أوباما يفشل في الدفاع عن السعودية.. الكونجرس للرئيس الأمريكي: "Veto No".. "اللاوندي": القرار هدفه الإبتزاز.. مفكر سياسي: الإتفاق الإيراني السبب.. والمملكة تدخل قائمة الإرهاب
رفض الكونجرس الأمريكى الفيتو الصادر عن الرئيس بارك أوباما، والخاص بوقف قانون مقاضاة الدول راعية الإرهاب، حيث يتيح هذا القانون لأقارب ضحايا هجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001 رفع دعاوى قضائية ضد الحكومة السعودية.
وأكد عدد من الخبراء أن قانون مقاضاة الدول راعية الإرهاب، سيكون أزمة بين الولايات التحدة والمملكة العربية السعودية، وباقى الدول العربية، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة هى التى تتحكم فى سياستها وقت ما تشاء.
إبتزاز السعودية
وأكد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، فى تصريحات لـ"العربية نيوز" إن رفض الكونجرس الأمريكي "الفيتو" الذي قدمه الرئيس باراك أوباما، والذي يسمح لأهالي ضحايا 11 سبتمبر بمقاضاه السعودية والمطالبة بتعويضات، له دوافعه.
وأضاف "اللاوندي" أن الأمر لا علاقة له بأحداث 11 سبتمبر، ولكنه السعي لإبتزاز السعودية وحصد مكاسب إقتصادية جراء ذلك، موضحًا أن هذا التشريع مصيره إما أن يلجا الكونجرس لتمريره ويؤجل تنفيذه لحين الوصول للمفاوضات مع السعودية اقتصاديًا وكذلك التسليح".
وأشار "خبير
العلاقات الدولية بمركز الأهرام"، الي أن أمريكا لا يمكنها صنع عداوات مع السعودية
في ظل تقاربها مع روسيا وانضمام منظومة صواريخ روسية إلى الجيش السعودي، مؤكدًا أن
الفترة القادمة ستشهد مراحل من التهدئة و"أوباما" سيلعب دورًا هامًا هذه
الفترة.
اتفاق أمريكا وايران
واوضح الدكتور جمال أسعد، الكاتب والمفكر السياسي، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن مشروع محاكمة المملكة العربية السعودية في أحداث 11 سبتمبر 2001 سيؤثر على العلاقات بين البلدين لفترة طويلة، بالرغم من اعتراض الرئيس الأمريكي على تنفيذ القانون مستخدمًا حق الفيتو، لافتًا إلى أن القانون عاد مرة أخرى للكونجرس الذي وافق على القانون رسميًا.
وأضاف الكاتب والمفكر السياسي، أن إصرار الكونجرس على مقاضاة السعودية يمثل خطورة دولية على العلاقات بين أمريكا والمنطقة العربية، مشيرًا إلى أن الموقف العدائي المُتبع جاء بعد الاتفاق بين أمريكا وإيران بشأن الإنشاء النووي، مؤكدًا أن تصريحات أوباما في الفترة الأخيرة جاءت بإدانة السعودية واعتبارها طرف في انتشار الإرهاب، موضحًا أن استخدام أوباما لحق الفيتو ما هو إلا توزيع للأدوار داخل الكونجرس.
وأشار "أسعد"،
إلى أن الإدارة الأمريكية تسعى لتنفيذ القانون لتضغط على السعودية لتنفيذ سياستها في
المنطقة العربية، بالإضافة إلى زيادة المال الاحتياطي الاستراتيجي السعودي المبعوث
لأمريكا، مُلمحا إلى أن طبيعة الموقف تجبر مصر على الاعتراض لأنه يمثل خطر على العلاقات
الدولية.
استبدال المصالح
قال الدكتور أحمد دراج، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في تصريح خاص لـ" العربية نيوز" إنه بعد قبول مجلس النواب والشيوخ الأمريكي قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب، الأمر الذي يعكس اتجاه داخل الولايات المتحدة بتغيير وجهتهم عن دول الخليج وتحديدًا السعودية، واستبدالها بمصالحها، مشيرًا إلى أنه ربما تكون إيران هى قبلتهم القادمة.
وأضاف "دراج" أن العلاقات بين واشنطن والرياض ستتأثر بشدة، موضحًا أن أمريكا صاحبة اليد العظمي في مثل هذه الأمور، وأن الدول المتضررة من أفعال أمريكا وعلى رأسها الدول العربية لا يمكن أن تنتهج الأسلوب ذاته ضد واشنطن.
وإختتم "أستاذ
العلوم السياسية" بأن معظم البلدان العربية معتمدة على أمريكا وحلفاء لها، والدليل
علي ذلك عدم قدرة الدول المتضررة الطلب بمحاكمة الولايات المتحدة بسبب غزوها للعراق.