي يمر بها العالم، والأزمات الأخلاقية الطاحنة التي جعلت السلام مطلبا عزيزًا أو مجرد شعار يُرفع في ظل الممارسات الدولية التي تتاجر بأشلاء الضحايا وثروات الشعوب مما يستوجب حالة استنفار من قبل حكماء الشرق والغرب"، مشيرًا إلى أهمية الدور الفاعل لرجال الدين والعلماء في هذا المعترك الشديد لأن رسالة الأديان تهدف إلى تحقيق السلام واحترام إنسانية الإنسان دون النظر إلى دينه أو مذهبه أو فكره أو لونه أو لغته.
وأوضح أنه انطلاقا من المسؤولية العالمية للأزهر الشريف فإن الإمام الأكبر يؤكد مرارًا على أهمية إحلال السلام والتذكير بالمواطنة العالمية التي نادى بها الإسلام وبين حقوقها وواجباتها حتى يتحقق التعارف الإنساني في مواجهة ثقافة الكراهية وتشويه صورة الإسلام نتيجة ممارسات لا تمت له بصلة، لافتًا إلى أن الإمام الأكبر أكد في خطابه العالمي على أن الإرهاب لا يفرق بين متدين وملحد أو بين مسلم وغير مسلم وأن المسلمين أكثر من يدفعون ثمن هذا الإرهاب، كما بين الإمام في رسالة مهمة أنه لن يعم السلام ولن تنعم البشرية إن لم تعمل مؤسسات الأديان وقادتها يدا بيد على صنع السلام، فلابد من صنع السلام بين رجال الأديان أنفسهم وبين المفكرين وأصحاب القرارات المصيرية قبل العمل على نشره بين البسطاء من الناس.
"توقيت مثالى"
وأكد الدكتور عبدالغفار هلال، عميد كلية اللغة العربية بجامعة الازهر السابق، وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، أن ملتقى الحوار بين الشرق والغرب والذي يقودة شيخ الأزهر له عامل مهم فى تصحيح صورة الإسلام التي ضاعت بين تطرف الجماعات الإرهابية، لافتًا إلى أن الدكتور أحمد الطيب يعمل من خلال استراتيجية واضحة من أجل مواجهة الفكر المتطرف، والتخفيف من الهجوم على المسلمين والإسلام.
وأضاف "عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية"، فى تصريحات لـ"العربية نيوز"، أن زيارات الإمام الأكبر الخارجية تأتي في توقيت فى غاية الأهمية لما تشهدة المنطقة العربية من انتشار الجماعات الإرهابية، لذا وجب التعاون مع قادة العالم فى الشرق والغرب من أجل نشر الفكر الصحيح عن الاديان، وطرح حلول للقضاء على الأفكار المتطرفة.