وكيل الأزهر: صوت السلاح لن يكون أنجح من الحوار في حل المعضلات
قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، إنه إذا أردنا سلامًا وأمنًا حقيقيين يسودان العالم، فعلى الكبار الذين يملكون القوة والإرادة أن يكونوا كبارًا بأقوالهم وأفعالهم لا باستغلال أموالهم واستخدام قوتهم العسكرية والسياسية لإشعال الفتن وتزكية الصراعات هنا وهناك، فضلا عن نهب ثروات تعجز عن سد حاجة الدول التي تملكها،
وأضاف وكيل الأزهر أن على الكبار أن يضربوا المثل والقدوة بالتوقف الفوري عن سباق التسلح بأسلحة الدمار الشامل، فقد امتلكوا منه ما يكفي لتدمير عالمنا عدة مرات في ساعات معدودة، ولا يكفي مجرد التوقف عن هذا السباق المجنون، بل اتخاذ خطوات جادة للتخلص من هذا الجحيم المكنون الذي لا ينبغي أن يمتلكه البشر مع ما يعتريهم من انفعالات وما يسيطر عليهم من أهواء ومصالح قد تخرجهم عن حد الاتزان والسيطرة على ما ينبغي فعله، والعجيب في الأمر أن الكبار يرونه حقًّا مكتسبًا لهم محظورًا على غيرهم، ونحن معهم في حظره على الغير وإن كنا نخالفهم في أحقيتهم به.
وشدد وكيل الأزهر خلال كلمته في الجلسة الختامية للملتقى الدولي من أجل السلام الذي تنظمه جمعية سانت إيجيديو بروما، على أن استمرار السياسات العالمية على نهجها الذي أحدث هذا الخراب، أو على الأقل أسهم في حدوثه، فضلا عن تنامي ظاهرة الإرهاب الذي لا ضمانة ولا منأى لأحد منه حتى من صنعه أو دعمه بعدم مواجهته مواجهة جادة تقضي عليه أو على الأقل تجفف منابعه؛ استمرار هذه السياسات سيفضي -لا محالة- لا إلى فقد الأمن والسلام فقط، ولكن إلى دمار شامل لعالمنا الذي نعيش فيه.