في ذكرى توليه رئاسة وكالة الطاقة الذرية.. "البردعي" المُلهم والعميل.. بشر بثورة 25 يناير وعارض "مبارك" بشده.. إتُهم بالخيانة بعد "30 يونيو".. وهارب وقت الأزمات
انقسم المصريون على شخصه، فمنهم من يحبه بشده أو يكره بسده أكثر، فبراه أنصاره ووصفوه بالملهم والقائد ومهندس طريق التقدم، بينما يراه آخرون أنه عميل وخائن للغرب وتسبب فى احتلال العراق وانتشار الفوضى في الشرق الأوسط، كما زاد عدد مارضوه بعد هروبه وعدم تحملة المسؤلية وقت الأزمات.
لا ينقسم أحد فى العالم حول شخصية مثل ما ينقسمون حول الدكتور محمد البردعى رئيس وكالة الطاقة الذرية، ونائب رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية في عهد الرئيس عدلي منصور، فدائمًا ما تجد له من هو غضبان لا يحبه أو مؤيد على طول الطريق.
الوصول للمصريين
محمد مصطفى البرادعى، دبلوماسي مصري، ولد في كفر الزيات بمحافظة الغربية في مصر، وتخرج من كلية الحقوق في جامعة القاهرة سنة 1962 بدرجة ليسانس الحقوق، وتزوج من عايدة الكاشف، وهي مُدرِّسة في رياض أطفال مدرسة فينا الدولية، ولهما ابنان، فاز فى 7 أكتوبر 2005 بجائزة نوبل للسلام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومنذ هذا الحين، بدأ البرادعي في الوصول إلى عقول وأذهان المصريين من خلال الإعلام وإنجازاته العلمية والسياسية المختلفة.
تاريخه مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية
اليوم هو ذكرى تولي الدكتور محمد البردعى رئاستة الثانية للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فبسبب هذا المنصب توالت الاتهامات عليه ولم تتوقف حتى الآن، بسبب رغبة الولايات المتحدة حظر امتلاك الأسلحة النووية والزرية لمعظم دول العالم، فماذالت هناك حالة من الجدل حول البردعي بسبب غزو العراق عام 2003.
التحق البرادعي بالوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 1984، حيث شغل مناصب رفيعة منها المستشار القانوني للوكالة، ثم في سنة 1993 صار مديرا عاما مساعدا للعلاقات الخارجية، حتى عين رئيسا للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 1 ديسمبر عام 1997 خلفا للسويدي هانز بليكس بعد أن حصل على 33 صوتا من إجمالي 34 صوتا في اقتراع سري للهيئة التنفيذية للوكالة، وأعيد اختياره رئيسا لفترة ثانية في سبتمبر عام 2001 ولمرة ثالثة في سبتمبر 2005.
خاض "البرادعي" الكثير من الصدامات خلال عمله بالوكالة، فرفض توجيه إنذار إلى إيران في نوفمبر 2004، لإفساح المجال أمام الوكالة لإنهاء تحقيقها في الملف النووي الإيراني، وهذا يخالف الموقف الأمريكي الذي كان يسعى إلى إحالة الملف النووي لإيران لمجلس الأمن عقوبات اقتصادية، الأمر الذي جعل الولايات المتحدة التفكير فى الاطاحة به من قيادة الوكالة الدولية، وهو ما حدث عام 2005
اتهامات لن تنتهي
كان البرادعي من أهم المعارضين لنظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، وواجه عاصفة من الهجوم والتشوية بسبب معارضته، فكان اول اتهام تعرض له هو أنه السبب فى غزو الولايات المتحدة للعراق فى عام 2003، فكان يشغل وقتها وكالة الطاقة الزرية التى كانت مسؤلة عن التفتيش فى العراق عن أسلحة الدمار الشامل وبموجب بعض التقارير تدخلت أمريكا وبعض القوى الدولية فى العراق للسيطرة على هذه الأسلحة التي لم تظهر حتى الآن.
كما أتهم البردعي أنه عميل وخائن ويعمل لحساب بعض الدول الأوروبية، والولايات المتحدة فكل شخص كان يكره أو مصالحة لا تتوافق معه كان يطلق عليه أي تهمه يحبها، لكن بعد ثورة يناير أصبح البردعي مُلهم المصريين خاصة الشباب منهم، ومجرد إلعان نيته عن الترشح لرئاسة الجمهورية خرجت الاتهامات عليه من جديد، لكن هذه المرة كانت أكثر جرأه من انصار تيارات الإسلام السياسي، فأتهم بالعلمانية وإشاعة الكفر في المجتمع.
لكن هذه الإتهامات لم تنقص من البردعي، حتى عين نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية في عهد الرئيس عدلي منصور، لكن كان معترض على فض اعتصام رابعة الذي كان ينظمه جماعة الإخوان الإرهابية احتجاجا على عزل الرئيس محمد مرسى فى 2013، وبعد فض الاعتصام قرر البردعى الهروب خارج البلاد احتجاجا على بعض السياسات المتبعه من قبل النظام، ليتعرض لسيل جديد من الاتهامات حتى طالبوا معارضيه محاكمته بتهمة الخيانة والعمالة.