"تحرير المعلمين": الحكومة لا تدعم المنظومة و2367 قرية بلا مدارس
قال أيمن البيلي، مؤسس جبهة تحرير نقابة المهن التعليمية، إن احتلال مصر للمركز قبل الأخير في التعليم يرجع إلى السياسات التي اتبعتها الدولة المصرية خلال السنوات الأخيرة بدءا من منتصف السبعينيات من القرن الماضي وحتى الآن.
وأضاف "البيلي"، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، أن الدولة بدأت التخلي عن تقديم خدمة التعليم وبالتالي تدنت جودة التعليم حتى لم يعد هناك أي نسبة من معايير الجودة التي يمكن أن نقيمها بوضوح في مخرجات التعليم المصري، حيث إن 2367 قرية مصرية محرومة من التعليم وهذا الرقم منذ 2013 حتى الآن وهذا مؤشر ودليل عن تخلي الدولة عن نشر التعليم وإيصال تلك الخدمة لكل المجتمع.
وأشار مؤسس جبهة تحرير نقابة المهن التعليمية إلى هناك 2 مليون طفل متسرب من التعليم نتيجة أسباب ومنها الفقر وأن مليون و260 ألف تلميذ من الصف الأول حتى الصف الثالث الابتدائي يجهلون القراءة والكتابة فهذا دليل آخر باعتراف وزارة التربية نفسها إنها فشلت تماما في تحقيق الهدف الأول من التعليم وهو محو الأمية.
وتابع: أن المدارس بيئة طاردة للمتعلمين وليست جاذبة فالحد الأدنى لبيئة التعلم غير موجود فالفصل الدراسي مرتفع الكثافة يصل متوسط عدد الطلاب إلى 80 طالبًا أي فشل كل محاولة للتعليم وفق المعايير الدولية لتحقيق جودة التعليم، والمعلم فاقد للأمن والاستقرار الاجتماعي وإدارة غارقة في البيروقراطية العقيمة، والمنهج الدراسي أبعد ما يكون في عرضه عن المنهج العلمي في تسلسله وعرضه وكتاب مدرسي يضر النظر ويتوه بالعقل وغياب كل ما يلزم لممارسة الأنشطة اللاصفية ومن ثم فإن النتيجة ولا شك ستكون سلبية.
واختتم: السياسات المتبعة حاليا ومنذ سنوات هي خصخصة التعليم ودعم التعليم الخاص وتعدد أنواع التعليم لخدمة هذا الاتجاه سواء بإنشاء التجريبيات بنوعيها الأجنبي والعربي أو التوسع في منح التراخيص للمدارس الخاصة والدولية، والتقييم في المؤشرات الدولية له محاور ومعايير أولها نسبة وصول خدمة التعليم إلى كل أبناء المجتمع.
وكذلك حجم الإنفاق الحكومي على التعليم وأيضا مدى استيعاب التلاميذ لطرق التعلم الحديثة وبالنسبة للمعلمين ومدى استيعابه لبرامج التدريب المهني، مؤكدًا أن التعليم المصري يفتقد إلى الإرادة الوطنية في بناء منظومة تعليم حقيقية ولنقارن بين مصر وما كانت ومصر الآن وبينها وبين دول الخليج وما كانت وما أصبحت عليه الآن لنكتشف الأسباب التي جعلتنا في المراكز الأخير في الترتيب الدولي للتعليم ما قبل الجامعي.