"مبادرة واشنطن.. هل كشفت حقيقة الإخوان؟".. الجماعة تدعم النجاح وتهرب وقت الفشل.. "دراج": أجندة مخباراتية.. عاصم عبدالماجد: ردة عقائدية.. وآخرون: التواجد "حلال"
"ملتقى الحوار الوطني" أو هذا ما أطلقه من اجتمع من الشخصيات المعارضة المقيمة خارج البلاد، لإيجاد توافق وطني كما يعلنون، خرج بوثيقة عُرفت إعلاميا بـ"مبادرة واشنطن"، غير أن عدد من القوى المعارضة تبرأت من هذه المبادرة.
وحضر ملتقي ورشة "واشنطن" القيادي بحزب الحرية والعدالة المنحل عبد الموجود الدريري، وأستاذ العلوم السياسية سيف الدين عبد الفتاح، ومنسق حركة شباب 6 إبريل في أمريكا سوسن غريب، والقيادي بحزب غد الثورة منذر عليوة، والمحلل السياسي مختار كامل، وأستاذ العلوم السياسية عماد شاهين، ونائب منسق حركة غربة محمد إسماعيل، والناشطة سوسن جاد
بنود المبادرة
تضمنت "مبادرة واشنطن"، 10 توصيات، جاء على رأسها التأكيد على أن ثورة 25 يناير هي الثورة الحقيقية، ويظل شعارها العيش والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية هو الأساس لكل سياسات مستقبلية، مع عدم الحديث عن شرعية مرسي، وإعلاء الانتخاب من حق الشعب وشعارات المواطنة، والبحث عن طريق لإخراج القيادات والشباب المعارض المسجون.
ومثلت المادة الخامسة من توصيات المبادرة، نقطة الخلاف الرئيسية فيها، والتي نصت على أن "الدولة لا هوية ولا مرجعية لها إلا مدنيتها، ولا مؤسسات دينية تابعة لها، بحيث لا يتدخل الدين في الدولة ولا تتدخل الدولة في الدين، وتصدر القوانين والممارسات التي تتعلق بها على مسافة واحدة من جميع المواطنين إعمالًا لقيمة المساواة وعلى قاعدة المواطنة".
آراء وأفكار حول المبادرة:.
موقف الإخوان
قال طلعت فهمي، المتحدث باسم الجماعة في بيان رسمي بعنوان "تنويه مهم حول الادعاء بحضور ممثلين للإخوان في ورشة واشنطن"، إن "ما تم تداوله عن نتائج الورشة النقاشية التي عُقدت في واشنطن مؤخرًا، وحضرها بعض النشطاء السياسيين، وتمت الإشارة إلى حضور ممثلين عن الجماعة، هو عارٍ عن الصحة، ولم يسبق للجماعة العلم بها".
وأكدت الجماعة، أنها "على تواصل مع كافة الرموز والقوي السياسية في الداخل والخارج، وسبق أن قدمت لهم مجموعة مبادئ للاصطفاف، وجرى حوار حولها، تمخض عن موافقة بعض الرموز والقوى السياسية عليها، وفي انتظار رأي البعض الآخر".
وأعادت الجماعة التأكيد على أن التعبير عن رأيها ومواقفها يتم من خلال مؤسساتها والمتحدثين باسمها، وأن حضور رموز من الجماعة أو بعض شخصياتها لمثل هذه المناقشات أو ورش العمل إنما هو حضور شخصي، ما لم تعلن مؤسساتها تمثيل هذه الشخصيات لها
أجندة مخاباراتية
هاجم عمرو دراج، وزير التخطيط والتعاون الدولي الأسبق، والقيادي بجماعة "الإخوان المسلمين"، المبادرة التي أطلقها معارضون للسلطة الحالية تحت مسمى "ببيان واشنطن"، واصفًا من يروجون لها بأنهم يحملون أجندة "مخابراتية".
وقال دراج عبر حسابه على موقع "تويتر": "يقوم البعض بالبهتان علينا بأجندة مخابراتية واضحة بدعم ما يسمى ببيان واشنطن الذي لا نعلم عنه شيئًا".
المتاح حلال
وعن المبادرة صنف أحمد حمزة القيادي الشاب بالإخوان، والهارب خارج البلاد إلي فئتين، أولي متعصبة ومتعنتة لشرعية مرسي، وأخري تبحث عن المتاح للوصول إلي امكانية التواجد بأي صورة مؤقتة.
وأضاف حمزة علي صفحته علي "فيس بوك" أنه يؤيد الفئة الثانية، ولكن هذا لا يعكس أن فئة تخطط للمستقبل، موضحًا أن كلا الفئتين بلا أي تصور مستقبلي.
ترحيب ولكن
أبدي القيادي الإخواني السابق، إبراهيم الزعفراني، ترحيبه بالمبادرة، غير أنه قدم عددًا من الانتقادات نحوها،فقال عبر صفحته بموقع فيسبوك، إن المبادرة أحسنت في صياغة بنودها 1، 3، 6،7، 8، 9، 10". ورأى أن البند الثاني وضع قيدًا على آليات الديمقراطية وتتجه بها إلى ديمقراطية المحاصصة، وقال إن كلمة "مدني" في المبادرة يجب تحديد تعريفها؛ حتى لا يفهمها كل حسب رؤيته وحتى تكون الموافقة عليها أو الرفض لها قائم على شفافية وبينة، وفق قوله.
