الغموض يسيطر على الأزمة السورية.. تراجع دور الولايات المتحدة أحيا التنظيمات الإرهابية.. التوغل العسكري التركي أربك المشهد.. وخبراء: فشل التوافق الروسي-الأمريكي عقّد الأمور
يكشف التدخل التركي فى الأراضى السورية، عن التغيير الجديد في المشهد الدولي الذي يحيط بالنزاع الأكثر دموية في العالم، فبعد التراجع الأمريكى عن الأزمة السورية، تصاعدت بعض القوى الدولية وتدخلت بقوة فى المشهد السورى فى مقدمتهم تركيا وروسيا وإيران، الأمر الذى ينذر بعودة رجال وتنظيم القاعدة إلى الأراضى السورية، وهم أعداء الولايات المتحدة بالفطرة.
ففى ظل التراجع الأمريكى عن دعم حل النزاعات فى سوريا، ازدادت توغل المليشيات الإرهابية من جهة، كما ازداد سيطرة روسيا وتركيا وإيران على المشهد من جهة أخرى، الأمر يفرض سيناريوهات جديدة لحل الأزمة السورية.
الموقف الدولى يعاني من الشتات نحو سوريا
أكد الدكتور طارق فمهي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تراجع دور الولايات المتحدة الأمريكية عن الأزمة السورية يرجع إلى بعض الأسباب أهمها عدم الاتفاق على موقف ورؤية واحدة مع الجانب الروسى، بجانب أن الولايات المتحدة سيكون قريبًا لها رئيس جديد الأمر الذى انعكس على سياستها الخارجية فى الفترة الأخيرة.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لـ"العربية ينوز"، أن ما تبقى من فترة الرئاسة الحالية لأمريكا لا يمكنها من اتخاذ أى قرارات أو سياسات حاسمة، لافتا إلى أن واشنطن باتت لا تملك خيارات متعددة لحل الأزمة السورية.
وأكد "فهمي"، أن التنظيمات الإرهابية باتت تستغل عدم اتفاق الآراء نحو الأزمة السورية، فالولايات المتحدة تعاني من شتات سوريا، وتركيا لها أهداف معينة لتوغلها فى الأراضى السورية، وهى القضاء على الإقراض، كم أن روسيا وإيران لهما أهداف متعددة، الأمر الذى سينعكس على قوى المليشيات والتنظيمات الإرهابية.
تركيا تبني منطقة تعزلها عن سوريا
قال الدكتور إبراهيم زهران، رئيس حزب التحرير المصري، لـ"العربية نيوز"، إن تركيا تهدف إلى إنشاء منطقة عازلة بينها وبين سوريا، حتى تحمي حدود بلادها من أيادي تنظيم داعش والإرهاب، لافتًا إلى أن الظاهر هو أن تركيا تدعم الإسلاميين في سوريا، ولكن بواطن الأمور تضمر عكس ذلك وهذا ما نراه الآن من تغيير خريطة التحالفات، وطلب تركيا الصلح مع مصر ووضع يدها بيد روسيا وإيران.
تابع "رئيس حزب التحرير المصري" قوله بإن تدخل تركيا في الحرب على تنظيم داعش لن يقضي على تواجدهم المتوغل في عدة دول غير سوريا، فالتنظيم الإسلامي لن ينتهي إلا بعد إعلان أمريكا الحرب عليهم، أما هذه التحركات الجديدة وانضمام تركيا وإيران إلى حلبة النزاع هدفها تبرئتهما من دم الأبرياء ومساندتهم بأي صورة تنظيم داعش.