بالفيديو.. "العربية نيوز" في جولة بمسجد "الظاهر بيبرس".. "المكان الأشهر" يتحول الى ملجأ للمتسولين ومدمني المخدرات بمساعدة الحكومة.. والأهالي: "فين المسئولين؟"
قامت "العربية نيوز" بعمل جولة ميدانية في أحدى المظاهر السياحية بالقاهرة، لكشف أهم ما يعرقل استغلال تلك الثورة في جذب السياحة إلى مصر، حيث توجهنا إلى مسجد الظاهر بيبرس، وشاهدنا مظاهر الإهمال التي لا يحسد عليها، والتي من خلالها تحول الساحات الأثرية العريقة إلى وكر للمُتسولين والخارجين على القانون.
المسجد في سطور
مسجد الظاهر بيبرس له مكانة جعلته يحتل الصدارة والاهتمام من كتاب التاريخ، وأكدوا أنه أكبر المساجد المصرية في العصر الإسلامي بعد مسجد ابن طولون، والثاني في المساحة والأكثر فخامة وثراء.
كذلك يعتبر مؤسسه الظاهر بيبرس، أحد سلاطين المماليك، وصاحب السيرة الشعبية المصرية الشهيرة التي كانت تغني علي الربابة في المقاهي الشعبية وابن امير كازاخستان والذي ارتبط بقلب القاهرة وبني المسجد تخليدا لذكراه.
بقايا الزخرفة
سمي الحي باسم "الظاهر" إجلالا باسم المسجد، والذي يبلغ مساحته 5 أفدنة ولم يبق منه سوى حوائطه الخارجية، كما أبقى الزمن على كثير من تفاصيله الزخرفة المحفورة في الحجر، منذ أن أنشئ سنة 665 هجرية.
معاناة الحضارة
عانى هذا المسجد من الإهمال، فكان قلعة حربية في عهد الحملة الفرنسية على مصر، وتحول إلى اسطبل للخيول أثناء الاحتلال الإنجليزي، وشفقت عليه لجنة حفظ الآثار العربية بإصلاح الجامع محاولة إرجاعه إلى مهمته الأصلية، ولكنها محاولات فاشلة أدت إلي تهدم أجزاء من المئذنة والحوائط، بالإضافة إلي مشاكل تصريف المياه الجوفية.
العلاقات المصرية الكازاخستاية
هناك تعاون وثيق بين مصر وكازاخسان في مجلات الثقافة والتعليم والتاريخ، وهناك مقولة لدى الكازاخستايين ألا وهي "إذا بحثنا عن تاريخنا فسنقرئه في الكتب المصرية"، ولهذا رصدت دولة كازاخستان مؤخرا مبلغ 4.5 مليون دولار لترميم مسجد الظاهر بيبرس منذ أعوام، ولا نعلم أين ذهب ذلك الدعم.
رأي الأهالي
أعربت هبة مجدي، موظفة، ومن سكان المنطقة لـ "العربية نيوز"، عن غضبها الشديد عن الحال الذي وصل إليه المسجد، مؤكدة أن هناك اتفاق عقد بين مصر ودولة كازاخستان مر عليه أكثر من عشر سنوات لترميمه ولم يرمم حتى الآن.
وهذا ما أكده سمير محمد، صاحب أحدى المحلات هناك، أن الساحة الخارجية للمسجد كانت تحاط بحديقة خضراء، وكان مزار سياحي ينال اهتمام أهالي المنطقة بالكامل أما الآن يسكنه الكلاب والقطط عويلهم يفوق صوت مؤذن المسجد.
كذلك أشار إيهاب أمين، محامى، وأحد سكان المنطقة، إلى أنه من المفترض الانتهاء من آخر عمليه ترميم لجامع الظاهر بيبرس على يد شركة "المقاولون العرب" في 6 أكتوبر 2011، ولم نشهد سوى تخزين بعض معدات الصيانة في محيط المسجد.
وقالت سمية حسن، ربة منزل: "حرام الإهمال في مسجد بهذه المساحة فإنه يحتل ميدان حيوي وبحاجه إلى الإضاءة والاهتمام مثل شارع المعز الذي تحول إلى مزار سياحي كبير بعد تطويره" مؤكدة أن وضع المسجد حاليًا ليلا مخيف للغاية.
واستنكر محروس محمد، صاحب محل أمام المسجد تواجدنا لرصد المعاناة بسبب توافد الحملات الإعلامية على المسجد ولكن لم يتم تحرك حقيقي من قبل المسئولين، مضيفًا أنه منذ تواجده في المنطقة من 60 عام والمسجد في انحدار ورغم تمسك الشيخ هشام أمام المسجد بفتح المسجد وإقامة الصلاة لتحول إلى مكان مهجور ولا يتسع المسجد للمصلين يوم الجمعة وتؤدى الصلاة بالخارج لعدم وجود ساحات ممهدة ويعانى كبار السن من تكسير السلالم وإهمال دورة المياه.
وهذا ما أشار إليه أحمد سمير عامل بمصنع بلاستيك، أنه تم وضع مسلات وإقامة بعض الأعمدة داخل المسجد والعمال في تباطأ شديد فالعمل يوم والتوقف عشرة أيام، رغم أن يدرس المسجد بالكتب والجامعات لا يعرفه الكثيرين من المنطقة ولا يرغب أحد بزيارته وتصويره.
هذا المشهد المؤلم يجسد إن هناك العديد من المظاهر السياحية في مصر يتسبب إهمال الحكومة فى تلفها بعدم ترميمها وعدم استغلالها لجذب السياح لحل أزمة الاقتصاد.