ودعا إلى استبدال العبارة "ينص صراحة على عدم تدخل الدولة في المؤسسات الدينية أو العكس" بعبارة أكثر وضوحًا وهي "ينص صراحة بعدم استخدام الدولة أو الأحزاب السياسية للمؤسسات الدينية وعدم قيام المؤسسات الدينية والدعوية بالأعمال الحزبية".
وتطرق الزعفراني إلى المادة الخامسة التي تنص على أن "الدولة لا هوية ولا مرجعية لها إلا مدنيتها"، قائلًا: "أرى فيها مغالاة في إنكار الهوية والتبرؤ منها لا داعي له، وأرى أن تصاغ الهوية معبرة عن الحقيقة "الدولة هويتها قبطية عربية إسلامية".
كما دعا إلى استبدال عبارة "بحيث لا يتدخل الدين في الدولة ولا تتدخل الدولة في الدين"، بعبارة: "بحيث لا تستخدم الدولة أو الأحزاب السياسية المؤسسات الدينية وعدم قيام المؤسسات الدينية والدعوية بالأعمال الحزبية".
عقول قاصرة
انتقد الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة "مبادرة واشنطن"، التي أطلقها معارضون للسلطة الحالية خلال اجتماعهم مؤخرًا بالعاصمة الأمريكية واشنطن، معتبرًا أنها "إعادة استنساخ لنفس الجدل السقيم الذي غرقت فيه مصر قبل استفتاء 19 مارس 2011".
وكتب حسني عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قائلًا: "كان الحوار، أو ما وصلنا منه وحوله، كاشفًا للحقيقة المرة التي تقول إن ثمة من يريد لمصر عن قصد أو عن غير قصد، أن تبقى رهينة المحبسين: محبس العقل الذي كان بوابة وصول الإخوان لحكم مصر، ومحبس العقل الذي كان معبر وصول السيسي لحكمها".
وأضاف: "كلاهما عقل قاصر عن التعامل مع قضايا المستقبل الذي يفلت من أيدينا بسرعة الضوء، وما أكاد أشك لحظة في أن كلا العقلين يدين للآخر بمنطق وجوده: فالأول قد استعاد زخمه بسبب هذا العقل الذي يحكم نظام السيسي، وها هو الثاني تمنحه حوارات واشنطن وأخواتها قبلة الحياة التي كان ينتظرها بفارغ الصبر ليبقى قائمًا"!! ـ وأشار إلى أن "العقل الذي غاب عن ساحة التنافس بين هذين المحبسين هو العقل التاريخي القادر على إخراج مصر من أزمتها الوجودية التي يفاقمها هذا العبث الذي دارت أحداثه".
وأوضح أن "مبادرة واشنطن تحتاج إلى العقل التاريخي القادر على رسم خرائط المستقبل: "في واشنطن... مصر بحاجة لهذا العقل التاريخي القادر على رسم خرائط مستقبلها، لا لذلك العقل الماضوي الذي لا يرى من عناصر الحياة إلا أفكار دولة الخلافة، ولا لذاك العقل الفوضوي الذي لا يرى للدين مكانًا في بنية الدولة المصرية، ولا حتى للعقل الرومانسي الذي يتصور أنه يمكن استنساخ تجارب الآخرين وكأنه يمكن شراء المستقبل في عبوات سابقة التجهيز تباع بالصيدليات"!!
وعرّف العقل التاريخي بأنه "هو عقل يعرف كيف يتعامل مع مسارات التاريخ... يعرف أين هو الماضي وأين تعثرت خطواته وكيف، كما يعرف أين يوجد المستقبل وأين تتقاطع عناصره مع عناصر الحاضر المصري الذي نعرف جميعًا تشوهاته كما نشعر بوطأة أزمته الوجودية".
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن "ملامح العقل التاريخي الذي يتمناه والذي من شأنه أن يخرج مصر من أزمتها لا وجود له في المشهد الذي حدث في واشنطن".
واستدرك قائلًا: "عفوًا، فأنا لا أرى ملامح هذا العقل التاريخي الغائب عن المشهد العام في هذه الحوارات العبثية التي جرت في واشنطن، ولا في هذين المحبسين اللذين يتصارعان على أشلائنا معتمدا كل منهما على أخطاء الآخر وخطاياه
ردة عقائدية
علّق عاصم عبد الماجد عضو مجلس شوري الجماعة الإسلامية، على مبادرة واشنطن، ضمن فعاليات ملتقى الحوار الوطني، الذي عُقد بالعاصمة الأمريكية "واشنطن" لبحث مشروع مبادرة مقترحة لإيجاد توافق وطني بين مختلف القوى الوطنية في مصر.
وقال في تدوينة عبر حسابه بموقع التوصل الاجتماعي "فيس بوك": "وبذلك أصبح هناك 3 مفاهيم للاصطفاف:1 اصطفاف بدون هوية.. وهذه ردة عقائدة، 2 اصطفاف بدون عودة مرسي.. وهذه ردة سياسية، 3 اصطفاف شعبي بدون فذلكة ولا فلسفة ولا شعارات فارغة.. وهذا ما لن تنجح ثورة بدونه قط".
وأضاف: "منذ أكثر من عامين وأنا أنادي بالاصطفاف الثالث، بعض المغرضين يتهمني أني أنادي بالثاني لحاجة في نفس إبليس.. وليس في نفس يعقوب.