العلاقات المصرية الروسية على محك التدهور.. وقف الاستيراد والتصدير بين الدولتين يدق ناقوس الخطر.. خبراء: مصر هي الخاسرة.. وموسكو تمارس سياسات معادية
في الأونة الأخيرة باتت العلاقات الروسية المصرية فى منحنى جديد وذلك بعد ان إعترتها المشكلات والعثرات التي ضعفت من تلك العلاقات.
فمن بين حين لأخر تزداد الفجوة بشكل أكبر وبات الحليف الروسي فى العديد من تصريحاته وكأنه يعلن العداء على مصر، الأمر الذى أصبح مربكًا للإقتصاد ومقلقًا في نفس الحين حيث أن العلاقات بين مصر وروسيا لم تكن وليدة الان بل منذ عهود طويلة.
أزمة قمح الإرجوت
أزمة قمح الإرجوت بين مصر ورسيا بدأت في عهد وزير الزراعة المصري الدكتور علي سليمان، الذي أصدر قرارًا بوقف استيراد أي كميات من القمح تحتوي على نسبة من فطر الأرجوت، ووضع القمح الروسي على قائمة القمح المصاب بفطر الإرجوت ومنعت شحنات الحبوب الروسية من الدخول إلى مصر.
وهنا ردت موسكو بحظر استيراد الحمضيات المصرية وغيرها من المنتجات النباتية، وأعلنت الهيئة الفيدرالية الروسية للرقابة البيطرية والصحة النباتية أنها ستوقف مؤقتًا واردات الفاكهة والخضروات المصرية إليها.
الطائرة الروسية
ويُمكننا اعتبار حادث الطائرة الروسية التي سقطت في سيناء خلال يوليو الماضي، بداية انحراف المنحنى نحو ميلاد الخلافات والمشكلات بين مصر وروسيا بشدة، بعدما أحاطت شبهات التفجير والعمل الإرهابي حادث السقوط، فلم تنتظر موسكو ردود الفعل المصرية وقامت على الفور بقطع تعاملها السياحي والجوي مع مصر، وفرضت الحظر على رعاياها من السفر إلى القاهرة، ورغم الحديث الدائر الآن عن مفاوضات عودة السياحة الروسية من جديد، ألا أن أزمة "الأرجوت" قد تكتب مصيرًا جديدًا لتلك المفاوضات.
"الضبعة النووية"
تأخر الجانب الروسي وقتها في توقيع عقود على تنفيذ محطة الضبعة النووية التي تضم أربعة مفاعلات، وتتولي روسيا إنشاءها بتمويل 85% من قيمتها بقرض تصل قيمته إلى 25 مليار دولار، وتأخر روسيا في إعطاء مصر قرض المشروع دفع الكثيرون بإرجاعه إلى أزمة الطائرة، رغم إعلان موسكو أن إن الأزمة تتعلق بالاتفاق فقط.
"الأزمة السورية"
أما ملف الأزمة السورية، والذي يمكن اعتباره منحازًا إلى السعودية التي تتمسك برحيل الرئيس السوري بشار الأسد، في ظل الدعم الروسي لبقائه.، وخلال القمة العربية التي عقدت العام الماضي في شرم الشيخ، ظهر هذا الاختلال جليًا، ففي الوقت الذي وجه فيه الرئيس عبدالفتاح السيسي الشكر إلى فلاديمير بوتين على خطابه، هاجمه وقتها وزير الخارجية السعودي، لدعمه الأسد بالسلاح
مصر الخاسرة الأكبر
لذلك رأى الدكتور سرحان سليمان الخبير الإقتصادى، إن روسيا تعتبر أكبر دولة تشترك مع مصر في المنتجات الزراعية وتستورد منها العديد من المحاصيل، منوهًا بأن روسيا لها أسواق عديدة يمكن من خلال دول أخرى تسوق منتجاتها وتُوقف استيرادها من مصر.
وأكد "سليمان"، في تصريحات لـ"العربية نيوز"، أن طريقة تعامل الحكومة المصرية غير صائبة، وخاصة أن المحاصيل بمصر محدودة والتصدير الذي يتم للخارج يحدث مع دول قليلة، لذلك مصر هي التى يصيبها الضرر الأكبر في حال تنفيذ روسيا لتهديدها الدائم.
واشار الخبير الإقتصادي إلى أن العلاقات الروسية المصرية أصبحت مهددة ويشوب العلاقات التوتر والمشاكل، وذلك ربما يعود منذ حادثة الطائرة الروسية، مؤكدًا أن على مصر أن تحاول إجراء علاقات ومباحثات تساعد على تقوية العلاقات وإحداث تقوية جديدة بين السوق المصرى الروسي.
معاداة لمصر
بينما أكد الدكتور جمال زهران استاذ العلوم السياسية، إن العلاقات المصرية الروسية تدهورت منذ حادثة الطائرة الروسية والتأخير فى السياحة حتى الأن، منوهًا بأن روسيا لا تحاول فهم او تقريب العلاقات مع مصر ولا تبذل مساعيها لتوطيد العلاقات مع الشرق بشكل حقيقى وليس ظاهرى.
وأكد "زهران"، في تصريحات لـ"العربية نيوز"، أن مصر من حقها تعيد النظر فى موضوع القمح والدفع بشحنات بها فطر "الإرجوت" وترفضه أو تستبدله للحفاظ على مصر، لإنها إن وافقت على الشحنات ستتهم بإنها تستورد الأمراض والسموم لمواطنيها.
وتابع " تهديدات روسيا نوع من إعلان المعاداة على مصر وممارسة الضغوط عليها، مؤكدًا أن مصر فشلت دبلوماسيًا فى الرد ولم تقم بمواجهه افعال روسيا أو توضيح الصورة المصرية بشكل عام،منوهًا بأن على مصر تكون دولة رائدة بالفعل.