"بين المساس والاستباحة".. السينما تنتهك حرمات الأنبياء.. إيران تنتج فيلمًا تجسد فيه شخصية "النبي محمد".. وتونس والعراق تلحقان بها.. و"الخروج.. آلهة وملوك" يتخطى الخطوط الحمراء
يحرص دائما العالم الإسلامي العربي على ترسيخ المبادئ الدينية، التي تتكون في وجدان كل قاطني أرجائه، من عقيدة يعتبرونها خط أحمر لا يسمح لأي شخص بالمساس بها.
وما بين المساس والاستباحة، يطل علينا بعض الأشخاص في الوسط الفني متحدين التقاليد الدينية والفتاوى التي يطلقها شيوخنا وقواسيسنا، ويسيروا عكسها تمامًا وهو ما يجعلهم صوب نيران شعوبنا العربية التي لاطالما أيقنت أن الدين حياة، لا يمكن المساس بها مهما كانت الظروف.
وأجمع علماء الدين على أن تجسيد الأنبياء في الأعمال السينمائية محرم شرعًا، كما أن هناك عدة أزمات نشبت ما بين مجتمعنا العربي الذي يعتنق الأغلبية فيه الديانة الإسلامية والغرب، لما قاموا به من تجسيد لأنبياء الإسلام في أفلامهم السينمائية وأعمالهم الفنية، والتي سردت حياة كلًا من سيدنا "نوح" عليه السلام وسيدنا "عيسى" عليه السلام والذي جاء بعنوان "آلام المسيح" وسيدنا "موسى" عليه السلام، وهو ما يتعارض مع الدين الإسلامي ويعتبر إهانة للمسلمين، وذلك للمكانة التي يتمتع بها هؤلاء الأنبياء والرسل داخل أروقة قلوبنا والتي لا يمكن أن يضاهيها في التجسيد أي فنان مهما كانت موهبته.
نسرد لكم أبرز الافلام التي غزت الدول العربية مؤخرًا والتي جسد خلالها أنبياء الله وأحدثت جدلًا كبيرًا داخل المجتمع الشرقي.
الفيلم الإيراني "النبي محمد" يعرض بتونس
ولعل أبرز تلك الأفلام وأخيرهم هو الفيلم الإيراني "النبي محمد"، والتي قررت تونس عرضه في سينما "الكوليزيه" يوم 21 سبتمبر، رغم الجدل الكبير الذي شابه تلك النوعية من الأفلام، فيما استقبله التونسيين بحالة من الرفض، مؤكدين أن الغرض من تلك الأفلام هي التقليل من شأن أنبيائنا العظام، وأن من يقوم بالعمل فيها يعتبر معادي للسامية، لا سيما وإن علماء الدين يرفضوا بث مثل هذه الأفلام.
"النبي محمد" عرض بالعراق
لم تكن تونس هي بمفردها من أقدمت على عرض هذا العمل، الذي اعترض عليه الأزهر وبشدة، ولكن العراق سبقتها في عرضه، حيث وقع عقد عرض الفيلم ما بين وزارة الثقافة العراقية بطهران، ويعتبر هذا العقد هو الأول من نوعه في تاريخ العلاقات الثقافية والفنية بين البلدين.
فيلم "النبي محمد" هو فيلم إيراني تم إنتاجه عام 2015، وتدور قصته حول حياة النبي منذ طفولته إلى أن بدأ في نشر الدعوة، وهو من إخراج مجيد مجيدي، والذي أعلن مؤخرًا عن استعداده لتصوير جزء ثاني للفيلم.
فيلم "الخروج آلهة وملوك"
مع بدأ عرض الفيلم البريطاني "الخروج آلهة وملوك" للمخرج ريدلي سكوت، في المغرب بدأت حالة من الاستنفار العام تجتاح الرأي العام المغربي، لا سيما وإن الفيلم عبر الخطوط الحمراء، وقام بتجسيد الذات الإلهية كما جسد النبي موسى عليه السلام، فيما أجبر الرأي العام المغربي وقف بث هذا الفيلم حتى يتم حذف ما جاء فيه من مخالفات لا تتماشى مع الدين الإسلامي، ثم استأنف عرضه مرة أخرى، فيما قامت مصر وبعض الدول العربية سريعًا بحظر بث الفيلم نهائيًا لما يحتويه من تزييف للتاريخ" وفقًا لما جاء من وزير الثقافة المصري.
وقد أثار الفيلم الجدل في عدد من الدول الأجنبية أيضًا لما يحتويه من مساس بالديانات السماوية الثلاث، حيث جسد الفيلم الذات الإلهية بطفل صغير يتحدث إلى النبي موسى، وهو ما أثار استهجان الكثير حول العالم، الفيلم من بطولة "كريستيان بيل".