بالصور.."سوزي" كلب الغردقة الوفي.. قصة جديدة لعالم النقاء الحيواني.. أصيب في ذراعه فتحامل علي نفسه عائدًا لبيته فشُل في مكانه.. سمة شارع المدارس المميزة الذي أحبه الجميع
مشاهد قلما تراها، وصور لم ولن تظهر إلا من الحيوان، فما أكثر النماذج التي بزغ بها نجم البراءة والنقاء الحيواني، ولنا في كلب أهل الكهف خير دليل، وهاتشيكو الكلب الصيني خير معين، وهنا نتناول قصة جديدة لكلب فاق وفاءه لشخص إخلاصه لمكان بكامل أهله، إنه الكلب "سوزي".
بداية القصة
بدأت حكاية الكلب "سوزي" كما أسماه أهل منطقة شارع المدارس بالغردقة منذ أن كان جروًا صغيرًا، قدم إلي المنطقة فأحبه أهلها وأحبهم، وكثر اللعب بينهم وظهرت العاطفة التي صورها لمحات العناية وتقديم الطعام والشراب لذلك الكلب الوفي، الذي مهما خرج عن شارعه عاد إليه سريعًا.
الإصابة
عاد سوزي يومًا إلي الشارع المدارس مصابًا في يده وفشلت محاولات اسعافه، ولكن المعجزة تجلت فيما فعله سوزي الذي تحامل علي نفسه حتي العودة إلي منطقته، ثم طرح نفسه نائمًا وسط الشارع معلنًا إصابته بالشلل الكامل.
شارع "سوزي"
في البداية ستبحث عن الشارع بإسمه، "المدارس"، لكن سرعان ما ستغير التساؤل بأين الشارع الذي ينام علي ناصيته وفي منتصف الطريق الكلب الأبيض، إن سوزي علم أنه لن يتحرك مرة أخري فقرر أن يكون ركنًا ثابتًا في المكان الذي شب فيه ومنه، مستخدمًا آخر ما امتلك من قوة حتي يحقق ما تمناه.
تعامل أهل المنطقة
تعجب بعض سكان المنطقة من سوزي الذي لا يتحرك حتي ظنه الكثيرون ميتًا، ولكن عندما أدركوا ما آلت إليه حالته، تحول المشهد إلي التودد إلي وملاطفته بمكانه وتقديم له ما يحتاج من طعام وشراب، حتي يتمكن من مواصلة حياته في المكان الذي اختاره، وبين من أحب من بشر.
يقول عم مصطفي تاجر الخردوات المواجه للبالوعة التي يقبع سوزي أمامها علي ناصية طريق شارع المدارس، إن سوزي كما أسموه، كلب مناكف ولا تزال روحه المشاكسة تداعب الجميع من خلال نباحه أحيانًا، أو تمثيله وإدعاءه أثناء تقديم الطعام له أحيان أخري.
ويضيف تاجر الخردوات أن لم يختر لنفسه ركنًا أو مدخلًا لعمارة أو تحت ظل شجرة، بل إختار لنفسه منتصف الطريق، حتي يكون السمة الواضحة بالمكان، التي تدور السيارات غصبًا عنها حتي لا تصدمه، ويقدم له الجميع الطعام ويلاعبوه كما الماضي، والأهم من ذلك حبه للمكان الذي قرر أن يكون ركنًا ثابتًا فيه، حتي وإن كانت حياته قد انتهت، فلتنته حيث أحب وعاش وأخلص.