بعد أزمة نقص أسطونات البوتاجاز.. "الإنكار" سلاح الحكومة في مواجهة معاناة المواطنين.. وخبراء: الدولة عاجزة عن إيجاد حلول للمشكلات.. وعدم الاعتراف بها فشل
عانى المواطنون في الفترة الأخيرة العديد من الأزمات اليومية، بداية من ارتفاع الأسعار بشكل مستمر بجانب نقص بعض السلع والمنتجات الاستراتيجية التي لا يستغنى عنها المواطن، وسط إنكار المسئولين للمشكلات التي تطرأ بين الحين والآخر وغير مكترثين بإيجاد حلول لها.
فرضت أزمة نقص ألبان الأطفال نفسها على المواطنين في الآونة الأخيرة، ولم يكن هذا وليد الصدفة، إذ أن وزارة الصحة طالما صرحت بأن هناك كميات كبيرة من ألبان الأطفال، لكن مع مرور الوقت تضخمت المشكلة بشكل مخيف في جميع محافظات مصر.
كما شهدت الأسواق فى الفترة الأخيرة ارتفاع سعر السكر حتى وصل إلى 9 جنيهات لكن وزارة التموين نفت ذلك وأكدت أن السكر متوفر في الأسواق بسعر 5 جنيهات، ومؤخرًا يوجد أزمة كبيرة في أنابيب البوتاجاز شاهد عليها كل المواطنين في مختلف المحافظات، لكن المسئولين دائمًا ما ينكروا هذه الأزمة مؤكدين أن أنابيب الغاز متوفرة لكن تجار السوق السوداء هم من يستغلون الموقف ويشعلوا الأزمة، فالمشاكل المتكررة تؤكد أن الحكومة لا تريد مواجه أي مشكلة أو تتعامل معها بشكل سريع، فالاعتراف بالمشكلة هو أول طريق الحل.
الأزمات متكررة والإنكار سلاح الحكومة
فيقول أمين أسكندر القيادي بحزب الكرامة، والبرلماني السابق، لـ"العربية نيوز" أن الحكومة في الفترة الحالية تواجه العديد من المشكلات والأزمات، لافتًا إلى أن بعض المسئولين هم المتسببين في المشكلة لأنهم لم يواجهوها من بدايتها، مشيرًا إلى أن بعض المسئولين ينكرون بعض المشاكل لحفظ أنفسهم أمام الرأى العام، كما أنهم غير مدركين أن الاعتراف بالمشكلة هو أول طريق الحل، كما أن الشفافية ومواجهة المواطنين بالحقائق جزء كبير من مواجهة الأزمات التي باتت متكررة.
وأضاف القيادي بحزب الكرامة، أن معظم المشاكل التي يعاني منها المواطنين في الفترة الأخيرة هي تكرار لمشاكل تحدث كل عام دون تغيير، لكن للأسف خطط الحكومة لمواجهتها لم تتغير وتتعامل معها بسياسة الإنكار، معتقدين أن هذا هو الحل، لافتًا إلى أن هذا يؤثر على مصداقية الحكومة أمام الشعب.
الحكومة جزء من الأزمات
وأوضح أحمد عبدالحفيظ، القيادي بالحزب الناصري، أن الخطاب الروتيني للحكومة الذي يتم توجيهه للمواطنين هو أحد أهم الأسباب لوجود بعض المشاكل التي تواجه المواطنين بصفة يومية، لافتًا إلى أن الحكومة الحالية أسببت فشلها في مواجهة الأزمات المتكررة مثل ارتفاع الأسعار ونقص بعض السلع من الأسواق.
وأضاف "عبدالحفيظ" لـ"العربية نيوز" أن أن الحكومة لا يوجد لديها أي رؤية أو استراتيجية لمواجهة المشاكل بل بات وجودها جزء من المشكلة أيضًا، لافتًا إلي أنه لا يوجد أي مسئول يهتم بكلام الخبراء أو الحلول التى يتم طرحها وتقديمها من القوى السياسية المختلفة لمواجهة الأزمات، مؤكدًا أن الحكومة تنظر للشعب على أنه ما زال لا يعرف شيء.