عاجل
السبت 16 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"المتبرجات في النار" شعار مدرسة الفتح الخاصة في بنها.. اسلوب تعليمي لنشر الفكر المتطرف بين الأطفال.. خبير تربوي: غسيل للعقول.. طب نفسي: تخلق سلوك داعشي.. و"الأوقاف" لا يجوز شرعًا

 مدرسة الفتح الخاصة
مدرسة الفتح الخاصة

في إطار حلقة التشدد والتعصب الديني، شكى أحد المواطنين عبر موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"، ويُدعي سعيد الدوجدوج، من ما تقدمه مدرسة "الفتح" الخاصة بمدينة بنها فى محافظة القليوبية، من أفكار وصفها بالشاذة واعتبرها تغذية لعقول الأطفال بالفكر المتطرف.

حيث أن تلك المدرسة تعلم الأطفال ذو سن العام ونصف أن الجنة خلقت للمحجبات والنار خلقت للغير محجبات، فى إشارة منهم إلى أن الله يحاسب البشر على أساس مظهرهم الخارجي دون النظر إلى بواطن قلوبهم ونواياهم، قائلًا:"ياجماعة مدرسة الفتح اللى فى آخر الفلل فى بنها بتعلم الأولاد غلط، مفهمين الأولاد أن أى أى واحدة ماشية بشعرها أو أى حد أجنبي هيخش النار، وحاجات تانية كتير غلط مينفعش أتكلم فيها".

واستدل "الدوجدود"، بطفل ذات الربيع ونصف من عمره، قائلًا:"طفل عنده سنه ونص اتكلم عن حد وقالي هيخش النار، ولما سألته ليه قالى هما قالوا كده فى المدرسة".

وأضاف "سعيد"، أن المدرسة ترسخ فى عقول الأطفال ذو الـ6 سنوات ونصف أن الفتاة الغير محجبة تنتمي إلى الدين المسيحي، بالإضافة إلى أنها ستدخل النار.

"فكر متطرف"
حيث أكد عدد من المتابعين أن ذلك الفكر يعتبر فكر متطرف وله عواقب وسلبيات على عقول الأطفال حيث أن الدين ترغيب فى الاصل، وينبغى على المدرسة أن تعلم الأطفال أن التقرب إلى الله بالعمل الصالح سيُدخل الجنة، فضلًا عن تعلم مكارم الأخلاق وليس الحكم على الغير.

"ترهيب لطفل"
وأشاروا إلى أن هذا الأسلوب يعد ترهيب للطفل فى سن مبكر، وفكرة الجنه والنار سابقة لأوانها ولابد من تدريج في المعلومة والفهم والإستيعاب، موضحين أن الله أنزل علينا االرُسُل والانبياء تدريجيًا لإلزامنا بالنواهي والفروض بداية من وجود إله واحد بدل من عبادة أكثر من إله إلى آخر النبين محمد صلي الله عليه وسلم.

"الحلال بين والحرام بين"
وأضافوا أن دين الإسلام دين اليسر، قائلين:"أرسم علي وجه الطفل الابتسامه بقصص الانبياء وشغفهم لنشر الدعوة، اللي بيتولد علي ملة ابيه مش هيشربها في كأس، كل حاجه ليها وقتها وفي الاخر بالنسبة لموضوع الحجاب الحلال بين والحرام بين، كل ماعليك فعله هو التذكره وليس الإلزام".

"غسيل عقول"
ومن جانبه قال الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوى والباحث بالمركز القومى للبحوث التربوية، لـ"العربية نيوز"، إن تلك المدارس تعمل على غسيل عقول الأطفال، فضلًا عن أن هذا التفكير يساهم فى هدم أسس المجتمع والثقافة.

وأضاف "مغيث"، أن تلك المعتقدات تعتبر من الأفكار المتطرفة داخل المدارس وبالتالي تعد تجاوزًا يجب أن يُجرمه القانون، موضحًا أن التعليم الطبيعي بالمجتمع قائم على عدة أسس وأهداف منها الإعداد للمواطنة، بحيث أن يكون التعليم قائم على الترابط بين المواطنين المصريين دون النظر إلى العرق والعقيدة.

وأوضح الخبير التربوي، أن التعليم الصحيح يبحث عن كل ماهو مشترك بين أبناء الوطن، كما أنه يسعي إلى تعريف الطلاب برموز الوطن وقضاياه وهمومه، بالإضافة إلى تحويل الانتماء الطائفي أو الديني إلى انتماء ثانويًا بحيث أن يكون الانتماء الوطني هو الانتماء الاول.

"تخلق عقول داعشية"
وفى سياق متصل أكد الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي وأمراض المخ والأعصاب، لـ"العربية نيوز"، أن المدارس الخاصة الإسلامية التي تعمل على أسس تعليمية متطرفة وترسخ داخل عقول الأطفال أن المحجبات في الجنة والغير محجبات فى النار، لها تأثير سلبي على عقول هؤلاء الأطفال.

وشدد "فرويز"، علي خطورة مرحلة الطفولة حيث أنها الفيصل فى نشأة الطفل، موضحًا أن تلك المدارس تعمل على خلق مجتمع ذات عقول داعشية من الصغر، وبالتالي يصبح من الصعب تغييره فى المستقبل حيث أنه أصبح متطرف لا شعوريًا.

وأشار استشاري الطب النفسي، إلى أن على المدارس الإسلامية أن تلتزم بلأصول الإسلامية، والثقافية، ولا ترسخ داخل عقول الأطفال فكرة الأخذ بظواهر الأمور.

"لا يجوز شرعًا"
وقال الشيخ فؤاد عبد العظيم، وكيل وزارة الاوقاف السابق لشئون المساجد، لـ"العربية نيوز"، إن نشر مثل تلك المعتقدات بالمدارس بين الأطفال لا يجوز شرعًا، مشيرًا إلى أن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، وأعمالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم.

وأكد "عبد العظيم"، أن هناك فروض كثيرة أمرنا بها الله فى كتابه الكريم مثل مسألة الحجاب التي فرضها على المرأة، ولكن هذا لا يعني أن يتدخل أحد فى شئون الله سبحانه وتعالي، مضيفًا أنه لم يُذكر بالكتاب والسنة ما يجعل البشر كلٍ منهم واصىٍ علي الآخر.