عاجل
السبت 16 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

أتفهم


أتفهم حضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس جنازة الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز، وأتفهم أن يصطنع الحزن مراعاة لشعور الشعب الإسرائيلي الذي يحتل أرضه ويبنى المستوطنات ويحفر في أساسات المسجد الأقصى ويسعى بإصرار إلى تهويد مدينة القدس، أتفهم كل ذلك فهو مازال يعيش تحت حماية الجيش الإسرائيلي وحصاره ولكن الذي لا أتفهمه أبدًا هو بكاء أبو مازن على كتف أرملة السفاح شيمون بيريز مرة ومرة أخرى على كتف ابنته وكأنه يبكي صديق عزيز ارتبط معه اسريا في مشوار طويل أو كأنهما رفيقا نضال مشترك لصالح قضية وطنية.

لم أرى دموع أبو مازن في جنازة أبو الثورة الفلسطينية ورفيق نضاله الحقيقي الشهيد ياسر عرفات وكنت حاضرًا الجنازة الرسمية التي أمر الرئيس الأسبق حسنى مبارك بإعدادها للشهيد البطل في القاهرة بعد أن اغتالته الأيادي الصهيونية النجسة من المتآمرون السفاحون شارون وبوش الابن وبيريز.

إنها مأساة حقيقية أن يبكى خليفة أبو عمار سفاح صهيوني يداه ملطخة بدماء الأبرياء من شعبنا الفلسطيني وينسى أبو مازن في بكاءه الحار أن شيمون بيريز واحدًا من السفاحين ومؤسسي دولة الكيان الصهيوني على أرض آبائه وأجداده الفلسطينيين ممن يسمونهم بجيل الآباء المؤسس، وأن السفاح كان من زعماء حركة "الهاجاناه" المتطرفة التي ذبحت أطفال ونساء فلسطين وبقرت بطون الحوامل في وحشية لم يشهدها التاريخ من قبل وأيضا شارك بنفسه في مذبحة مخيم جنين والياسمينة في مدينة نابلس القديمة.

نسى أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية أن بيريز قاد بنفسه عملية "عناقيد الغضب" التي استهدفت لبنان عام 1996 وأسفرت عن مقتل 118 مدني لبناني وأنه أمر باستهداف ملجأ للأمم المتحدة في قانا مما أدى لمقتل 106 من النساء والأطفال الذين لجوء إلى الملجأ هربا من الغارات الإسرائيلية في تلك العملية والتي تعدت الألف غارة.

نسى رأس السلطة الفلسطينية كل ذلك وهو يقبل رأس أرملة السفاح ويذرف الدمع الحزين عليه وليفوز بتقدير النتن ياهو رئيس وزراء إسرائيل وهو تقدير يلعنه كل فلسطيني وكل عربي وكل شهيد عربي جاد بحياته من أجل قضيتنا المركزية وحان أوان رحيل محمود عباس بعيدًا عن رأس السلطة الفلسطينية.